الإفتاء: التحرش الجنسي من الكبائر ولا يرتكبه إلا أصحاب النفوس المريضة
فاطمة هشام محطة مصريعاني يالمجتمع المصري من ظاهرة التحرش الجنسي حيث لم يعد الشارع مكانًا أمانًا لأي فتاة أن تسير به، ولا يقتصر الأمر على الشارع بل يمتد إلى أماكن العمل وغيرها من الأماكن التي لا يتورع فيها الشباب عن التحرش بالفتيات دون أي اعتبارات دينية أو إنسانية أو أخلاقية.
وقد تلقت المنظمة العربية للإصلاح الجنائي شكوى من فتاة مصرية عن تعرضها لحادثة تحرش جنسي دنيئة، وقد ناشدت الفتاة دار الإفتاء المصرية باعتبارها صرح عظيم في المجتمع المصري بأن تعمل على وقف ظاهرة التحرش الجنسي.
كما طالبت دار الإفتاء المصرية بأن تصدر فتوى بخصوص تلك الجريمة وتأثيرها على المجتمع والعقاب في الدنيا والآخرة لِمَن يقوم بالإتيان بتلك الأفعال.
اقرأ أيضاً
- مُحامٍ يوضح خطوات مواجهة التحرش الإلكتروني وجرائم الإنترنت
- الإفتاء توضح مواصفات الكفن الشرعي للرجال والنساء
- حبس المتهم بالتحرش بـ«يوتيوبر» نادي شرارة في وسط البلد
- ضبط المتهم بالتحرش بـ”يوتيوبر” شهيرة في شارع قصر العيني
- الإفتاء توضح حكم الرسم والتصوير في الرسوم المتحركة
- هل تجب العدة على المرأة المتوفى عنها زوجها قبل الدخول؟.. «الإفتاء» تجيب
- كفارة الحلف على المصحف كذبًا .. دار الإفتاء ترد
- بعد فضائح احتفالات اليوم الوطني.. عقوبات رادعة للمتحرشين في السعودية
- «الإفتاء» توضح حكم حضور المرأة الحائض غسل وتكفين الميت
- الإفتاء توضح حكم الزواج ضد رغبة الأهل
- اختلاف حول حكم وقوع طلاق السكران.. و«الإفتاء» تخالف جموع العلماء
- كيف يبر الإنسان والديه بعد وفاتهما..؟ الإفتاء تجيب
وقد استجابت لها دار الإفتاء المصرية ومفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام وأصدروا فتوى على صفحة دار الإفتاء الرسمية بخصوص التحرش الجنسي، وجاء في هذه الفتوى:
حرص الشريعة على الأعراض:
أن الإسلام حرص أشد الحرص على كرامة الإنسان وعرضه وقد ارتقت الشريعة الإسلامية هذه المقاصد وهي حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين، من مرتبة الحقوق إلى رتبة الواجبات.
وقدمت الشريعة الإسلامية حقوق العباد على حقوق الله عز وجل، لأن حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المُشَاحَّة؛ فلا يبرأ الإنسان من عهدتها حتى يؤدي الحقوق لأصحابها.
وقد عظمت الشريعة الإسلامية من انتهاك الحرمات والأعراض كما شددت العذاب على من ينتهكها، والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس يوم النحر فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قالوا: يوم حرام، قال: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»، فأعادها مرارًا، ثم رفع رأسه فقال: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ»، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته: «فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض».
ويرفع الإسلام من قدر المرأة فهي أنْفَس الأعراض؛ وقد حرم الإنسان مجرد النظر للمرأة بشهوة وأمر بغض البصر، يقول تعالى: (قل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
حرم الله مجرد النظر فما بالك بلمس أو التحرش بإمراة فهذا أكبر عند الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ»، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيَزْحَمُ رَجُلٌ خِنْزِيرًا مُتَلَطِّخًا بِطِينٍ أَوْ حَمْأَةٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَزْحَمَ مَنْكِبُهِ مَنْكِبَ امْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ».
رأي الشريعة الإسلامية في التحرش الجنسي:
يعد التحرش الجنسي زنا وهو من الكبائر لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ».
وقد حرم الشرع الشريف الزنا الذي يمارسه الطرفان بالتراضي، وجعله من الكبائر، فما بالك بالتحرش وهو عن غير رضا، لذا فالتحرش الجنسي أشد جرمًا وأعظم إثمًا، وفعل التحرش الجنسي لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة.
إقرأ أيضًا:
الإفتاء توضح مواصفات الكفن الشرعي للرجال والنساء
تعرف على كيفية صلاة الاستخارة ودعائها
كفارة الحلف على المصحف كذبًا .. دار الإفتاء ترد