مجاعات وسوء تغذية.. أطفال أفغانستان يواجهون الموت القاسي
محمود الصادق محطة مصرمنذ تولي حركة طالبان، حكم أفغانستان في منتصف أغسطس، وغرقت الدولة الأفغانية، في أزمة إنسانية حادة كانت تعاني منها أساسًا بسبب الحرب، وتفاقمت تداعيات الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان الوظائف بسبب توقف المساعدات الدولية والتمويل.
مجاعة كبرى
حذرت مصادر محلية ودولية، أمس السبت، من أن الأطفال في أفغانستان يموتون جوعًا، بعدما وردت تأكيدات بأن مليون طفل هناك قد يواجهون سوء تغذية يهدد حياتهم بحلول نهاية العام.
اقرأ أيضاً
- منعت قص اللحى وممارسة الرياضة.. حقوق الإنسان ليست في قاموس طالبان
- إعدامات وقطع أيادي وتعليق جثث.. طالبان تعود إلى سابق عهدها
- الصحة العالمية تحذر من انهيار النظام الصحي الأفغاني
- جرس إنذار.. زواج الأطفال كارثة تهدد المجتمع
- انشقاق وتهديد للحكم.. الخلافات بين قادة طالبان إلى أين؟
- المنافسة بين زاده وبرادر وحقاني وعمر.. من سيحكم أفغانستان؟
- السعودية: نأمل أن تقود حكومة طالبان الجهود نحو تعزيز الأمن بأفغانستان
- هبوط أول رحلة تجارية أجنبية في مطار كابول منذ سيطرة طالبان
- المجلس العالمي للتسامح والسلام يراقب بقلق تطورات الأوضاع في أفغانستان
- طالبان واضطهاد المرأة.. ذكريات القمع ترعب الأفغانيات
- احتجاجات نسائية جديدة ضد طالبان والحركة تقمع المتظاهرات
- طالبان تعلن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الملا محمد حسن
وقال مدير الصحة العامة في إقليم غور المتأثر بالوضع الملا محمد أحمدي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 17 طفلاً على الأقل من بين الذين وصلوا إلى المستشفى لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية في الأشهر الستة الماضية، وتم علاج ما يقرب من 300 من آثار الجوع.
وأضاف أحمدي، أن مئات الأطفال معرضون لخطر المجاعة في الأجزاء الوسطى من أفغانستان.
سوء التغذية الحاد
من جانبه أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة في أفغانستان، أنه لا يستطيع تأكيد عدد الوفيات في غور، لكنه يخشى أن يدفع الكثير من الأطفال ثمناً باهظاً.
بدوره، قال سلام الجنابي من منظمة "يونيسف"، إن شبكة المراقبة التابعة للمنظمة تعطلت وكانت تعتمد على تقارير شفهية، مستطرداً: "ندرك بشكل محزن أن هذا شيء نحن نشهده أو نكاد".
مليون طفل يعانون سوء التغذية
وحذرت الأمم المتحدة، من أنه بحلول نهاية العام سيحتاج مليون طفل أفغاني دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم، بينما سيعاني 3.3 ملايين آخرين من سوء التغذية الشديد.
4 مليون طفل خارج التعليم
في وقت سابق حذرت لجنة الإنقاذ الدولية IRC من إمكانية تخلف قرابة 4 ملايين طفل أفغاني عن مزاولة التعليم هذا العام، وهُم يشكلون أكثر من 38% من مجموع الطلبة في المراحل الأساسية الثلاث في البلاد.
وأكدت اللجنة الدولية للإنقاذ أن عدم خلق مبادرات سريعة وحلول مباشرة قد يفاقم الأمر خلال السنوات القادمة، مما قد يُخرج الأغلبية المُطلقة الأجيال الأفغانية القادمة من سلك التعليم، وعودة انتشار الأمية بكثافة في البلاد.
عمالة الأطفال
وحذرت المؤسسة الدولية التي تُعتبر من الأنشط على مستوى العالم في حالات الاستجابة السريعة للكوارث والأزمات الإنسانية، والتي تعمل في منذ عشرات السنوات، من التعاطي مع مسألة التعليم في أفغانستان باعتبارها مُجرد مسألة سياسية تتعلق بالتفاهم مع حركة طالبان التي تُسيطر على البلاد راهناً.
وأكدت المؤسسة، أن استنزاف ملايين الطلبة سيحدث كنتيجة طبيعية لتبدلات شكل الحياة داخل أفغانستان خلال الشهور الماضية، فهؤلاء الطلبة سيكونون عُرضة لأعمال العنف وسيخضعون للاستغلال وسوء المعاملة من قبل مختلف الجهات، إلى جانب إمكانية إدراجهم في الفصائل المسلحة والقوى المقاتلة، بالإضافة إلى تسربهم بسبب انتشار عمالة الأطفال نتيجة الظرف الاقتصادي والانكماش التنموي المتوقف، ومع كُل ذلك ثمة تأثير كبير لعاملي الجفاف وانتشار وباء كورونا على هؤلاء الأطفال.
وتوضح التقديرات الأولية التي تُحددها المنظمات الدولية، كشرط للتغلب على هذا الواقع المترقب، إن المساعدات الفورية وتحسين شروط الحياة وتأمين مستويات معقولة من الأمان يجب توفيرها لـ 19 مليون مدني أفغاني، أغلبيتهم من النساء والأطفال، حتى يتم تحقيق نفس نسب ومستويات الالتحاق التي تمت في الأعوام الماضية.