فؤاد حداد .. والد الشعراء الذي بدأ طريقه من المعتقل
محمود الصادق"أنا والد الشعراء فؤاد حدّاد .. أيوه أنا الوالد وياما ولاد .. قَبلِسّة رَبِّيتهم بكل وداد .. بَعدِسّة تلميذ أوّلِي وإعداد".. لا يوجد تعريف أدق من هذا الذي عرف به فؤاد حداد نفسه في قصيدته شرح التسالي من ديوان " لا وانت الصادق ديوان التسالي بالمزاج والقهر".
فؤاد حداد
اقرأ أيضاً
- ما قبل النكسة.. الملايين يستقبلون موكب استعراض ”الصاروخ القاهر” سنة 1963
- في ذكرى محاولة اغتيال جمال عبدالناصر.. كيف وقعت حادثة المنشية؟
- في ذكرى توقيعها.. بنود اتفاقية الجلاء التي أخرجت الاحتلال البريطاني من مصر
- في ذكرى ميلاده.. توفيق الحكيم أبو المسرح العربي الذي تنبأ بالثورة
- السيسى يُنيب وزير الدفاع للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر
- في ذكرى رحيل جمال عبدالناصر.. كيف كانت الساعات الأخيرة بحياة حبيب الملايين؟
- رجل الظل.. من هو محمود فوزي نائب رئيس الجمهورية الأسبق ؟
- غلق الطريق القادم من وإلى ميدان العباسية ومسجد جمال عبد الناصر
- رئيس جهاز 6 أكتوبر يتفقد الأحياء السكنية ومحاور الطرق بالمدينة
- مدبولي يستقبل المشاركين بمنحة جمال عبدالناصر للقيادة من 3 قارات
- بالفيديو.. أكاديمية الشرطة تستقبل المشاركين بمنحة جمال عبدالناصر للقيادة من 3 قارات
- أكاديمية الشرطة تستقبل المشاركين بمنحة جمال عبدالناصر للقيادة من 3 قارات
يُعد فؤاد حداد، هو المؤسس الحقيقي لشعر العامية في مصر، فقد حمل على عاتقه مواجهة الظلم، فانطلقت أشعاره لأول مرة من داخل الزنزانة، ورغم نشأته المرفهة إلا أنه شارك الفقراء بالعديد من القصائد، فساند الضعيف والفقير.
وتحل اليوم ذكرى وفاة والد الشعراء فؤاد حداد، التي تعرض خلالها للاعتقال مرات عددة بسبب أشعاره.
نشأته
ولد فؤاد سليم حداد، في حي الظاهر بالقاهرة في 28 أكتوبر 1928، والتحق بالمدرسة الفرنسية، وتعلم في مدرسة الفرير، ثم مدرسة الليسية الفرنسيتين، واختار بإرادته كل ما يتعلق ببقائه في فلم تؤثر حياة الرفاهية على أسلوبه أو كتاباته فكان قريب من العمال والفقراء حتى اتصف بنصيف الفقراء، وكانت لديه منذ الصغر شغف قوي للمعرفة، والاطلاع على التراث الشعرى الذي كان فى مكتبة والده، وكذلك على الأدب الفرنسي لأنه تأثر بالأدب الفرنسي بحكم دراسته باللغة الفرنسية.
أسرة فؤاد حداد
نشأ والد فؤاد حداد، فى بلدة تسمى عبية بلبنان من أسرة مسيحية بسيطة، ورغم بساطت أسرته إلا أنها اهتمت بتعليمه حتى تخرج من الجامعة الأمريكية فى بيروت متخصصاً فى الرياضيات المالية، ثم انتقل والده إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى ليعمل كمدرس بكلية التجارة، بجامعة فؤاد الأول، ويحصل على لقب البكوية، أما والدته فهى من مواليد القاهرة في 19 يونيو 1907 من أصل سوري تنتمي إلى عائلة مسيحية أيضًا استقرت في القاهرة بعد أن انتقلت عائلتها للاستقرار بمصر.
اعتقال فؤاد حداد
في عام 1950، اعتقل والد الشعراء، بسبب انتمائه للمنظمة الشيوعية المصرية "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني"، ونشر ديوانه الأول "أحرار وراء القضبان" الذي تغير اسمه إلى "افرجوا عن المسجونين السياسيين" بعد خروجه من المعتقل عام 1956، وقال الشاعر هشام السلامونى عن شيوعية حداد "كان يحب فى الدين أنه إنصاف الفقراء، ويحب فى الماركسية أنها إنصاف الفقراء، ويحب في الإنسانية أنها إنصاف الفقراء، لم يكن يعرف سوى الشعر وإنصاف الفقراء"، ويؤكد حداد دائماً على حقيقته كشيوعى وعروبى حتى النخاع.
واعتقل حداد مرة أخرى في عام 1959 لمدة 5 سنوات، وحُبس بسجن الواحات، فاحتك بثقافاتهم وغنائهم وحزنهم ومشاكلهم، ووقتها تحول إلى الإسلام، واختار أن يكون شاعر وأن يكون شيوعى وأن يكون مسلم، مما شكل له تجربة إنسانية جديدة ومختلفة امتن لها قائلاً "الشكر للى سجنونى، وبنيل وطمي وعجنوني".
فؤاد حداد مؤسس الشعر العامي
كانت السنوات التي قضاها فؤداد حداد، في السجن كافية لنضج ذهنه وتكوين ثقافته التي أهلته ليحمل على عاتقه تأسيس الشعر العمي في مصر، فانتهج شكل جديد للكتابة لم يكن موجودًا في الشعر العربي وقتها، فكتب أشعار الرقصات مثل البغبغان، و الدابة والثعبان، وغيرها.
ورغم اعتقال فنان الشعب عدة مرات، إلا أنه لم يحمل في نفسه أية ضغينة تجاه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي اعتقل في عهده، كذلك لم تكسره هزيمة 67، فكتب على إثرها أغنيته الخالدة "الأرض بتتكلم عربي".
أعماله
كان ديوان "أحرار وراء القضبان" عام 1956، أول أعمال فؤاد حداد، ونشر بعده ديوان "حنبنى السد" 1956، ومن أهم دواوينه "قال التاريخ أنا شعر إسوَد"، ديوان ترجم فيه الشاعر مختارات من الشعر الفييتنامى 1968، وكتب "المسحراتى" لسيد مكاوى 1964 وكتب له البرنامج الإذاعى "من نور الخيال وصنع الأجيال" 30 حلقة عام 1969 والذى كانت أغنية "الأرض بتتكلم عربى" قطعة منه.
ومن أبرز القصائد التى كتبها: "سلام" و"حسن أبو عليوة"، "الاستمارة"، "الكحك"، "النسمة هلت"، "والله زمان"، "يا هادى"، "بعلو حسى"، "افتح يا سمسم"،"فى الغيط نقاية"،"عنتر"، "ألف باء"، "هلال"، "حرفة هواية"، "التبات والنبات"، "دواليب زمان"، "على باب الله"، "الأرض بتتكلم عربى"، "كلمة مصر"1975، "استشهاد جمال عبدالناصر" 1982، "الحضرة الزكية" 1984، "الشاطر حسن" 1985، "الحمل الفلسطينى" 1985.
الأعمال الكاملة لفؤاد حداد
وضمت "أشعار فؤاد حداد"، 5 دواوين ،1984 وكذلك "ميت بوتيك" و"يا أهل الأمانة" و"أيام العجب والموت" و"يوميات العمر الثانى – ديوان أم نبات حققه فؤاد حداد" وغيرها، إلى جانب قصة "الأمير الصغير" لأنطوان دى سان إكزوبرى التى ترجمها عن الفرنسية إلى مسرحية غنائية بالعامية المصرية وقدم ملاحم كثيرة مثل "أدهم الشرقاوى" و"حسن المغنواتى".