ما هي الوصفة الأصلية للتحنيط عند القدماء المصريين؟
آية ممدوح سعيدما زالت الحضارة المصرية القديمة تبهر العالم بكل الاكتشافات التي تظهر حتى الآن، وخاصة علم التحنيط الذي تعد أسراره من عبقريات المصري القديم الذي انفرد بها بالإضافة إلى الألغاز المتعلقة بتقنيات المواد المستخدمة والوصفات الكيميائية المتبعة إلا أن لغزا جديدا أضيف مؤخرًا حول التأريخ الحقيقي والدقيق لبدء قيام المصريين القدماء بعمليات تحنيط جثث الموتى.
وأجريت دراسات من مختلف التخصصات بجامعة ماكويري بأستراليا، حللوا خلالها مومياء مصرية ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات (من حوالي 3700 إلى 3500 قبل الميلاد)، وكانت محفوظة بمتحف تورينو بإيطاليا منذ عام 1901.
وقال الدكتور ستيفن باكلي، عالم آثار في جامعة يورك، لبي بي سي نيوز، إن هذه المومياء "تجسد حرفيا عملية حفظ الجسد الموجود في قلب عملية التحنيط المصرية القديمة طيلة أربعة آلاف عام".
واستنبط الدكتور باكلي وزملاؤه البصمة الكيميائية لكل مكون، رغم أن كل عنصر كان يمكن أن يأتي من مصادر عدة.
مكونات الوصفة
- زيت نباتي، ربما زيت السمسم.
- نبات له طبيعة البلسم، أو مستخرج جذري ربما يكون أتي من نبات البردي.
- صمغ نباتي، وهو سكر طبيعي ربما يكون مستخرجا من شجر السنط.
- راتنج شجرة من فصيلة المخروطيات، الذي ربما يكون راتنج شجرة الصنوبر.
وعندما تخلط هذه المكونات في الزيت، فإن الراتنج سيعطيها خصائص مضادة للبكتيريا، ما يحمي الجسد من التحلل.
كيف توصل العلماء إلى هذه الوصفة؟
بدأ العلماء البحث عن الوصفة منذ عدة سنوات، حينما استخرجوا وحللوا العناصر الكيمائية، من الأقشمة التي استخدمها المصريون في تكفين المومياوات.
وتعد تلك الأقمشة جزءا من الجناح المصري في متحف بولتون شمالي إنجلترا، كما لاحظ العلماء أن هناك أدلة على أن حفظ الجثث بدأ في وقت سابق لذلك.
ولكن هذه المومياء ترجع إلى ما قبل التاريخ، وهي الموجودة في متحف تورينو بإيطاليا. ولم تخضع تلك المومياء إلى أي معالجات للحفظ، ومن ثم وفرت فرصة فريدة لدراسة الكيمياء المصرية على طبيعتها الخالصة.