معتقدات أخرى.. كيف ينظر الإسلام إلى الديانات السماوية؟
محمود الصادق"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، هكذا احترم الدين الإسلامي الإنسان وكرمه، لكونه إنسان، بغض النظر عن جنسه، ولونه، ودينه، ولغته، ووطنه، وقوميته، ومركزه الاجتماعي.
وفي هذا الإطار يستعرض موقع "محطة مصر نيوز"، تعريف الدين، والأديان السماوية، وغيرها من الأديان التي اعتنقها بعض البشر، وموقف الدين الإسلامي بالأديان السماوية، والأديان الأخرى.
اقرأ أيضاً
- الإفتاء توضح حكم مس المصحف دون طهارة
- دعوة فرح لسماع آيات من القرآن الكريم في مصر زمان
- خدمة أمك عليك.. الإفتاء تحسم الجدل بشأن خدمة زوجة الابن لوالدة الزوج
- جماع الزوجين في الحمام حلال أم حرام؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل | صور
- منها اعتناق المسيحية.. شائعات طاردت الدكتور محمد الفحام شيخ الأزهر الأسبق
- هل العادة السرية من أنواع الزنا؟.. الإفتاء تجيب
- بعد فتاة سيتي ستارز .. الانتحار ذنب وليس كفر
- ”نفوس مريضة”.. الإفتاء تعلق على تبرير التحرش بملابس المرأة
- قتل للبراءة.. الإفتاء توضح حكم التحرش بالأطفال
- حلال أم حرام .. «الإفتاء» توضح حكم تعطر المرأة خارج المنزل
- علي جمعة يوضح الفرق بين نظام الميراث في الإسلام وأوروبا
- هانى سالم سنبل: قدمنا أكثر من 600 مليون دولار لدعم الدول الأعضاء فى التعافى بعد جائحة كورونا
تعريف الدين
يُعرف الدين لغة، بأنه اسم لجميع ما يُتدين به وجمعه أديان، واصطلاحًا، هو جملة من الإدراكات والاعتقادات والأفعال الحاصلة للنفس من جراء حبها لله، وعبادتها إياه، وطاعتها لأوامره.
عرفت الإنسانية، العديد من الديانات المُختلفة، على مر العصور، والتي تنقسم إلى 3 أقسام هي ديانات السماوية أو الإبراهيمية، والديانات الشرقية، والديانات الطبيعية، وتختلف جميعها في الأفكار والمُعتقدات، فبعضها يعتمد على المعتقدات والبعض الآخر على الواقع، وبعضها يُركز على الخبرة الدينية الذاتية، وغيرها تعتقد أنها من الديانات العالمية وأنها هي الصحيحة والمُلزمة لكل البشر.
تعريف الأديان السماوية
الديانات السماوية، هي التعاليم التي أرسلها الله عز وجل، يأتي بها رسول من البشر موحى إليه من الله تعالى، ويأتي في مقدمة هذه التعاليم الإيمان بخالق واحد لهذا الكون إليه تصرف العبادة والتذلل والخضوع ويفرد وحده بالعبادة، ويلي الإيمان بالإلله تعالى الإيمان باليوم الآخر والإيمان بوجود الحساب والعقاب والجنة والنار، وجميع الأديان متفّقة في مضمون دعواها.
عدد الديانات السماوية
تضم الديانات السماوية، 3 ديانات ارتكزت جميعها على هدف واحد وهو توحيد الله عز وجل، وتشمل الديانة اليهودية التى أنزل الله تعالى تشريعاتها في التوراة المُنزلة على موسى عليه السلام، والمسيحية التي أنزل الخالق تشريعاتها في الإنجيل المُنزل على عيسى عليه السلام، والإسلام الذي نزلت تشريعاته في القرآن الكريم على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء الإسلام آخر الأديان ليكمل ما سبقه من الأديان تكميلاً مهيمناً وناسخاً.
ونزل القرآن الكريم، مصدقاً لما سبق من الكتب السماوية، فتصديقًا لليهودية قال الله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ".
كما صدق القرآن الكريم، الديانة المسيحية، فقال تعالى: "وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ"، ثم قال تعالى عن الإسلام: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ".
تعريف الإسلام
الإسلام، هو دين الأنبياء جميعهم بصفة عامة ودين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة، ونزل امتدادٌ للرسالات السماوية التي نزت على الرسل من قبل، ويقوم عى 5 أركان وهي شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج لبيت الله الحرام لمن امتلك الاستطاعة، وجاء للبشر كافة فهو خاتم الأديان ومكملها.
تعريف المسيحية
المسيحية، هي دين سماويّ قائم في أصله على التوحيد، وذلك قبل أن تمتد إليه يد التحريف والتبديل، ونزل على بني إسرائيل، وجاء به نبي الله عيسى عليه السلام، وجاءت المسيحية مجددة للديانة اليهودية، ومصدقة لما في التوراة وهو الكتاب السماوي الذّي جاء بها موسى عليه السلام، ترتكز المسيحية الحقة على توحيد الله تعالى، والتصديق بالكتب السابقة، والتبشير بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء الإنجيل بشرائع جديدة تناسب ما يحتاجه قوم عيسيى عليه السلام.
تعريف اليهودية
اليهودية، هي دين سماوي قائم في أصله على التوحيد، وذلك قبل أن تمتد إليه يد التحريف، ونزلت على نبيّ الله موسى عليه السلام، الذي أرسل إلى اليهود والذين كانوا يعرفون بالعبرانيين، واشتهر عنهم اسم بني اسرائيل، ونزل الوحي على نبي الله موسى عليه السلام في طور سيناء ليبلّغ الناس بأصول الدعوة اليهودية، وهي؛ توحيد الله تعالى، الإيمان باليوم الآخر، وأمدّه بعض الآيات التي تشير إلى أنه نبي من الأنبياء موحى إليه من عند ربه.
موقف الإسلام من الديانات السماوية
وحول موقف الإسلام من الديانات السماوية، قال الله تعالى في كتابه العزيز: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ".
جاء الددين الإسلامي، مصدقًا للأنبياء والرسل، حيث أكد أنه من مقتضيات الإيمان في الإسلام، الإيمان بكل الرسل دون تفرقة، والتصديق بالنبوات، والكتب السماوية دون تمييز، فقال تعالى: "قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن الديانات السماوية تكون في مجموعها صرحًا واحدًا، اشترك الأنبياء جميعًا في بنائه، فما من نبي بُعث إلا وقد وضع فيه لبنة، حتى إذا شارف البنيان النهاية، ولم يبق منه إلا موضع لبنة، بها يتم صلاحه ويكمل حُسْنه، وبعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرًا بالإسلام وداعيًا له، فكان عليه الصلاة والسلام بما جاء به من الدين الإسلامي، اللبنة المتممة للبناء، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: "فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ"متفق عليه .
وأكدت الإفتاء، أن علاقة المسلم مع أهل الكتاب في حال السّلم أساسها، وفقًا لما يقرره القرآن الكريم، هي الإحسان والبر بهم والعدل معهم والنصفة لهم، حيث قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، وقال سبحانه: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
وبهذا نفى القرآن الكريم، ما يشيعه بعض المتطرفين أن المخالف في الدين لا يستحق برًا ولا قسطًا، ولا مودة، ولا حسن عشرة، فبيّن الله تعالى أنه لا ينهى المؤمنين عن البر والمودة لغير المسلمين.
فأباح الإسلام، مصاهرة غير المسلمين من أصحاب الديانات السماوية، حيث أحل الزواج بالكتابيات، وأكل طعامهم، وأحل ذبائحهم، فقال سبحانه: "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ".
اقرأ أيضًا:
تسبب في غلق الحرم الإبراهيمي.. ماذا تعرف عن عيد العرش اليهودي؟
عدم جواز رقص الزوجة لزوجها وتحريم عرض المومياوات.. أغرب فتاوى أحمد كريمة