المصريون والمنديل أبو”اويه”...تعرف على اصل الكلمة وبداية ظهور أبو اويه
نيرمين حسين محطة مصرهل تعرف أن ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳين ﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻮﺍ بداية المنديل "أبو أويه" حيث وجد لديهم ﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮﺯﻩ ،وﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺍﻹﺑﺮﻩ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﺃﻗﻤﺸﻪ ﻛﺘﺎﻧﻴﻪ ﻣﺸﻐﻮﻟﻪ ﺑﺄﺳﻼﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ فى ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺑ"ﻄﻴﺒﻪ"، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﺸﻐﻮﻟﻪ ﺑﺎﻹﺑﺮﻩ فى ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﻮﺕ ﻋﻨﺦ ﺁﻣﻮﻥ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻖ على ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻗﺼﻮﺭ ﻋﻠيﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﻞ فى ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻮﺭ ﺳﻘﺎﺭﻩ.
أصل كلمة ﺃﺑﻮ أﻭﻳﻪ وبداية ظهوره
ﻛﻠﻤﺔ "أﻭﻳﻪ" هى ﻛﻠﻤﻪ ﺗﺮﻛﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ"أﻭﻳﻤﻖ" ﻭهى ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺫﺍ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻬﺠﻪ مثل ، ﺍﻻﺣﻤﺮ ، ﻭﺍﻷﺻﻔﺮ ، ﻭﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﺰﻫﺮى ، ﻭأﻳﻀﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩى.
اقرأ أيضاً
ﻇﻬﺮ فى ﻣﺼﺮ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎنى ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ فى ﺍﻟﺮﻳﻒ أﻭ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ أﻭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﻟﻴﺴﺘﺮﻥ ﺑﻪ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ أﺑﻮ أوﻳﻪ ﺗﺮﺍﺙ شعبى ﻭﻋﺎﺩﻩ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ إﻟﺘﺰﺍﻣﺎً ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻏﻄﺎﺀ ﻟﻠﺮﺃﺱ ، ﻭﺃﺻﻞ أﺑﻮ أﻭﻳﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﻪ ،
المنديل ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻭﻳﺔ
ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻔﺎطمى فى ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎنى ﻋﺸﺮ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﻄﺮّﺯ " ﺑﻐﺮﺯﺓ " ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ، أﻣﺎ ﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎﻝ ﻃﻴﻮﺭ ﺃﻭ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺃﻭ ﻓﺎﻛﻬﺔ.
أﻣﺎﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ " ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﻦ ﻗﻼﻭﻭﻥ " ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻴﺮ ﻳﺪﻋﻰ " ﺳﻼﺭ " أﺑﺘﻜﺮ ﻣﻨﺪﻳﻼ يغطى ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ أﺳﻢ " ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺴﻼﺭى "
ﺃﻣﺎ فى ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺎﻳﺘﺒﺎى ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺤﺘﺴﺐ ﻟﻠﻘﺎﻫﺮﺓ أﺳﻤﻪ " ﻳﺸﺒﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎلى " ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻟﻴﺤﺬﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ إﻟﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻫﻦ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﻞ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﻛﻞ ﺳﻴﺪﺓ ﺑﺄﻥ ﺗﻀﻊ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺫﺭﻉ ، ﻭﺗﺠﻨﺒﺎً ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ فى ﺍﻟﻄﻮﻝ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻳﺨﺘﻢ ﺑﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺑﺬﻟﻚ ، ﺑﻞ ﺃﺭﺳﻞ ﺟﻮﺍﺳﻴﺴﻪ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ، فإﺫﺍ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ إﺣﺪﺍﻫﻦ ﻭهى ﺗﻌﺼﺐ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ ﻗﺼﻴﺮ ﺃﻫﺎﻧﻮﻫﺎ ﻭﻋﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ فى ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ.
أﺑﻮ أﻭﻳﻪ ﻳﺴﺤﺮ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ
ﺃﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ جيلا ﻛﺎملا ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ، ﻭﻭﺟﺪﻧﺎﻩ فى أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻪ ، ﻓﻨﺠﺪﻩ فى ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ على ﺭﺅﻭﺱ ﺑﻄﻼﺗﻪ ، ﻭأﻳﻀﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ ، ﻭ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ من ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ.
ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺇﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺑﺄﻭﻳﻪ على ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻪ فى ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺮى ﻓﻘﻂ ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﺭﺗﺪﺗﻪ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻪ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻛﺎﻥ فى ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺎﺕ ﻳﺸﻐﻠﻥ ﻣﻨﺎﺩﻳﻠﻬن ﻭﻳﻄﺮﺯﻭﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ حتى ﻳﺄﺧﺬﻭﻧﻬﺎ ﻟﺒﻴﻮﺕ أﺯﻭﺍﺟﻬﻦ.
ﺩﺧﻮﻝ أﺑﻮ أﻭﻳﻪ ﺻﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ على ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ، ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﻪ فى ﺗﺰﻳﻴﻦ ﺻﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﻗﺼﻮﺭﻫﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ، ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻊ على ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺰﺍﺕ ﻛﻤﻔﺮﺵ ﻭﺃﻳﻀﺎ على ﺍﻷﺭﺍﺋﻚ ، ﻭﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭحتى ﺍﻵﻥ أﻋﺘﺎﺩﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻪ على ﻭﺿﻊ ﺃﺑﻮ أﻭﻳﻪ فى ﺻﺎﻟﻮﻧﺎﺗﻬﻢ ، ﻭ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﺍﺕ ﻳﺤﺘﻔﻈﻦ ﺑﻤﻨﺎﺩﻳﻠﻬﻦ حتى ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.