بعد فتاة سيتي ستارز .. الانتحار ذنب وليس كفر
محمود الصادقفي واقعة متكررة، أقدمت فتاة في العقد الثالث من عمرها، على إلقاء نفسها من الطابق السادس بمول سيتي ستارز بالقاهرة، لتفتح ملف الانتحار الذي بات خطرًا يداهم المجتمع المصري، خاصة بعد تزايد الحالات بشكل واضح خلال الفترة الماضية.
في هذا الإطار نستعرض قصة انتحار فتاة مول سيتي ستارز، وحكم الدين اللإسلامي في الانتحار، وكيف يرى علماء النفس الانتحار وما علاقة الأزمات النفسيه به.
اقرأ أيضاً
- التصريح بدفن فتاة مول سيتي ستارز والتحفظ على هاتفها | فيديو
- وزيرة الصحة تعقد اجتماعا مع ممثل منظمة الصحة العالمية بالقاهرة
- النيابة تأمر بتشريح جثة فتاة سيتي ستارز
- الأمن يستمع لأقوال أسرة فتاة وقعت من الدور السادس بسيتي ستارز
- تعرف على أسباب الاكتئاب وعلاجه ومدى علاقته بالصحة النفسية
- باليوم العالمي لمنع الانتحار.. 800 ألف حالة سنويًا والمراهقون في خطر
- مشادة كلامية تنتهي بانتحار فتاة في الإسكندرية .. تعرف على قرارات النيابة
- طاردها قواد لإجبارها على الدعارة.. فتاة تقفز من الطابق الخامس بالمقطم
- المرض النفسي يدفع فتاة للانتحار بهذه الطريقة في كرداسة
- جابت 60 %.. طالبة بالثانوية العامة تحاول الانتحار بالدقهلية
- مدبولي يترأس اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا
- الأمن ينقذ طالبا حاول الانتحار بالقاهرة
انتحار فتاة سيتي ستارز
تداول رواد مواقع التواصل الاحتماعي، مقطع فيديو، من داخل مول سيتي ستارز بمدينة نصر، لفتاة أقدم على الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق السادس، وظهر في الفيديو جثة الفتاة، وبعض المواطنين يحاولون إسعافها.
وشهد مول سيتي ستارز، صباح اليوم الخميس، حادثًا بشعًا، حيث فوجئ رواد مول سيتي ستارز بصوت سقوط فتاة من الدور السادس، لفظت على أثره أنفاسها الأخيرة في الحال.
انتقلت الأجهزة الأمنية إلي مكان الحادث، وبالفحص تبين وفاة فتاة في العقد الثالث من عمرها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات لكشف غموض الحادث.
وتحفظت الأجهزة الأمنية، على كاميرات المول لرصد تحركات الفتاة قبل سقوطها للكشف غموض الحادث ولتأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث.
حكم الانتحار في الإسلام
من جانبه قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الانتحار حرام شرعًا ومن كبائر الذنوب، واستدل على ذلك من كتاب الله بقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، وبالحديث النبوي: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وأضاف وسام، في فيديو نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الانتحار معصية عظيمة ومن كبائر الذنوب، إلا أن المنتحر المسلم ليس كافرًا ولا يخرج من الملة، بل يظل على إسلامه، ويُصلى عليه ويُغسل ويُكفن ويُدفن في مقابر المسلمين، معقبًا: "ندع له بالمغفرة والرحمة ونتصدق عنه بما يتيسر، والله أعلم بحاله إن شاء حاسبه على ما فعل وإن شاء عفا عنه".
وذكرت دار الإفتاء المصرية، في حكم الانتحار في الاسلام، أن المنتحر ارتكب كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملة، ويظل على إسلامه، ويصلى عليه ويغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين.
800 ألف حالة انتحار سنويا
اعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن الانتحار هو السبب الرابع من أسباب الوفاة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عامًا.
وفي تقاريرها الآخيرة عن الانتحار، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن عدد حالات الانتحار التي تسجل سنويًا، تبلغ نحو ٨٠٠ ألف شخص حول العالم، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذا الرقم يصل أحيانًا إلى مليون شخص سنويًا، كما انه مع كل حالة انتحار يوجد ٤٠ محاولة فاشلة لم تنته حياة أصحابها، كما أن أكثر من ٧٩٪ من حالات الانتحار في العالم تقع في الدول المنخفضة ومتوسطة الدخل.
أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن بعض المراهقين عندما يتعرضون للأزمات يصابون بنوع من القلق الزائد والاضطراب والوسواس والاكتئاب وهو ما يدفعهم للتفكير في الانتحار وتشويش تفكيرهم السليم، ويطلق على هذه الفئة من المراهقين العصابين.
الأزمات النفسية
وأوضح فرويز، أن الأزمات النفسية وفقدان الأمل لدى المراهقين قد يؤدي بهم إلى مشكلات صحية مثل زيادة معدلات ضربات القلب والصداع الشديد والرعشة، وبالتالي لا تفكر هذه الفئة سوى في الانتحار، لأنهم يتعرضون للانهيار سريعًا ولا يستطيعون التماسك.
وأكد استشاري الطب النفسي، أن أسباب الانتحار غالبًا ما تكون نتيجة الأزمات النفسية، التي يمر بها بعض المراهقين سواء الرسوب في الامتحانات أو المشكلات العاطفية، وقد تكون بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والأعباء المادية التي يمر بها البعض، لافتًا إلى أن إدمان الكحول والمخدرات تزيد من الاكتئاب الأمر الذي يدفع الكثير من الشباب إلى الانتحار أيضًا.
الذكور أكثر إقبالًا على الانتحار
أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن معدلات الانتحار بين الرجال أعلى في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تبلغ ١٦.٥ من كل ١٠٠ ألف، أما بالنسبة للإناث تسجل أعلى معدلات الانتحار في بلدان الشريحة الأدنى من الدخل المتوسط ٧.١ من كل ١٠٠ ألف.
وجاءت معدلات الانتحار في أقاليم المنظمة لأفريقيا ١١.٢ لكل ١٠٠ ألف، وأوروبا ١٠.٥ لكل ١٠٠ ألف، وجنوب شرق آسيا ١٠.٢ لكل ١٠٠ ألف، أعلى من المتوسط العالمي ٩ لكل ١٠٠ ألف في عام ٢٠١٩، فيما سجل أدنى معدل للانتحار في إقليم شرق المتوسط ٦.٤ لكل ١٠٠ ألف.