قصة تغيير السلام الوطني من ”والله زمان ياسلاحي” لـ” بلادي بلادي ”.. وماعلاقة إسرائيل ؟
أحمد النجار القاهرةأغنيتان فقط هما حجم تعاون كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار كمال الطويل . التعاون الأول كان بأغنية غريب علي باب الرجاء من تأليف الشاعر الكبير الراحل طاهر أبو فاشا وهو اللحن الذي أطلقت عليه أم كلثوم اللحن المشموم بسبب حضور موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الي صالة البروفات التي كانت أم كلثوم والطويل يجريان فيها بروفات الأغنية مع الفرقة الموسيقية وإستماعه الي اللحن وطلبت من الموسيقار كمال الطويل عدم إذاعته مطلقا ولم تفرج الإذاعة عنه إلا بعد رحيلها بسنوات و التعاون الثاني بينهما كان من خلال لحن والله زمان ياسلاحي التي ظلت النشيد الوطني المصري منذ عام 1958 وحتي عام 1977
وعنه قال الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل في حوار تليفزيوني أجرته معه الكاتبة والإعلامية ليلي الأطرش : عندما لحنت الأغنية خلال فترة العدوان الثلاثي علي مصرعام 1956 لم يخطر ببالي مطلقا اني أضع لحنا لنشيد وطني فقد إعتبرت نفسي مقاتلا مثل كل شباب مصر وقتها الذين حملوا السلاح وذهبوا الي القتال وأنا لا أجيد القتال وقلت سأقاتل بألحاني وإتصلت بجبرتي الثورة الشاعر الكبير صلاح جاهين وقلت له جوايا حالة غليان ومشاعر موسيقية فقال لي سمعني فجلست علي البيانو وعملت مقدمة اللحن وقال صلاح إديني عشر دقائق وبعدها مباشرة سمعني والله زمان ياسلاحي .. إشتقت لك في كفاحي .. إنهض وقوم أنا صاحي .. ياحرب والله زمان
وأضاف "الطويل" : كان صلاح كل شوية يتصل بي هاتفيا يمليني مجموعة من أبيات الأغنية حتي إكتملت بصورتها التي ظهرت للناس ووجدت نفسي أتصل بأم كلثوم
سألتني بتعمل إيه؟ شوف ولاد الـ (............) وكانت تقصد دول العدوان الثلاثي والغارات كانت شغالة فقلت لها أنا عملت حاجة فقالت لي تعالي فورا ذهبت عندها ووجدتها جمعت ثلاثة من الموسيقيين التي تثق فيهم وهم عازف الكمان أحمد الحفناوي وعازف القانون محمد عبده صالح وعازف الإيقاع إبراهيم عفيفي فقلت لها الألات دي مش هتنفع في لحن زي ده عاوز أوركسترا ورشحت أندريا رايدر لتوزيعه
و خلال إستماعهم الي اللحن حدثت غارة وسمعنا دوي قنابل والكل أطفأ الأنوار ووجدت أم كلثوم تتجه الي الشرفة وفتحتها وتتطلع الي الطائرات المغيرة قالت لي نفسي أمسك طيارة منهم وأفعصها بإيديا قلت لها تعالي ادخلي ونفكر في الحكاية دي
وواصل : لما عملنا الأغنية تم الإعلان عن مسابقة للسلام الوطني وشارك فيها 67 متسابق ووجدت الأستاذ محمد حسنين هيكل بيتصل بي وبيقول لي مبروك الأغنية بتاعتك أصبحت الشعار الوطني وعلي فكرة هتاخد جائزة مالية قدرها 5 ألاف جنية وشكرته
وتابع : إنتظرت ان حد يتصل بي خاصة واني كنت متزوج جديد ومحدش إتصل بيا وفي مناسبة الإحتفال بذكري الثورة في 23 يوليو وكالعادة بعد إنتهاء الفقرات الفنية بيسلم علينا الزعيم جمال عبد الناصر وبعدما سلم علي الفنانين أشار لي بأن أظل الي جواره
سألني إدولك فلوس السلام الجمهوري ولا لأ قلت له يافندم خلاص ربنا فتحها من أبواب اخري قال إزاي ونادي ياكمال الدين حسين شوف موضوع كمال مع علي صبري الذي كان وقتها رئيسا للوزراء وربنا يرحم الجميع أنا مكنتش أحب علي صبري
وفوجئت بشخص بيقول لي الريس عاوزك ووجدت مدير مكتب علي صبري بيقول لي الريس قرر لك ألف جنيه وقلت له الأعمال الوطنية لا أتقاضي عنها شيئ وكون إنكم عاوزين تعطوني مكافأة عن السلام دي حاجة أخري لكن أنا بأعتذر ويومها كنت أتناول العشاء مع الكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي وحكيت له الحكاية وقال لي إسمع ماتفتكرش ان الجماعة اللي حوالين الريس جمال بنفس الأخلاق والقيم دول عندهم خلفيات وأطماع أخري
إنما روح قول لهم مش عاوز فلوس عاوز حاجة رمزية روحت وقلت زي ما التابعي قال لي وخرج مدير مكتب علي صبري وقال لي الريس قرر لك عربية كان عندنا عربيتين فيات نازلين في السوق المصرية هما فيات 1300 وثمنها 870 جنيه والثانية 2300 وثمنها 1300 جنيه قلت له متشكر علي العربية وعاوز استوضح علي حاجة حضرتك دخلت وخرجت وبتقول الريس هو موجود عنكم هنا قال لي لا ده الريس علي صبري فادركت انني شربت المقلب وانتهي الموضوع وذهبت لمقابلة الدكتور عزيز صدقي وقال روح قابل المهندس عادل جزارين رئيس مصنع سيارات فيات واخترت العربية ولونها وقلت له متشكر قال متشكر ايه فين الفلوس سالته فلوس ايه قال العربية دي قالوا اننا نديهالك استثناء من الدور لكن محدش فهمني اننا هندفع الفلوس وأخرجت دفتر الشيكات ووقعت له شيكا بـ 870 جنيه
وذكر أنه بعد مفاوضات السلام مع إسرائيل فوجئ أن السادات طالب بتغيير السلام الجمهوري وقال "الطويل" : سألت قيل لي أنه عندما كان بيتحاور مع الإسرائيلين قالوا له إزاي بتدعوا للسلام والنشيد الوطني بتاعكم بيدعوا للحرب وبيقول والله زمان ياسلاحي فرجع وهو مصمم علي تغييره
وشدد " الطويل "علي أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب شأنه مثل كل البشر كان يتمني أن يكون شعار الدولة من تأليفه وأضاف : عندما لم يتمكن عبد الوهاب من الفوز في المسابقة لأنه دخلها بلحنين والرئيس السادات قال له أنا مبسوط من بلادي بلادي لسيد درويش لكن عبد الوهاب إرتكب غلطة واحدة في هذا الموضوع ففي تاريخه كله لم يوزع لحنا واحدا من تأليفه من أول مابدأ وحتي رحيله لكنه خجل أن يقول للسادات إن إللي وزع اللحن ده موسيقي مصري إسمه مختار السيد عازف الإكورديون الشهير بالفرقة الماسية