منها اعتناق المسيحية.. شائعات طاردت الدكتور محمد الفحام شيخ الأزهر الأسبق
محمود الصادقتحل اليوم السبت، 18 سبتمبر، ذكرى ميلاد فضيلة الدكتور محمد الفحام، إمام الأزهر الشريف الأسبق، والذي طاردته الشائعات العديدة، منها تركه للدين الإسلامي، وإقالته من الأزهر.
نشأته
ولد الشيخ محمد الفحام، في 18 سبتمبر عام 1894، بمحافظة الإسكندرية، وترجع جذوره إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط، والتي تضم العديد من أقربائه حتى الآن، ويعرفون باسم عائلة الدك ومنهم عثمان الدك والشيخ حسن الدك.
اقرأ أيضاً
- شيخ الأزهر يقرر مضاعفة المنح الدراسية لطلاب البوسنة والهرسك
- شيخ الأزهر يستقبل رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية
- شيخ الأزهر يستقبل سفير مصر الجديد لدى إثيوبيا
- توقيع الكشف الطبي على 2180 حالة وتحويل 40 للعمليات بقرية طحا المرج في الشرقية
- الإمام الأكبر يكرم المتميزين والمبتكرين بالأزهر.. ويؤكد دعمه للإبداع
- مدرسة الإمام الطيب تؤتي ثمارها.. قصة عائلة أمريكية جاءت إلى مصر لتعلم القرآن وعلومه
- شيخ الأزهر والسفير الكندي الجديد يناقشان أوجه التعاون لمكافحة «الإسلاموفوبيا»
- شيخ الأزهر يوجه كلمة لأوائل الثانوية الأزهرية
- رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بمناسبة العام الهجري الجديد
- شيخ الأزهر يعين سحر نصر عضوًا بمجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات
- شيخ الأزهر ووزيرة الصحة يتفقدان أعمال إنشاء مستشفى القرنة التخصصي بالأقصر
- رئيس جامعة الأزهر يكرم خريجي الدورة التدريبية الأولى حول أساسيات التعليم الطبي
حفظ الفحام، القرآن الكريم وجوده والتحق بالمعهد الدِيني بالإسكندرية، وكان طالبًا مولعًا بجميع المعارف والعلوم وخاصة علم المنطق وعلم الجغرافيا، حيث ألف رسالة في المنطق، وهي كتاب الموجهات، وهو طالب بالسنة الثانية الثانوية، وتم طبعها بعد سنة 1932، وأقبل عليها الطلبة فى الإسكندرية وغيرها.
عمله بالأزهر
واصل إمام الجامع الأزهر الأسبق، الدراسة بالقسم العالي بمشيخة علماء الإسكندرية، ونال شهادة العالمية النظامية بتفوق في امتحان أداه بالأزهر سنة 1922، بعد تخرجه وتحصيله ما حصل من معارف وعلوم نفر من قيود المناصب الحكومية فاشتغل بالتجارة ونجح فيها نجاحًا باهرًا، ولكن مواهبه العلمية من جهة ونصائح المخلصين من أصدقائه من جهة أخرى حملته على أن يعود إلى الحياة العلمية.
وأعلن الأزهر، عام 1926، عن مسابقة بين العلماء في العلوم الرياضية لتعيينهم مدرسين للرياضة بالمعاهد الدينية، فتقدم للامتحان ونجح فيه بتفوق، وتم تعيينه في الرابع من أكتوبر سنة 1926، فدرس علوم الحديث والنحو والصرف والبيان والحساب والجبر تسع سنوات، في سنة 1935 نقل إلى كلية الشريعة لتدريس المنطق وعلم المعانى.
بعثاته التعليمية
وقع الاختيار على االفحام، عام 1936 لإرساله في بعثة تعليمية إلى فرنسا فرحل إليها ومعه زوجته وبعض أبنائه، وأثناء بعثته قامت الحرب العالمية الثانية فآثر بعض المبعوثين العودة إلى مصر، ولكن الشيخ آثر البقاء وتحمل متاعب الحرب وقيودها فى سبيل التعليم، واضطر أن يهاجر إلى بوردو، ولم تقعده أهوال الحرب ولا أعباء الأسرة ومطالبها الملحة عن مواصلة الدراسة فى صدق عزيمة وقوة تصميم، وأنجب أثناء بعثته في فرنسا بنتين تفاءل بهما خيرًا واستطاع على الرغم من الظروف المحيطة به أن ينال دبلوم مدرسة الإليانس فرانسيز فى باريس سنة 1938، كما نال دبلوم مدرسة اللغات الشرقية الحية فى الأدب العربى سنة 1941، ونال فى نفس العام دبلومًا آخر فى اللهجات اللبنانية والسورية، ودبلوم التأهيل لتعليم اللغة الفرنسية من كلية الآداب بجامعة بوردو سنة 1941.
ومن فرنسا حصل على شهادة الدكتوراه بدرجة الشرف الممتازة من جامعة السوربون فى أول يوليو سنة 1946م، وكان موضوع الرسالة "إعداد معجم عربى فرنسى للمصطلحات العربية فى علمى النحو والصرف"، ثم عاد من فرنسا فى سبتمبر سنة 1946م ليعمل مدرسًا بكلية الشريعة، ثم نقل منها إلى كلية اللغة العربية مدرسًا للأدب المقارن وللنحو والصرف، وظل يؤدى عمله بها حتى رقى إلى درجة أستاذ ثم إلى عميد كلية، وفى سنة 1972م تم انتخاب الإمام عضوًا بمجمع اللغة العربية.
تعيينه شيخًا للأزهر
في 16 سبتمبر من عام 1969، صدر قرار جمهوري رقم 1729 بتاريخ 16 سبتمبر سنة 1969 بتعيين فضيلة الإمام الدكتور محمد محمد الفحام شيخًا للأزهر، ليرحل عن عالمنا فى يوم 30 أغسطس من عام 1980، بعد سنوات قضاها فى العلم والتعليم ومشيخة الأزهر.
شائعات طاردته
كانت الأبرز حالات الجدل التي أثيرت حول الشيخ محمد الفحام، شائعة تفيد بتحوله من الإسلام إلى المسيحية، نظرًا لعلاقاته الودودة والطيبة مع رجال الدين المسيحي.
وكان مما أثير أيضًا بعد تولي الشيخ الفحام رئاسة الأزهر، أنه لم يبد حماسًا كبيرًا بالمشيخة إلى أن تم عزله وفرض إقامة جبرية عليه خارج مصر، إلا أن لهذه الرواية عدة ردود عليها، أهمها أن شيخ الأزهر الشريف محمد الفحام توفي في الإسكندرية في منزله، ودفن بمقابر عائلته هناك الموجودة بمدافن المنارة.
وحول مزاعم اعتناقه للمسيحية، قال الكاتب الإسلامي عبد اللطيف فايد، إن الشيخ الفحام كان شخصية فقهية ولغوية كبيرة ونفى أن يكون قد اعتنق المسيحية قبل وفاته.
وتحدث حفيده "محمد إبراهيم محمد الفحام"، إلى بعض وسائل الإعلام نافيًا ما تردد عن تلك الشائعة، وذكر أن أسباب استقالته من مشيخة الأزهر هو وجود خلافات بين المشيخة ووزارة الأوقاف لهيمنة وزارة الأوقاف على تحركات شيخ الأظهر في السفر للخارج وهو ما رفضه الفحام، ولهذا ولاعتبارات صحية قدم استقالته وقبلها الرئيس السادات.
وقال محمد ابراهيم الفحام، أن جده رد على مزاعم هؤلاء في حياته عبر سلسلة حلقات بإذاعة القرآن الكريم بعنوان: "إن الدين عند الله الإسلام" قائلًا إن من أشاعوا ذلك استغلوا انفتاحه على رجال الدين المسيحي وسماحته معهم.