هل تجب العدة على المرأة المتوفى عنها زوجها قبل الدخول؟.. «الإفتاء» تجيب

بين الدين الإسلامي جميع الأحكام الشرعية لجميع الحالات التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته، فالله سبحانه وتعالى يعلم أحوال عباده ولذا نظم لهم أمور حياتهم، وهذا النظام الإلهي الذي افترضه الله على عباده يضمن لهم حياة هانئة، ولكن عادة ما يبتعد الإنسان عن حكم الله فتضيق حياته ويظن أن احتكامه لقوانين وضعية يضمن له السعادة والعدالة ولكنه يحول حياته إلى ضنك بابتعاده عن الله وشرعه.

 

هناك الكثير من الفتيات اللواتي يطلقهن أزواجهن أو يموت عنهن أزواجهن، وفي هذه الحالات فرض الله على هؤلاء النساء عدة وحدد أيام هذه العدة وحالاتها وفقًا للحالة التي تكون عليها المرأة.

فما المقصود بالعدة..؟!

العدة شرعًا هي فترة زمنية تتربص فيها المرأة تعبدًا لله سبحانه وتعالى، وتأكدًا من براءة رحمها وخلوه من الحمل، وتفجعًا على زوجها.

متى تجب العدة..؟!

تجب العدة على المرأة في الفراق بينها وبين زوجها بعد الدخول في حالة الطلاق أو الموت أو الفسخ أو اللعان.

كما تجب العدة على المرأة قبل الدخول في حالة موت الزوج بعد عقد النكاح الصحيح، فإذا مات الزوج عن زوجته قبل الدخول في نكاح صحيح، فيجب على المرأة أن تعتد لوجود سبب العدة وهو موت الزوج.

والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.

 

أنواع العدة:

للعدة ثلاثة أنواع، ولكل نوع حالات خاصة به:

النوع الأول: العدّة بالقروء.

العدة بالقروء ويقصد بالقروء جمع قُرء، و هو الحيض والطهارة، فهذه العدة في حالة تم الطلاق بين الزوج وزوجته ومازال حيضها يأتيها باستمرار ولم وينقطع لسن اليأس.

النوع الثاني: العدة بالأشهر.

العدة بالأشهر للمطلقة التي انقطع حيضها لأنها بلغت سن اليأس أو الصغيرة التي لم تحض بعد، وتبلغ مدة العدة ثلاثة أشهر.

أما في حالة الأرملة، فعدتها أربعة أشهر وعشرًا.

النوع الثالث: العدة بوضع الحمل.

في حالة المطلقة أو الأرملة الحامل فعدتها تنتهي بوضع حملها.

 

بعد توضيح ما المقصود بالعدة ومتى تجب وأنواعها، يستعرض معكم موقع محطة مصر نيوز سؤالًا ورد إلى دار الإفتاء المصرية ونصه الآتي:

هل تجب العدة على المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول؟

وقد أجابت لجنة الفتاوى الإلكترونية على هذا السؤال بنعم يجب عليها عدة وذلك لأن من موجبات العدة قبل الدخول موت الزوج طالما أن عقد النكاح الصحيح قد تم.

واستدلت دار الإفتاء المصرية على وجوب العدة على المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول بما روي أن ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: "لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا لا وَكْسَ وَلا شَطَطَ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ"، فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ رضي الله عنه فَقَالَ: "قَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ امْرَأَةٍ مِنَّا مِثْلَ مَا قَضَيْتَ" أخرجه الترمذي في "سننه".

 

اقرأ المزيد:

كفارة الحلف على المصحف كذبًا .. دار الإفتاء ترد

«الإفتاء» توضح حكم حضور المرأة الحائض غسل وتكفين الميت

آيات الرقية الشرعية من القرآن الكريم للشفاء من الحسد

اختلاف حول حكم وقوع طلاق السكران.. و«الإفتاء» تخالف جموع العلماء