الإفتاء توضح حكم الزواج ضد رغبة الأهل

من آيات الله في خلقه أن جعل لهم من أنفسهم أزواجًا، يقول تعالى: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)، واستخدام لفظ من أنفسكم إنما يدل على مدى خصوصية وقرب علاقة الزواج وأنها من أهم وأقرب العلاقات بين البشر.

وتكثر المشاكل المتعلقة بالزواج بشكل كبير، وذلك بسبب عوامل كثيرة، ولكن الدين الإسلامي لم يترك أمرًا إلا ووضحه فالشريعة الإسلامية تنظم حياة الإنسان الدينية والدنيوية، ولذا يجب على الإنسان قبل أن يتخذ قرارًا في أي من أمور حياته أن يعلم رأي الشريعة الإسلامية فيها، وحكم ما سيقدم عليه.

وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من شاب يحكي عن مشكلة له هي ليست مشكلته وحده بل إنها مش أكثر المشاكل شيوعًا بين الشباب بشكل عام، فيقول:

"تقدمت لخطبة فتاة على خلق ودين، ووالدي ووالدتي يرفضان هذا الزواج تمامًا، وقرّر أبي وأمي مقاطعتي نهائيًّا لو أتممت هذا الزواج وأن يغضبا عليّ طول العمر".

فما هو الحكم الشرعي في هذه الحالة..؟!

وأجاب فضيلة الدكتور نصر فريد واصل على هذا السؤال على صفحة دار الإفتاء المصرية الرسمية أن المسلم يختار زوجته بناءً على عدة معايير وضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، وفي هذا الحديث تأكيد وحث على الزواج بالفتاة صاحبة الخلق والدين.

وبناءً على هذا الحديث فيجوز للشاب أن يتزوج من الفتاة إذا كانت متدينة وذات خلق، ويظن أنه سيكون سعيدًا معها في حياته الزوجية وستكون له نعم الزوجة ولأطفاله نعم الأم، وستحافظ عليه وتحفظه في في عرضها وفي ماله وأولاده إذا غاب عنها.

 

وفي حالة تأكد الشاب من هذا، وقرر الزواج بها رغم رفض والديه للفتاة، فلا شيء عليه، ولا يعد إصراره على الزواج من الفتاة عقوقًا لوالديه، ولا ذنب عليه.

ومع هذا يجب على الشاب أن يحسن القول ويرقق الحديث مع والديه ويتلطف معهما في الحديث ويحاول إقناعهما بأن يوافقا على زواجه من الفتاة التي يرغب بها، وأن يحببهم في بعضهم البعض وألا تحصل قطيعة، وأخيرًا، يقول تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).

 

اقرأ المزيد:

كيف يبر الإنسان والديه بعد وفاتهما..؟ الإفتاء تجيب

هل الميت يشعر بزيارة أهله.. الإفتاء تجيب

في زمن النبي.. تعرف على قصة الصحابي الذي كاد يقتله الحسد

أنواع الحسد في القرآن

«الإفتاء» توضح حكم اتباع المذاهب الأربعة