الملك فؤاد الأول.. السلطان الذي أحدث طفرة ثقافية واقتصادية في مصر
محمود الصادقيوافق اليوم السبت 9 أكتوبر، ذكرى تنصيب الأمير فؤاد الأول سلطانًا على مصر، خلفًا لأخيه السلطان حسين كامل، وتعددت ألقاب الأمير فؤاد الأول منها سلطان مصر، ملك مصر والسودان، سيد النوبة وكردفان ودارفور، كما أنه أول حاكم لدولة مصر المستقلة في التاريخ الحديث بعد ثورة 1919.
ويستعرض موقع "محطة مصر نيوز"، أبرز المحطات في حياة الأمير فؤاد الأول، وكيف تولى الحكم بعد شقيقه السلطان حسين كامل.
اقرأ أيضاً
- اللواء باقي زكي يوسف.. أسد أكتوبر الذي حطم خط بارليف
- دعوة فرح لسماع آيات من القرآن الكريم في مصر زمان
- عبدالخالق ثروت.. رئيس وزراء الاستقلال الذي قاد مصر نحو الملكية
- في ذكرى وفاته.. سيد درويش فنان الشعب الذي خلد إبداعه
- في ذكري ميلاده ...تعرف علي محطات من حياة العقاد
- رئيس الوزراء يتفقد مشروع ترميم وإحياء قصر السلطان حسين كامل
- قبل عملها كراقصة...تعرف على وظيفة الفنانة نجوى فؤاد الاولى
نشأته
ولد أحمد فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي، في 26 مارس 1868 بقصر الجيزة بالقاهرة، وهو الابن الأصغر للخديوي إسماعيل وزوجته الثالثة الأميرة فريال كادينفندى، وشقيق كل من السلطان حسين كامل والخديوي توفيق، اهتم والده بتعليمه فالتحق في عام 1875 بمدرسة الأمراء التي أنشأها والده بقصر عابدين، ثم أرسله إلى معهد توديكوم بجينيف 1878 وهو فى العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الملكي توريتو الدولى 1880، وتلقى دراسات خاصة فى مبادئ العلوم والتربية وبعد انتهاء دراسته به التحق بالمدرسة الحربية العليا بإيطاليا "أكاديمية توريتو الحربية" عام1885، وتخرج فيها برتبة ملازم عام 1888، وتخصص فى دراسة المدفعية والهندسة الحربية، وأتقن اللغات الإيطالية، والألمانية، والفرنسية، والإنجليزية، والتركية.
بدايته العملية
التحق بالفريق الـ13 من مدفعية الميدان بروما، وأعجب السلطان العثماني عبدالحميد الثاني بذكائه ومهارته فعينه فى البلاط الملكي بالأستانة عام 1890، ثم عُين ملحقًا حربيًا بسفارة تركيا بالنمسا، واكتسب مودة واحترام الأسرة المالكة بالنمسا والمجر، كما اكتسبها فى إيطاليا، ودعاه الخديوي عباس لمصر عام 1892، وعينه ياورًا خاصًا له ونال رتبة فريق.
اهتم بالحركة الثقافية والاجتماعية بمصر، ولم يشترك بأي حركة سياسية إلا بمهمتين الأولى مرافقة الخديوي عباس الثاني عام 1911 في رحلة لإيطاليا لعلاقته الودية بالأسرة المالكة هناك واستقبل بحفاوة، والثانية فى عام1913م بعد قيام حروب البلقان الكبيرة، حيث اتجهت أنظار السياسيين بروما لإليه ليتولى عرش ألبانيا، ولكنه رفض ترشيح نفسه رسميًا واستمر اهتمامه فى إنشاء وتنمية المعاهد العلمية والاجتماعية والعقلية والإنسانية بمصر بعيدا عن السياسة.
اهتمامه بالتعليم
اهتم بالتعليم، حيث شارك فى إنشاء الجامعة المصرية عام 1908، وأنشأ المدارس الابتدائية والثانوية ومدارس للبنات ومدارس ومعاهد للتعليم الفنى، وترأس جمعية الهلال الأحمر عام 1909، وعضو شرفي بالمجمع العلمى المصرى، ووضع جائزة مالية لمن يؤلف أحسن تاريخ لحياة والدة الخديوي إسماعيل، ثم أانتخب رئيسًا لمجلس إدارة جمعية الإسعاف بالقاهرة 1910، ثم رئيساً لشركة السكك الحديدية البلجيكية بالوجه البحرى عام 1915.
توليه عرش مصر
وفي 1 أكتوبر عام 1917، عرض السلطان حسين على ابنه كمال الدين حسين تولى عرش مصر خلفًا له، ولكنه اعتذر له فأرسل المندوب السامي البريطاني تبليغًا من الحكومة البريطانية للأمير فؤاد بتكليفه بعرش مصر حسب النظام الوراثي وأصبح سلطانًا على مصر في 11 أكتوبر عام 1917، واهتم بجعل مصر فى الصفوف الأولى للدول العظمى وأكسبها احترام الأمم الغربية وتقدير شعوبها.
أُعلن الجهاد الوطنى وتأليف الوفد المصري عام 1918، ونشبت الثورة الوطنية في مارس 1919، ووضعت الحماية البريطانية على مصر فى مايو1919، ثم أصدرت بريطانيا تصريحًا فى 28 فبراير 1922 أعلنت فيه إلغاء الحماية على مصر، ووافق مجلس النواب الإنجليزي على إلغاء الحماية والاعتراف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، وأعلن فؤاد الأول بن الخديو إسماعيل عن تغيير نظام الحكم في مصر من سلطنة إلى مملكة، وتغيير لقبه من "السلطان فؤاد" إلى "الملك فؤاد الأول"، وهنأ الشعب بالاستقلال ونُشر هذا الإعلان بجريدة الأهرام.
أول وزارة دستورية في مصر
أعلن الدستور الجديد فى 9 أبريل 1923 وشكلت أول وزارة دستورية مصرية برئاسة سعد زغلول فى 28 يناير1924، وافتتح أول برلمان مصرى فى 15 مارس 1924، ثم عدل نظام وراثة العرش لتكون في أسرته بدلا من أسرة محمد على وأصدر أمراً ملكياً في 13 أبريل 1922 بذلك معلناً أن ولى عهده هو ابنه الأمير فاروق، وحصل على موافقة بريطانيا.
مصر في عهده
أحدث في عهده طفرة ثقافية واقتصادية فأنشأ معهد الأحياء المائية 1918 الذي أُقيم فى الشاطبى بالإسكندرية، وتم افتتاحه عام 1919، وأصدر مرسومًا ملكيًا باعتماد الجنيه المصري في يوم 4 يوليو 1924، كما أعد مشروع لدراسة الصحراء وأوقف مساحة من الأرض كمقر لمعهد الصحراء بمصر الجديدة 1930م، وأقام مؤتمر للموسيقى العربية والجمعية الملكية المصرية لعلم أوراق البردى، واهتم بمشاريع الرى وتحسين الصرف والنهضة الزراعية، وانشأ جمعية لتنشيط السياحة ونشر الدعاية لمصر بالخارج، كما أنشأ متحف الفن الحديث 1927، والمدرسة التحضيرية للفنون الجميلة 1928 ثم المدرسة العليا 1929 وأصدر قانون 1930 أنشأت بموجبه كليات أصول الدين والشريعة واللغة العربية بالجامع الأزهر، وأنشأ بنك مصر الوطني ، وبنك التسليف الزراعي لمساعدة الفلاحين، وشركة مصر للطيران، ووقع مرسوما بإنشاء مجمع اللغة العربية في 1932، وافتتحت الإذاعة المصرية الرسمية في 1934 بدلا من الإذاعات الأهلية، وهو أول من أقام مائدة إفطار في رمضان وحث الأغنياء على مساعدة الفقراء.
زيجاته
تزوج مرتين الأولى من الأميرة شويكار ابنة الأمير إبراهيم فهمى من 1895 إلى 1898 وأنجب منها الأمير إسماعيل الذى توفى قبل أن يتم عاما من عمره والأميرة فوقية، والمرة الثانية من نازلي ابنة عبد الرحيم باشا صبري فى 1919 وأنجب منها الملك فاروق والأميرات فوزية وفايزة وفايقة وفتحية، توفى فى 28 أبريل 1936 بقصر القبة ودفن بجامع الرفاعى.