في ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي.. ما لاتعرفه عن طه حسين
مروة محمد محطة مصريوافق اليوم الذكرى الـ 132 لميلاد عميد الأدب العربي الأديب والناقد المصري طه حسين، ولكونه من أبرز الشخصيات العربية الأدبية الحديثة يستعرض موقع محطة مصر اليوم لمتابعيه أبرز المحطات الفارقة في حياه طه حسين.
حياة طه حسين :
إسمه طه حسين علي بن سلامة، وُلد طه حسين في يوم الجمعة الموافق 15 نوفمبر عام 1889 في قرية الكيلو القريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري، توفى في يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر يُناهز الـ 84 عاماً.
اقرأ أيضاً
- دوري المظاليم.. مجلس إدارة المنيا يقدم كشف حساب الـ 4 سنوات
- في ذكري وفاته ..أسرار ومحطات في حياة عميد الأدب العربي طه حسين
- التَّعلُّم من الإلزام إلى الممارسة
- عبدالخالق ثروت.. رئيس وزراء الاستقلال الذي قاد مصر نحو الملكية
- نادي المنيا يعلن تشكيل الأجهزة الفنية لقطاع الناشئين في الموسم الجديد
- 30 عاما على رحيل يوسف إدريس ”تشيخوف العرب” الذي ترك الطب وامتهن الأدب
- رئيس اتحاد الناشرين: غلق جناح بمعرض الكتاب لتزوير ”كتب طه حسين”
- الشيخ إمام.. صوت الثورة وعوده عبر عن وجدان المصريين
- ”التعليم” توضح موقف قصة طه حسين بامتحانات الثانوية العامة 2021
- حب الزواج المستحيل بين أديب مصري وفرنسية أرستقراطية
- لماذا أشاد طه حسين بـ”العقاد” في حياته وهاجمه بعد وفاته؟
وهو الأخ السابع من بين ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين وخامس عشر من أشقائه، أُصيب بالرمد وهو في الرابعة من عمره نتيجة للجهل في ذاك التوقيت حينما إستعان والديه بحلاق ووصف له علاج أضاع نظره، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه تعلم في الكتاب اللغة العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في فترة زمنية قصيرة.
تعليم طه حسين :
تعلم طه حسين في جامعة الأزهر للدراسة الدينية والإستزادة من العلوم العربية في عام 1902، وفي عام 1908 إنتسب إلى الجامعة المصرية وكان أول المنتسبين إليها وشارك في ندواتها اللغوية والدينية والإسلامية وحرص على العمل حتى عام 1914 عندما نال فيها شهادة الدكتوراة.
وكان موضوع الدكتوراة عن ذكرى أبي العلاء وهو ما أثار ضجة في الأوساط الدينية، وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.
وقد صدرت أوامر من من شيخ الأزهر للجنة الفاحصة بعدم منح طه حسين درجة العالمية مهما كانت الظروف، وإن كان مؤلف «الأيام» قد مُنِعَ من الحصول على درجة العالمية في الأزهر الشريف، فإنه قد بلغ أعلى درجة علمية في الجامعة، بنيله شهادة الدكتوراه وهكذا صار رجل "جامعة" بدل أن يصير رجل "جامع"، فإن إفشاله في الجامع كان أعظم حافز نحو النجاح المبهر في الجامعة.
وفي العام ذاته أرسلته الجامعة المصرية إلى مونبليية بفرنسان لمتابعة التخصص والعلم الزائد في فروع المعرفة والعلوم العصرية فدرس في الجامعة اللغة الفرنسية وآدابها وعلم النفس والتاريخ الحديث وغيرها.
وفي عام 1915 عاد إلى مصر وأقام ثلاثة أشهر في معارك وخصوم متعددة محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية ما حدا بالمسؤولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد لمتابعة التحصيل العلمي، ولكن في العاصمة باريس فدرس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراه الثانية وعنوانها: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، وكان ذلك عام 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الامتياز.
في عام 1919 تم تعينه أستاذاً للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية وكانت جاكعة أهلية آنذاك، وتم تعينه في وزارة المعارف أستاذاً للأدب العربي، ثم معيداً في كلية الأداب ولكنه إستقال بعد يوم واحد لكونه لم يتمكن من العمل تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي مارسه عليه الوفدين.
وبعدها بعامين في عام 1930 عمل مرة آخرى عميد في كلية الآداب وبسببه منحت الجامعة الدكتوراة الفخرية لعدد من الشخصيات السياسية ومنهم عبد العزيز فهمي، وتوفيق رفعت، وعلي ماهر باشا رفض طه حسين هذا العمل، فأصدر وزير المعارف مرسومًا يقضي بنقله إلى وزارة المعارف، لكن رفض العميد تسلم منصبه الجديد فاضطر الحكومة إلى إحالته إلى التقاعد عام 1932.
على أثر تحويل طه حسين إلى التقاعد انصرف إلى العمل الصحفي فأشرف على تحرير «كوكب الشرق» التي كان يصدرها حافظ عوض، وما لبث أن استقال من عمله بسبب خلاف بينه وبين صاحب الصحيفة، فاشترى امتياز «جريدة الوادي» وراح يشرف على تحريرها، لكن هذا العمل لم يعجبه فترك العمل الصحفي إلى حين، كان هذا عام 1934.
وفي العام نفسه أي عام 1934 أعيد طه حسين إلى الجامعة المصرية بصفة أستاذ للأدب، ثم بصفة عميد لكلية الآداب ابتداء من عام 1936. وبسبب خلافه مع حكومة محمد محمود استقال من العمادة لينصرف إلى التدريس في الكلية نفسها حتى عام 1942، سنة تعيينه مديراً لجامعة الإسكندرية، إضافة إلى عمله الآخر كمستشار فني لوزارة المعارف، ومراقب للثقافة في الوزارة عينها. وفي عام 1944 ترك الجامعة بعد أن أُحيل إلى التقاعد.
وفي عام 1950، وكان الحكم بيد حزب الوفد صدر مرسوم تعيينه وزيراً للمعارف، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1952، تاريخ إقامة الحكومة الوفدية، بعد أن منح لقب الباشوية عام 1951، وبعد أن وجه كل عنايته لجامعة الإسكندرية، وعمل رئيساً لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضواً في العديد من المجامع الدولي، وعضواً في المجلس العالي للفنون والآداب.
وفي عام 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ، كما عاد إلى الصحافة فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية إلى حين.
زيجات طه حسين :
تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية الجنسية التي ساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر باللغة الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته، فقامت لهُ بدور القارئ فقرأت عليهِ الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تمت كتابتها بطريقة برايل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائماً وقد أحبها طه حسين حباً جماً، ومما قاله فيها أنه «منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم»، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس.
أساتذة تتلمذ على يدهم طه حسين :
كان الأستاذ الأول لطه حسين هو الشيخ محمد جاد الرب، الذي علمه مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وتلاوة القرآن الكريم في الكتاب الذي كان يديره بمغاغة في عزبة الكليو.
وتلقى العلم في الجامع الأزهر على يد عدد من الأساتذة والمشايخ وكان من أبرزهم: سيد المرصفي، والشيخ مصطفى المراغي، والشيخ محمد بخيت، والشيخ عطا، والشيخ محمد عبده، وقد أعجب بادئ الأمر كثيراً بآراء هذا الأخير واتخذه مثالاً في الثورة على القديم والتحرر من التقاليد.
وتتلمذ طه في الجامعة المصرية على يد كل من أحمد زكي في دروس الحضارة الإسلامية، أحمد كمال باشا في الحضارة المصرية القديمة، والمستشرق جويدي في التاريخ والجغرافيا. أما في الفلك فتتلمذ على كارلو ألفونسو نللينو، وفي اللغات السامية القديمة على المستشرق ليتمان، وفي الفلسفة الإسلامية على دافيد سانتلانا، وفي تاريخ الحضارة الشرقية القديمة على ميلوني، والفلسفة على ماسينيون، والأدب الفرنسي على كليمانت.
أما في جامعة باريس فدرس التاريخ اليوناني على غلوتسس، والتاريخ الروماني على بلوك، والتاريخ الحديث على سيغنوبوس، وعلم الاجتماع على اميل دوركايم، وقد أشرف هذا ومعه بوغليه على أطروحته عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية بمشاركة من بلوك كازانوفا.
مؤلفات طه حسين :
قدم طه حسين عدداً كبيراً من المؤلفات ومنها أولاً كتبه الفكرية :
على هامش السيرة، الشيخان، الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى علي وبنوه، مستقبل الثقافة في مصر، مرآة الإسلام، فلسفة ابن خلدون الإجتماعية، نظام الإثينيين، من آثار مصطفى عبد الرزاق، حديث المساء، غرابيل.
كما قدم عدداً من الكتب النقدية ومنها :
في الشعر الجاهلي، في الأدب الجاهلي، الحياة الأدبية في جزيرة العرب، فصول في الأدب والنقد، حديث الأربعاء، حافظ وشوقي، صوت أبي العلاء، مع أبي العلاء في سجنه، تجديد ذكرى أبي العلاء، مع المتنبي، من حديث الشعر والنثر، من أدبنا المعاصر، ألوان، خصام ونقد، من لغو الصيف، من الشاطيء الآخر، أدبنا الحديث ما له وما عليه، صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان، الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا، قادة الفكر.
وقدم عدداً من الكتب الإثرائية ومنها
المعذبون في الأرض، الأيام، أحلام شهرزاد، أديب، رحلة الربيع، أيام العمر، دعاء الكروان، شجرة البؤس، الحب الضائع، الوعد الحق، في الصيف، بين بين، أحاديث، جنة الحيوان، ما وراء النهر، مدرسة الأزواج، مرآة الضمير الحديث، جنة الشوك، لحظات، نقد وإصلاح، من بعيد، من أدب التمثيل الغربي، صوت باريس، من هناك، أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية، في مرآة الصحفي، مذكرات طه حسين.
أفكار دعا إليها طه حسين :
دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث.
فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها.
كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس.
معارضات وجهت لطه حسين :
من المعارضات الهامة التي واجهها طه حسين في حياته تلك التي كانت عندما قام بنشر كتابه «الشعر الجاهلي» فقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة، والكثير من الآراء المعارضة، وهو الأمر الذي توقعه طه حسين، وكان يعلم جيداً ما سوف يحدثه فمما قاله في بداية كتابه:
أخذ على طه حسين دعوته إلى الأَوْرَبة، كما أخذ عليه قوله بانعدام وجود دليل على وجود النبيين إبراهيم إسماعيل فضلا عن زيارتهما الحجاز ورفعهم الكعبة سالكًا بذلك المنهج الديكارتي في التشكيك، ويقول في هذا الصدد.
كما اُنتقد لمساندته عبد الحميد بخيت أمام الأزهر في فتوى جواز الإفطار في نهار رمضان لمن يجد أدنى مشقة، واتهم بالكفر والإلحاد.
مناصب وجوائز حصل عليها طه حسين :
اضطلع طه حسين خلال تلك الحقبة، وفي السنوات التي أعقبتها بمسؤوليات مختلفة، وحاز مناصب وجوائز شتى، منها تمثيلة مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بإيطاليا عام 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي.
كما عمل بالإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوًا محكمًا في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية؛ وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان.
ولقد رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي عام 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية.
وفي عام 1965. وفي السنة نفسها ظفر طه حسين بقلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية.
وفي عام 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل، وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورغواي حفلاً تكريمياً أدبياً قل نظيره. وشغل طه حسين أيضا منصب وزير التربية والتعليم في مصر.