الجمعة 22 نوفمبر 2024
محطة مصر

    تقارير

    في ذكرى رحيل جمال عبدالناصر.. كيف كانت الساعات الأخيرة بحياة حبيب الملايين؟

    جمال عبدالناصر
    جمال عبدالناصر

    تمر اليوم الثلاثاء 28 سبتمبر، ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تلك الفاجعة التي صدمت الملايين في كافة المحافظات المصرية، وخرجت جميعها تودع جثمانه في مشهد مهيب.

     

    "الوداع يا حبيب الملايين"، هكذا ردد محبو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في تشييع جنازته، حيث خرجت مسيراتٌ بعشرات الآلاف تحمل نعوشًا رمزية لجسد عبد الناصر، في القطر العربي من الخليج إلى المحيط، وبكى رؤساء دول في جنازته أمام الملايين فهو الذي سخر حياته لنصرة العرب جميعًا وتوحيد كلمتهم أمام العالم.

     

    يستعرض موقع "محطة مصر نيوز"، أحداث الساعات الأخيرة في حياة الزعيم جمال عبدالناصر، كما رواها الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.

    كتب هيكل، في مقال حمل عنوان "بصراحة"، إن الرئيس عبد الناصر خرج من البيت قبل الساعة التاسعة بدقيقتين، واتصل به في الساعة الواحدة وكان صوته متعبًا، واقترح على الرئيس ضرورة الحصول على إجازة، فقال لهيكل إنه سوف يستريح بعد وداع أمير الكويت، وفي الدقائق الأخيرة من وداع أمير الكويت بالمطار أحس الرئيس بأنه متعب، وقبل أمير الكويت وهو يتصبب عرقا والدوار يعتريه، صعد أمير الكويت إلى طائرته، والتفت الرئيس يطلب سيارته على غير المعتاد وهو يقول لسكرتيره محمد أحمد: "أطلب الدكتور الصاوي يقابلني الآن في البيت".

     

    وأضاف هيكل: "وصل الرئيس لبيته ثم صعد لغرفة نومه وبدل ملابسه وأحس الجميع بأنه متعب، وكانت معه بالغرفة السيدة قرينته، دخل إلى سريره وجاء الدكتور الصاوي ولم يطاوعها قلبها على الخروج بغير سؤال لمحه الرئيس فى عينيها قبل أن تنطق به، فقال لها الدكتور مطمئنًا : "لا تخافي، أظنه نقص في السكر" ، فقالت بسرعة: "هل أجيئك بشيء ؟"، فقال الدكتور الصاوي: "أي عصير"، خرجت من الغرفة، بينما الدكتور الصاوي يشعر من أول لحظة أن هناك طارئًا خطيرًا ، طلب من محمد أحمد استدعاء الدكتور منصور فايز، والدكتور زكي الرملي، وعاد إلى غرفة نوم الرئيس، ودخلت قرينة الرئيس حاملة كوب عصير برتقال وكوب عصير ليمون، واختار الرئيس كوب البرتقال وشربه، بدأ الدكتور الصاوي محاولاته لوقف الطارئ الخطر، كان تشخيصه أن هناك جلطة في الشريان الأمامي للقلب، ولما كانت الجلطة السابقة في سبتمبر من العام الماضي قد أثرت في الشريان الخلفي، إذن الموقف دقيق وحرج، وصل الدكتور منصور فايز، وبوصوله أحست قرينة الرئيس أن هناك شيئًا غير عاديًا، واقتربت منه وهي تقول له: "لا تؤاخذني يا دكتور، لا اقصد إساءة، ولكن مجيئك يقلقني، أنت تجيء عندما يكون هناك شيء غير عادي"، قال لها: "أرجوك أن تطمئني، كل شىء بخير إن شاء الله"، ولحق به بعد قليل الدكتور زكي الرملي، وكان التشخيص واحدًا.

    وتابع هيكل، إن الأمل بدأ يقوى في الساعة الخامسة إلا خمس دقائق بالضبط، كان النبض قد بدأ ينتظم، وضربات القلب تعود إلى قرب ما هو طبيعي، واستراح الأطباء، والتقطوا أنفاسهم وهم بجواره، وهو يراقبهم بابتسامة هادئة على شفتيه، ثم بدأ يتحدث معهم، وقال له الدكتور منصور فايز : "ان الرئيس في حاجة إلى إجازة طويلة"، فقال الرئيس: "كنت أريد أن أذهب إلى الجبهة قبل الإجازة، هل استطيع أن أذهب وأرى أولادنا هناك قبل أي إجازة ؟"، فقال الدكتور منصور: "ذلك سوف يكون صعبًا، ولا يجب أن تسبق الإجازة أي نشاط آخر"، فقال الرئيس: "إن كل الوزراء اليوم في الجبهة، لقد طلبت أن يذهبوا إلى هناك، وأن يعيشوا يومين مع الضباط والجنود، يجب أن يعرفوا، ويعرف كل مسئول حقيقة ما يقوم به الجيش في الجبهة"، وهم الرئيس من فراشه ومد يده إلى جهاز راديو بجانبه وفتحه، يريد أن يسمع نشرة أخبار الساعة الخامسة من إذاعة القاهرة، وبينما اللحن المميز لنشرة الأخبار من إذاعة القاهرة ينساب في الغرفة، ويبدد بعض الشىء جوها المشحون بالطارئ الخطر أحس الدكتور منصور فايز أنه يريد أن يدخن سيجارة، وتصور أن خروجه من الغرفة ليدخن سيجارته قد يكون فرصة يطمئن فيها السيدة الجليلة قرينة الرئيس على صحته، وخرج فعلًا إلى غرفة المكتب ثم إلى البهو المؤدي إلى غرفة الجلوس ووجدها أمامه ويداها تعصران وجهها من القلق ومشقة الانتظار، فقال لها باسما أنه بخير والحمد لله ، فسألته بلهفة "صحيح ؟"، فقال لها "اننى كطبيب ، أسمح لك بأن تذهبي وتريه بنفسك"، فقالت له "أخشى إذا دخلت أن يشعر بقلقى ويتضايق، إنه لم يتعود أن أدخل وهناك أطباء، وإذا دخلت فقد يتصور أن هناك شيئا غير عادي".

    واستطرد هيكل، في غرفة النوم ، كان المشهد يتغير بسرعة لم تكن متوقع، استمع الرئيس إلى مقدمة نشرة الأخبار ثم قال: "لم أجد فيها الخبر الذى كنت أتوقع أن أسمعه"، ولم يقل شيئا عن الخبر الذي كان ينتظر سماعه، وتقدم منه الدكتور الصاوي وقال: "ألا تستريح سيادتك، لا داعي لأي مجهود الآن؟"، وعاد الرئيس يتمدد على فراشه، وهو يقول: "لا يا صاوي..الحمد لله.. دلوقت أنا استريحت"، فقال الدكتور الصاوي: "الحمد لله يا فندم"، ونظره مركز على الرئيس، حتى وجده يغمض عينيه ثم وجد يده تنزل من فوق صدره وتستقر بجواره.

    وأكمل هيكل، بعدها لم يشعر الرئيس بشىء، لم يقل كلمة، وكانت ملامح وجهه تعكس نوعًا من الراحة المضيئة ، وجرى الدكتور الصاوي هالعًا ينادى الدكتور منصور فايز، ووقف كل الأطباء حول الفراش، وبأيديهم وعقولهم كل ما يستطيعه العلم.

    وتابع هيكل، أنه عندما حضر إلى منزل عبدالناصر صعد السلم قفزًا، وكانت السيدة قرينة الرئيس أول من قابله، وكانت إحدى يديها تضغط على خدها ، واليد الأخرى تمسك برأسها وليس على لسانها إلا نداء واحد "جمال..جمال"، وكانت تكتم نداءها ، حتى لا ينفذ إلى حيث يرقد هو.

    ويقول "هيكل"، أنه دخل غرفة نوم الرئيس وكان الأطباء حوله، وهو ممدد على الفراش بالبيجامة البيضاء وخطوطها الزرقاء، "عندما دعيت إلى البيت لم يخطر ببالى ما قدر لي أن أراه، أقصى ما خطر ببالي أنه متعب، لكننى لم أكن مهيأ لما رأيت، ولأول نظرة على الفراش، أحسست بما لا أستطيع اليوم، ولا غدًا أن أصفه من مشاعري، كان هناك على الفراش هدوء غريب، صمت كامل، كان هناك شيء واحد يلمع بشدة، وهو دبلة الزواج في يده، ينعكس عليها ضوء النور المدلى من السقف، ولم أحاول أن أقترب من أي واحد من الأطباء، فلم يكن من حق أحد أن يشغلهم، والتفت حولي إلى بقية من في الغرفة: شعراوى جمعة ، سامى شرف ، محمد أحمد ، كانوا جميعًا مثلى معلقين بين السماء والأرض، ووجدتنى أدور فى الغرفة وابتهل ، أردد والدموع تنزل صامتة : "يارب .. يارب"، ثم أرقب محاولات الطب الأخيرة ، وأناديه في علاه: "يارب غير ممكن ، يارب غير معقول"، ثم أرقب محاولات الطب الأخيرة ، وتستمر محاولات التدليك الصناعي للقلب وتتكرر تجربة الصدمة الكهربائية، والجسد الطاهر المسجب يختلج ، ولكن الهدوء يعود بعد كل اختلاجة ، بلا حس ولا نبض، وأحسست أن الأطباء قد فقدوا الأمل".

    وأوضح هيكل، أنه عن وصول على صبري، وحسين الشافعي، وأنور السادات والفريق أول محمد فوزي الذي صرخ فى وجه أحد الأطباء عندما قال: "إن كل شيء قد انتهى" قائلًا بفزع: "لا، لا يمكن، واصلوا عملكم"، وانفجر الدكتور منصور فايز باكيًا، وانفجر معه كل الأطباء باكين، وانهمر طوفان من الدموع، ودخلت السيدة قرينته إلى الغرفة المشحونة بالجلال والحزن، أمسكت يده تقبلها، وسمعت أحد الباكين يقول: "الرئيس.. الرئيس"، فالتفتت تقول: "لا تقولوا الرئيس ، قولوا جمال عبدالناصر وكفى، سيبقى بالنسبة لي وللناس كلهم جمال عبدالناصر"، ثم انحنت تقبل يده مرة أخرى وهي تقول: "لم يكن لي في الدنيا سواه، ولا أريد في الدنيا غيره ، ولا أطلب شيئا إلا أن أذهب إلى جواره حيث يكون"، ثم التفتت تسألني: "قل لي أنت ، ألن أسمع صوته بعد الآن؟"، وأقبل أحد الأطباء يغطي وجه الرئيس، فنظرت إليه متوسلة: "اتركوه لي ، أنظر إليه ، أملأ عينى به"، واستدار كل من في الغرفة خارجين، تاركين لها اللحظة الأخيرة، وحدها معه، وعندما جاءت السيارة التي تنقل جثمانه الطاهر إلى قصر القبة، كانت في وداعه حتى الباب ، وكانت كلمتها المشبوبة باللهب الحزين والسيارة تمضى به: "حتى بعد أن مات ، أخذوه مني، لم يتركوه لي"، وانطلقت به السيارة فى جوف الليل الحزين.

    واختتم هيكل، مقاله قائلًا: "كان جمال عبدالناصر في حياته أكبر من الحياة، وكان بعد رحيله أكبر من الموت".

    ">http://

    جمال عبدالناصر وفاة جمال عبدالناصر الساعات الاخيرة في حياة جمال عبدالناصر هيكل الوداع يا حبيب الملايين جنازة جمال عبدالناصر السادات

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 01:58 مـ
    20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:55
    الشروق 06:26
    الظهر 11:41
    العصر 14:36
    المغرب 16:56
    العشاء 18:17

    استطلاع الرأي