قصة الملهي الليلي الذي كان محمد عبد المطلب يحرص علي قراءة الفاتحة أمامه
أحمد النجارعند رصد تاريخ الأغنية الشعبية المصرية لابد وأن يتوقف الباحثون عند الأغنية ماقبل المطرب الراحل محمد عبد المطلب ومابعده . يعتبر المؤرخون "طلب" كما كان يحب ان يناديه جمهوره هو رمانة الميزان والأب الروحي للأغنية الشعبية المصرية وأن أغنية بتسأليني بحبك ليه سؤال غريب ماجاوبش عليه هي البداية الحقيقية للأغنية الشعبية الجديدة التي ظهرت مع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي .
سنوات من الكفاح خاضها محمد عبد المطلب منذ مجيئه في منتصف العشرينيات من مسقط رأسه في مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة الي القاهرة وتحديدا في نفس يوم صدور العدد الأول من مجلة روزاليوسف في مارس عام 1924 ليحقق حلمه في الغناء علي أكبر المسارح بعد أن ملأ حقول قريته بمواويله وأغنيات الشيخ عبد اللطيف البنا الذي كان يعتبره مثلا أعلي والصوت الأقرب الي قلبه حيث كان يهوي الغناء في الحقول وبين الأشجار والنخيل
جاء عبد المطلب الي القاهرة برفقة شقيقه الأكبر الذي كان يدرس بها ليستكمل هو الأخر دراسته بعدما حصل علي الشهادة الإبتدائية وإختار حي المغربلين ليسكن به
كانت نداهة الغناء لاتفارقه وبسببه أهمل الدراسة وتركها وذهب الي الصالات الليلية ليحقق حلمه فالتحق بكازينو بديعة وزامل فريد الأطرش وإبراهيم حمودة نجما الفرقة وقتها ولأن فقرته كانت الأخيرة لم يحقق النجاح الذي يتمناه
قرر السفر الي الإسكندرية ليلتحق بكازينو مونت كارلو ويقدم وصلة غنائية لكن الجمهور قابله بإستياء وبدلا من التصفيق له كانت الأصوات تتعالي إنزل إنزل إنزل
عاد من هناك وذهب الي الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي تبناه وألحقه بكورس فرقته وظل عبد المطلب مع عبد الوهاب لمدة أربعة أعوام الي أن حدث خلافا بينهما بسبب عدم وفاء موسيقار الأجيال لوعد قطعه علي نفسه بإصطحاب عبد المطلب معه في رحلة كان سيقوم بها الي باريس ليترك الفرقة ويذهب الي فلسطين
ويروي عبد المطلب حكاية طريفة مع كازينو مونت كارلو ويقول أنه بعدما حقق نجاحا كبيرا بأغنيته بتسأليني بحبك ليه كان كلما يذهب الي الإسكندرية يتوقف بسيارته أمام الكازينو وينزل ليقرأ الفاتحة
تزوج عبد المطلب مرتين الأولي أنجب منها توأميه المهندس بهاء والمحاسب نور والثانية شقيقة زوجة الموسيقار الراحل محمود الشريف وأنجب منها إبنتين
إرتبط بقصة حب من طرف واحد بالراقصة حكمت فهمي ومن شدة حبه لها كتب أغنية قدمها بصوته وكانت المرة الوحيدة التي يكتب فيها أغنية
إشتهر عبد المطلب بعصبيته الشديدة وحالة الإستهتار التي عاشها لسنوات وإعترف في أحد أحاديثه الإذاعية أنه كان ينفق أمواله علي الفنانات وأنه ذات مرة ذهب ليضرب أحد الصحفيين بسبب نشره لخبر عن علاقته بالفنانات
رحل أبو الأغنية الشعبية في 21 أغسطس عام 1980 عن عمر 70 عاما بعد حياة فنية ثرية إستمرت حتي رحيله