يضربها زوجها لأنها تصلي الفرائض.. ماذا تفعل؟

ورد سؤال من متصلة على الهواء مباشرة في برنامج (الدنيا بخير) الذي يبث على قناة الحياة الفضائية وتقدمه المذيعة لمياء فهمي، والشيخ محمد عبد السميع، تتساءل فيه حكم الشرع في زوجها الذي يسيء معاملتها ويتعدى عليها بالضرب والألفاظ الفاحشة، التي يقذف بها عرضها، وذكرت المتصلة أن زوجها يعنفها عندما تقوم بتعليم أطفالها الصلاة، كما أنه قام بالبصق عليها بسبب أنها صلت الفريضة في حين طلب منها تجهيز الغداء، وقام بكسر ذراعها ورجلها وضربها ضربًا مبرحًا عدة مرات، ويعاملها كخادمة ليس لها أي حقوق.

وقد أضافت المتصلة أنها متزوجة منذ ما يزيد عن 10 سنوات ولديها ثلاثة أطفال أعمارهم 7 و 5 وسنة ووالدها متوفي، ووالدتها مسنة، وإخوتها الأربعة منشغلين بحياتهم، خاصة أنها هي من أصرت في بداية حياتها ومع ظهور المشاكل للمرة الأولى، أن تصبر علّ زوجها يتغير ويهتدي وينصلح حاله.

وأضافت المتصلة أنها عند تعليمها لولدها الأكبر ذو السبع سنوات للصلاة وصلاتهم معًا، يشعرها زوجها أن تقوم بفعل محرم ويقوم بالاستهزاء بهم، ويأمرها أن تدع ابنه وشأنه دون صلاة.

وتساءلت عن حكم الشرع في دعائها على زوجها بالموت تعبًا من قسوته اللامتناهية، وأنها تشعر بالتعب والرغبة في الموت، خاصة أنها صبرت لمدة 10 سنوات على أمل أن يتغير حاله ويهتدي، ولكن صبرها نفد مع تكرار الضرب المبرح والإهانة المستمرة والألفاظ الفاحشة التي بدأ أطفالها في سؤالها عن معناها.

 

وأجابها فضيلة الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بثلاثة أمور:

الأمر الأول: نصيحة للزوج:

هذا الزوج آثم ويقع فيما يغضب الله سبحانه وتعالى، وهو أبعد ما يكون عن رحمة الله سبحانه وتعالى وعن مغفرته، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (استَوْصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عَوانٌ في أيديكُم أخذتموهنَّ بأمانةِ اللهِ واستحللْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ).

وأضاف فضيلة الشيخ أن هذا الزوج خائن للأمانة ولم يؤدي الأمانة وخصيمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يكفيه هلاكًا وبعدًا عن رحمة الله سبحانه وتعالى.

 

الأمر الثاني: عتاب على الزوجة:

عاب فضيلة الشيخ محمد عبد السميع على الزوجة المتصلة أنها لم توقف هذه الإساءة ولم تأخذ موقفًا فاصلًا من بداية الأمر، بل تركتها يتمادى في ظلمه وجبروته، فكيف لها أن تصبر 10 سنوات وتنجب ثلاثة أطفال وزوجها بهذا الطغيان ويؤذيها بالضرب المبرح وبالسباب الفاحش.

ونصحها فضيلة الشيخ محمد عبد السميع أن تذهب إلى أهلها وتخاصم زوجها، فإما أن ينصلح حاله وإما لا، يقول تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ).

 

الأمر الثالث: نصيحة عامة

أوضح فضيلة الشيخ محمد أنه لا ينبغي لمثل هذه الحالات أن تمر هكذا، فرغبة الزوجة في استقرار البيت وتربية الأطفال في كنف الأب والأم، وأنه الزوج قد ينصلح حاله حينما يرى أطفاله يكبرون حوله، ولكن الواقع أن حال هؤلاء الأزواج لن ينصلح بل سيزداد سوءً وطغيانًا إلا من رحم الله.

وأضاف فضيلة الشيخ أن الزوج الذي يتعدى بالضرب والألفاظ الفاحشة على زوجته لا يعاشر من الأساس، وإلا سيؤول الأمر إلى تمني الزوجة موت زوجها، فأين هو هذا الاستقرار وأين المودة والرحمة التي هي أساس الزواج، يقول الله تعالى: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ).

واختتم فضيلة الشيخ كلامه أنه يلوم الزوج بالطبع ولكنه يلوم الزوجة أيضًا على سكوتها واستسلامها لهذا الوضع الغير آدمي، وهاهو أبنائها يكبرون وحال الزوج لم يتحسن، بل قد يتسبب في إفساد أبنائها وسوء أخلاقهم، ولذا يجب أن يكون هناك وقفة حاسمة.

 

إقرأ المزيد:

«الإفتاء» توضح حكم الكلام أثناء الوضوء

الإفتاء توضح حكم من مات وعليه صوم واجب

ما حكم الشرع في فتاة ترفض فكرة الزواج؟

ما حكم اشتراط الزوجة ألا يتزوج عليها زوجها؟ .. «الإفتاء» تجيب