هل يشترط الوضوء عند ذكر الله.. الإفتاء تجيب
فاطمة هشام محطة مصرذكر الله حياة للقلوب، يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) لذا يجب علينا دائمًا أن نعطر ألسنتنا بذكر الله في السراء والضراء، وللذكر أفضال كثيرة لا يسعنا حصرها، ومن أعظم فضائل ذكر الله أننا بذكرنا الله سبحانه وتعالى فإن الله يذكرنا برحمته ونعمة وفضله العظيم، يقول تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).
ومن أكثر الأسئلة المتعلقة بالذكر سؤال:
اقرأ أيضاً
- الإفتاء توضح حكم مس المصحف دون طهارة
- خدمة أمك عليك.. الإفتاء تحسم الجدل بشأن خدمة زوجة الابن لوالدة الزوج
- جماع الزوجين في الحمام حلال أم حرام؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل | صور
- من فم الخليج إلى السيدة عائشة.. سور مجرى العيون أشهر المعالم التاريخية
- هل العادة السرية من أنواع الزنا؟.. الإفتاء تجيب
- هجرني زوجي عامين ثم طلقني فهل علي عدة؟.. «علي جمعة» يجيب
- ”نفوس مريضة”.. الإفتاء تعلق على تبرير التحرش بملابس المرأة
- مفتي الجمهورية عن حكم ترك السلام باليد: «واجب شرعي»
- قتل للبراءة.. الإفتاء توضح حكم التحرش بالأطفال
- حلال أم حرام .. «الإفتاء» توضح حكم تعطر المرأة خارج المنزل
- الافتاء توضح الحالات التي لا يقع في الطلاق
- هل الزواج اختيار أم قدر ؟.. «الإفتاء» تجيب
هل يُعدُّ ما اشترطه بعض الناس من الوضوء لمن يريد ذكر الله صحيحًا شرعًا؟
وهل هذا يكون معناه أن الذكر يَفْضُل على قراءة القرآن أو لا؟
ورد هذان السؤالان على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية وقد أجاب فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة على هذه الفتوى على عدة محاور سيستعرضها لكم موقع محطة مصر نيوز.
تعريف الذكر:
يقصد بالذكر ما يجري على اللسان والقلب بشكل عام.
أما المقصود بذكر الله تعالى فهو التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن إلى غير ذلك من أنواع الذكر التي بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما يثاب عليه الإنسان من ذكر الله تعالى هو الذكر الذي ينطقه بلسانه، وفي حالة أضيف له الذكر بالقلب -أي كان القلب حاضرًا حال الذكر ويستشعر الذكر ومعانيه- كان هذا أكمل الذكر.
تعريف الذكر بالقلب:
يقصد بالذكر بالقلب أن يتفكر الإنسان في أدلة الذات والصفات والتكاليف وفي أسرار المخلوقات إلى غير ذلك.
الطهارة والذكر:
كان السؤال بخصوص هل تعد الطهارة شرط من شروط صحة ذكر الله، ونجيب عليه بقولنا:
إنه قد ورد عن المهاجر بن قنفذ أنه سلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى فرغ من وضوئه، فرد عليه وقال: «إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ»، رواه أحمد وابن ماجه وأخرجه أبو داود والنسائي.
كما نقول إنه ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه. رواه الخمسة إلا النسائي.
ونجد هنا رأيان فالحديث الأول: يدل على كراهة الذكر للمحدث حدثًا أصغر إلا إذا توضأ.
أما الحديث الثاني: وهو حديث عائشة رضي الله عنها فإنه يدل على نفي الكراهة في ذلك، وأن من ضمن الأحيان الذكر وهو محدث ولو حدثًا أكبر وهو الجنابة.
حكم قراءة القرآن على جنابة:
ورد حديث عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفيه أنه كان لا يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة؛
وفي هذا الحديث دليل واضح على جواز قراءة القرآن في جميع الحالات إلا في حالة واحدة وهي حالة الجنابة.
وبناء على هذا ولأن القرآن الكريم أشرف الذكر، فإذا جازت قراءته بلا شرط وضوء فإن جواز غيره من الأذكار من باب أولى.
هذا ولما كان للوضوء سبب وهو: استباحة ما لا يحل الإقدام عليه إلا به من صلاة ومس المصحف وطواف... إلخ، فهل الإقدام على الذكر يصلح سببًا للوضوء وهو ليس من ضمن ما لا يحل الإقدام عليه إلا به؟
قطعًا إنه لا يصلح سببًا لذلك.
استحباب الوضوء عند ذكر الله:
وقد نص الفقهاء وأهل الحديث على استحباب الوضوء للذكر.
ويجب التمييز والتفريق بين الاستحباب والشرط.
لأن استحباب الوضوء للذكر يعني أن من الممكن للإنسان أن يذكر ربه دون وضوء.
أما في حالة كان الوضوء شرط لذكر الله فإن هذا يعني أن يتوقف عليه الشيء ولا يتأدى إلا به.
ولم يقل أحد من الفقهاء بأن الذكر لا يتأدى إلا بالوضوء.
عدم صحة اشتراط الوضوء عند الذكر:
وبالتالي نستطيع أن نقول: إن اشتراط الوضوء للذكر غير صحيح، ويجوز شرعًا لمن اشترطه لنفسه أن يذكر الله تعالى في جميع أحيانه متوضئًا أو على غير وضوء إلا في الأحوال المستثناة سابقًا، ولا يجوز شرعًا اشتراط الوضوء على الناس للذكر؛ لأن هذا الاشتراط يكون تشريعًا لم يقل به الشارع. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وبناءً على ما تم ذكره فقد أفتت دار الإفتاء المصرية بعدم صحة اشتراط الوضوء لذكر الله، كما يجوز لمن اشترط هذا الشرط على نفسه أن يذكر الله في جميع الأحوال سواء كان متوضئًا او على غير الوضوء إلا في الأحوال المستثناة سابقًا.
كما أنه لا يجوز شرعًا اشتراط الوضوء على الناس عند ذكر الله، لأن هذا الاشتراط يكون تشريعًا بما لم يقل به الشارع.
إقرأ المزيد: