كفارة الحلف على المصحف كذبًا .. دار الإفتاء ترد
فاطمة هشامأصبح الناس يتهاونون في أيمانهم، فترى الإنسان حلف بالله على كل شاردة وواردة دون أن يكون الأمر يستحق، بل وتجاوز الأمر إلى حد الحلف بالأيمان المغلظة دون تورع.
وعلى المسلم أن يعلم أن هذا الأمر ليس بهين أبدًا، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ألا نكثر من الحلف دون حاجة حقيقية وأن علينا أن نحفظ أيماننا تنفيذًا لقوله تعالى: (وَٱحْفَظُوٓاْ أَيْمَٰنَكُمْ)، وأمرنا الله ألا نتبع كثير الأيمان الذين يكثر الحلف دون داع أو حاجة، فيقول تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ).
ويجب على المسلم أن يعلم أن اليمين عهد وميثاق سيُسأل عنه العبد يوم القيامة، لذا لا يجب على الإنسان التهاون بيمينه ويستسهل الحلف بالله على كل أمر.
اقرأ أيضاً
- «الإفتاء» توضح حكم حضور المرأة الحائض غسل وتكفين الميت
- الإفتاء توضح حكم الزواج ضد رغبة الأهل
- اختلاف حول حكم وقوع طلاق السكران.. و«الإفتاء» تخالف جموع العلماء
- كيف يبر الإنسان والديه بعد وفاتهما..؟ الإفتاء تجيب
- «الإفتاء» توضح حكم زيارة المرأة قبر زوجها.. وتفسر حديث «لعن الله زائرات القبور»
- معتقدات أخرى.. كيف ينظر الإسلام إلى الديانات السماوية؟
- هل يشترط الوضوء عند ذكر الله.. الإفتاء تجيب
- الإفتاء توضح حكم مس المصحف دون طهارة
- خدمة أمك عليك.. الإفتاء تحسم الجدل بشأن خدمة زوجة الابن لوالدة الزوج
- جماع الزوجين في الحمام حلال أم حرام؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل | صور
- هل العادة السرية من أنواع الزنا؟.. الإفتاء تجيب
- هجرني زوجي عامين ثم طلقني فهل علي عدة؟.. «علي جمعة» يجيب
أقسام اليمين:
ينقسم اليمين إلى ثلاثة أقسام، وهم:
- يمين لغو.
- يمين منعقدة.
- يمين غموس.
أولًا: يمين اللغو:
يقصد بيمين اللغو أن يحلف الإنسان من غير أن يقصد اليمين.
مثلًا، حينما يجيب الإنسان عند سؤاله عن حاله: أنا والله بخير.
ففي المثال السابق لم يقصد الإنسان أن يحلف بالله، ولذا لا يؤاخذ عليه ولا يوجد كفارة فيه، وذلك لقول الله تعالى: (لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ فِى أَيْمَـٰنِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ).
ثانيًا: اليمين المنعقدة:
يقصد باليمين المنعقدة الذي يقصده الإنسان ويؤكد عليه ويصر عليه، فاليمين المنعقدة مقصودة وليست مجرد لغو يجري على لسان الإنسان.
ثالثًا: اليمين الغموس:
يقصد باليمين الغموس الحلف بالله كذبًا، وقد سميت بالغموس لأنها تغمس صاحبها في الإثم العظيم أو في النار والعياذ بالله.
والدليل على ذلك ما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:َ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: (الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ) قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ)، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (الْيَمِينُ الْغَمُوسُ)، قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ) رواه البخاري.
وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية بخصوص كفارة الحلف على المصحف كذبًا لنفي تهمة السرقة عن شيء سرقه بالفعل..؟!
وأجاب على هذا السؤال فضيلة الشيخ محمد خاطر محمد الشيخ في فتوى نشرت على صفحة دار الإفتاء الرسمية، ونصت على:
أنه من المقرر شرعًا أن الحلف على المصحف هو يمين بالله تعالى، فالإنسان حين يضع يده ويحلف على المصحف فهذا يمين خاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه الحلف.
ويعد اليمين الذي أقسم به الشخص لينفي أمر ماض يتعمد الكذب فيه يمينًا غموسًا.
وطبقًا لمذهب الحنفية وجموع العلماء والفقهاء ومنهما الإمامان مالك وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما، فإن اليمين الغموس لا كفارة فيه إلا بالتوبة والاستغفار.
وهذا هو الرأي الذي تتبعه دار الإفتاء المصرية ولذا ننصح السائل وغيره ممن وقع في هذا الذنب العظيم والأثم الكبير أن يسارع بالتوبة الصادقة وأن يكثر من الاستغفار.
ويجب على الإنسان أن يقلع عن الحلف بهذا اليمين؛ لأنه يمين غموس، وهو من الكبائر وتغمس حالفها في النار؛ لما ثبت في "صحيح البخاري" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ».
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ مِنْ الْكَبَائِرِ لَا كَفَّارَةَ فِيهِنَّ...» وذكر منها اليمين الغموس.
إقرأ أيضًا:
«الإفتاء» توضح حكم حضور المرأة الحائض غسل وتكفين الميت