طالبان واضطهاد المرأة.. ذكريات القمع ترعب الأفغانيات
محمود الصادق محطة مصرفي خطوة وصفها البعض بالجريئة، نظمت عشرات النساء، مظاهرة جديدة في العاصمة الأفغانية كابول، للمطالبة بحقوقهن بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
طالبان وقمع المتظاهرين
وقال عدد من المتظاهرات، إن عناصر تابعة لطالبان استخدمت القنابل المسيلة للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرات ومنعهن من الوصول إلى القصر الرئاسي.
اقرأ أيضاً
- أقر بسقوط بانشير.. مسعود يدعو لـ”انتفاضة وطنية” بأفغانستان
- طالبان تعلن إنتهاء الحرب.. وأفغانستان تحت حكمنا
- إعادة فتح مطار كابول للرحلات الداخلية واستقبال المساعدات
- البيت الأبيض: قلقون بشأن الرحلات القادمة من أفغانستان لهذا السبب
- العالم في خطر.. الجمهوريون يهاجمون بايدن بسبب الانسحاب ”المذل” من أفغانستان
- الجمهوريون يهاجمون بايدن بسبب الانسحاب من أفغانستان
- بايدن يشكر القوات الأمريكية بعد انتهاء مهمتها رسميا في أفغانستان
- طالبان تحظر زراعة الخشخاش وتصنيع الأفيون.. وارتفاع أسعار المخدرات في أفغانستان
- موسكو: هجوم مطار كابول هدفه تعقيد الوضع في أفغانستان
- بعد سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول.. ما الفرق بين طالبان 'أفغانستان' و باكستان'؟
- ارتفاع حصيلة ضحايا تفجيري مطار كابول إلى 90 قتيلا و150 جريحً
- بايدن: سيتم القضاء على قادة داعش بأفغانستان في الوقت المناسب
وطالبت المتظاهرات، بالحق في العمل والوجود ضمن التشكيل الحكومي المقرر الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة.
وكان المتحدث باسم حركة طالبان، قد أعلن في وقت سابق، أن الحركة ستسمح بتنظيم مظاهرات واحتجاجات في أفغانستان.
إلا أن الحركة سرعان ما أثبتت عكس قولها، حيث قمعت التظاهرات التي نظمتها النساء الأفغانيات وتعرضت لهن بالضرب محاولة لمنعهن من الوصول لقصر الرئاسة في العاصمة الأفغانية.
طالبان تتعهد باحترام حقوق المرأة
تعهد المتحدث باسم حركة طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابول، بعد عودتها لحكم البلاد، بالسماح للنساء بمواصلة العمل بشرط وضع الحجاب.
وتابع ذبيح الله مجاهد: " الحرب انتهت وزعيم طالبان عفا عن الجميع، ونتعهد السماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام".
وأضاف مجاهد، أن طالبان ستشكل حكومة قريبًا، وستقيم روابط مع كل الأطراف، متابعًا: "كل الذين هم في المعسكر المعارض تم العفو عنهم من الألف إلى الياء.. نحن لا نريد الثأر".
حقوق النساء خط أحمر
جاء ذلك بعد أن تلقت الأمم المتحدة تقارير موثوقة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل حركة طالبان في أفغانستان، حيث أكدت مفوضة حقوق الإنسان، ميشيل باشيليت إن: "معاملة طالبان للنساء والفتيات يتعين أن تكون خطا أحمر أساسيا".
ودعت ميشيل باشيليت، طالبان إلى الوفاء بتعهداتها فيما يتعلق بحقوق المرأة، معقبة: "طريقة معاملة طالبان للنساء والفتيات واحترام حقوقهن بالحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير والعمل وفقا للمعايير الدولية على صعيد حقوق الإنسان، ستشكل خطا أحمر".
وأضافت المفوضة السامية لحقوق الإنسان: "ضمان حصول الفتيات على تعليم ثانوي ذي نوعية عالية سيشكل مؤشرًا أساسيًا لالتزام طالبان باحترام حقوق الإنسان، داعية إلى تمثيل النساء في الحكومة الأفغانية الجديدة.
منع النساء من الرياضة
ونقلت قناة SBS"" الأسترالية، أمس الأربعاء، عن عضو اللجنة الثقافية لحركة طالبان، أحمد الله واثق، قوله إنه سيتم منع النساء من ممارسة الرياضة التي يمكن فيها كشف أجسادهن، متابعًا: "الرياضة لا تعد شيئا مهما بالنسبة للمرأة".
أضاف واثق: "لا أعتقد أنه سيسمح للنساء بأن يلعبن الكريكيت، لأن ذلك ليس من الضروري بالنسبة للنساء.. في الكريكيت، قد يواجهن وضعًا لن تكون فيه وجوههن وأجسادهن مغطاة، ولا يسمح الإسلام برؤية المرأة في مثل هذا الوضع".
وتابع: "الإسلام والإمارة الإسلامية لا يسمحان للنساء بممارسة الكريكيت أو أي أنواع أخرى من الرياضة، حيث يمكن كشف أجسادهن".
وشدد المسؤول على أن طالبان لن تتراجع عن موقفها بهذا الشأن.. الإسلام يسمح للنساء بالخروج من منازلهن وفق الاحتياجات، مثل ممارسة التجارة، لكن الرياضة لا تعد حاجة ضرورية".
الإحباط يسيطر على نساء أفغانستان
وتسبب تصريح عضو اللجنة الثقافية لحركة طالبان، في مخاوف عدة لدى النساء الأفغان، وقالت إحدى المتظاهرات لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن النساء تملكهن شعور مرير بالإحباط بسبب الحكومة التي تم تشكيلها.
وأضافت متظاهرة أخرى، أن طالبان لم تتعلم من دروس الماضي، ويتضح ذلك في أن معظم أعضاء الحكومة من قبيلة الباشتو دونًا عن باقى قبائل أفغانستان، مؤكدة أنها رأت بعض عناصر الحركة وهم يضربون النساء المتظاهرات بكعوب البنادق.
وتابعت المتظاهرة: " لا يوجد امرأة واحدة بالحكومة، ومنذ عودة طالبان وتوقفت النساء عن الذهاب إلى المدارس، وإذا ذهبن سوف يضطررن إلى ارتداء غطاء كامل للجسد مثل البروكا".
وتضم حكومة أفغانستان الجديدة، شخصيات عرف عنها تاريخها فى التشدد مثل "سراج الدين حقانى" المطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى "إف بى أى" مقابل مكافأة مالية تقدر ب5 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات عنه.
وكانت العناصر الأمنية التابعة لتنظيم طالبان قد فضت تظاهرات النساء الأفغانيات يومى الثلاثاء والأربعاء، وقد اتهمت بعض وسائل الإعلام العالمية الحركة باستخدام العنف لفض هذه التظاهرات.
ذكريات القمع ترعب الأفغانيات
في سياق متصل قالت أليسون دافيديان نائبة رئيسة الوكالة المعنية بشؤون النساء في أفغانستان بالأمم المتحدة، إن غموض موقف حركة طالبان من النساء في أفغانستان أثار بينهن "خوفا لا يصدق" في أنحاء البلاد.
وأضافت دافيديان، أن بعض النساء منعن من مغادرة المنازل دون مرافقة قريب لهن من الذكور بينما أجبرت نساء في بعض الأقاليم على ترك العمل وجرى استهداف مراكز تحمي النساء الفارات من العنف المنزلي وامتلأت المنازل التي تستضيف المدافعات عن الحقوق عن آخرها.
وتابعت دافيديان: "الافتقار للوضوح في موقف طالبان من حقوق النساء تسبب في انتشار خوف لا يصدق، وهذا الخوف ملموس في أنحاء البلاد".
واستطردت نائبة رئيسة الوكالة المعنية بشؤون النساء في أفغانستان بالأمم المتحدة: "الذكريات لا تزال حاضرة عن حكم طالبان في التسعينيات عندما تم فرض قيود صارمة وقاسية على حقوق المرأة وبالتالي فالنساء والفتيات خائفات بشكل يمكن تفهمه".
وعن إعلان تشكيل طالبان حكومة خالية من النساء، قالت دافيديان: "الإعلان أمس فوت على طالبان فرصة حاسمة لتظهر للعالم أنها تبني حقا مجتمعا شاملا ينعم بالرفاهية".