عبدالخالق ثروت.. رئيس وزراء الاستقلال الذي قاد مصر نحو الملكية
محمود الصادقتحل اليوم الأربعاء 22 سبتمبر، ذكرى وفاة عبدالخالق باشا ثروت، أحد أبرز من شغلوا منصب رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول.
نشأته
ولد عبد الخالق ثروت، في درب الجماميز عام 1873، والده إسماعيل عبد الخالق، من كبار المسئولين عن الشئون المالية في عهد الملك فؤاد الأول، وأمه تنتمي إلى أصول تركية، وجده عبد الخالق أفندي، كان من كبار الحكام في أوائل عهد محمد علي باشا، وقيل أنه يمت لأسرة محمد علي بصلة قرابة.
اقرأ أيضاً
- وزير الخارجية يجري اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني
- رئيس الوزراء يتابع خطوات مشروع الجينوم البشري المرجعي للمصريين
- مجلس الوزراء ينعي المشير حسين طنطاوي
- رئيس الوزراء يستعرض مقترحا لإنشاء مركزا لتصنيع السيارات شرق بورسعيد
- مدبولي يستعرض مقترحا من شركة صينية لإدارة وتشغيل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية
- رئيس الوزراء يتابع مخططات إنشاء محطات تحلية مياه البحر
- رجل الظل.. من هو محمود فوزي نائب رئيس الجمهورية الأسبق ؟
- «لورانس العرب».. جميل راتب من شيال بسوق الخضار لممثل عالمي
- حكومة: 3.3 مليون مواطن سجلو على على منصةمصر الرقمية
- مدبولي يُهنئ وزير الإسكان بفوز ”المجتمعات العمرانية” بجائزة الأمم المتحدة
- حقيقة إهدار أموال الأوقاف لتنفيذ مشروعات لا جدوى منها
- مصر بالمركز الـ8 عربيًا والـ69 عالميًا بمؤشر أفضل الدول في جودة الحياة 2021
التحق عبدالخالق ثروت، بالمدرسة التوفيقية وتخرج فيها سنة 1886، ثم التحق بكلية الحقوق، وتخرج فيها عام 1889، وكان واحدًا من مؤسسي أول مجلة مصرية للقانون، كما تولى عدة مناصب هامة، منذ تعيينه في قلم قضايا الدائرة السنية، ونظارة الحقانية، حتى بات مستشارًا بمحكمة الاستئناف الأهلية، حيث تولى الادعاء ضد المتهمين باغتيال بطرس غالي باشا عام 1910.
مناصبة
تولى عبدالخالق ثروت، رئاسة وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول لفترتين، الأولى من 1 مارس 1922 إلى 30 نوفمبر 1922، والثانية من 26 أبريل 1927 إلى 16 مارس 1928، وكانت بدايته مع الحكومة بتوليه وزارة الحقانية وزارات حسين رشدي باشا الأولى والثانية والثالثة والرابعة، كما ارتبط بعلاقة قوية مع عدلي يكن باشا، الذي اختاره وزيرًا للداخلية في وزارته الأولى بين 16 مارس 21 حتى 24 ديسمبر عام 1921، ثم اختاره مجددًا ليتولى حقيبة الخارجية في وزارته الثانية.
واشتهر ثروت، بانتزاعه تصريح 28 فبراير 1922 من إنجلترا، الذي اعترفت فيه بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة مع 4 تحفظات، وتغير لقب فؤاد من السلطان إلى الملك، ثم تولى رئاسة الوزراء لأول مرة في مارس 1922، والثانية من 25 ابريل 1927 وحتى 16 مارس 1928.
وشكل عبدالخالق ثروت، لجنة من كبار رجال مصر، لصياغة دستور 1923، بينما تولى تعديل قانون تحقيق الجنايات، وتغيير بعض لوائح المحاكم، كما ألغى وظائف المستشارين الإنجليز في الوزارات الحكومية، فيما عدا المالية والحقانية، فيما تولى مراحل المفاوضات لجلاء الإنجليز عن مصر على مدار عامي 1927- 1928، قبل وفاته في يوم 22 سبتمبر 1928.
دوره الاجتماعي
لم يكن عبدالخالق باشا ثروت سياسيًا خدم بلاده في الناحية السياسية فقط، بل كانت له أدوارا اجتماعية في نواحي عديدة، حيث وضع قانون النادي الأهلي، بعد ان تولى رئاسته في من عام 1916م وحتي عام 1922، فكان ضمن العديد من الشخصيات الكبيرة والبارزة التي تعاقبت على رئاسة الأهلي.
وكان ثروت خطيبًا مفوهًا لمجموعات معينة كالمحامين والموظفين والمهنيين وعندما سمعه سعد زغلول باشا يتحدث في افتتاح الجامعة، قال عنه خطابه أحسن الخطب تلاوة وإلقاءً ومعنى وعبارة ولقد سعد ثروت باشا عندما سمع كلام سعد باشا عنه.
دوره العلمي
وكان ثروت باشا صديقًا حميما للدكتور طه حسين والذي قال عنه إن صوته العذب مرآة لنفسه العذبة وأشهد أنه وإن اشتدت الخصومة السياسية أحيانًا بينه وبين البعض حتى تنتهي إلى أقصاها، ولكنه كان يحفظ لهؤلاء الناس في ناحية من قلبه مودة كريمة خالصة،
وقال عنه طه حسين، أيضًا إنه كان عظيم مصر رجاحة حلم ونفاذ بصيرة وذكاء فؤاد وسعة حيلة وتفوقًا في السياسة وكثير من الخلال الكريمة الأخرى، وكان ثروت باشا على صلة بطه حسين منذ أن كان ثروت باشا وزيرًا للحقانية، حيث قدمه له أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد باشا بعد اجتماع لمجلس إدارة الجامعة المصرية.
كما ساهم ثروت، في نشر العلوم والمعارف حيث شاعت طباعة الكتب على يديه هو ورجال من أمثال الشيخ محمد عبده بعد أن عرفت مطبعة بولاق وكان ذلك في بداية مطلع القرن العشرين الماضي، فشارك في طباعة كتاب "المخصص" وهو من كتب التراث النادرة الذي بدأت طباعته في مطبعة بولاق عام 1898، وتمت الطباعة عام 1903، كما أشار على دار الكتب المصرية بطبع كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لما له من أهمية كبيرة في إبراز تاريخ مصر وحضارتها.
توفي عبد الخالق باشا ثروت، في 22 سبتمبر عام 1928، وتكريما له تم إطلاق اسمه علي أحد أهم شوارع وسط القاهرة.