”مع اقتراب العيد”.. هل يجوز التصدق بلحوم الأضحية كاملة؟
محطة مصريرغب المسلمون في نحر الأضحية من أجل التقرب إلى الله عز وجل في عيد الأضحى، أو ما يعرف بالعيد الكبير، ومن شروطها إخراج جزء منها إلى الفقراء والمساكين، وجزء إلى الأهل والأصدقاء والجيران والأقارب، والجزء الأخير يحفظ لأهل المنزل، إلا أن الكثير من المسلمين يرغبون في إخراج الأضحية ولحومها كاملة لله عز وجل دون الاحتفاظ منها بشيء.
ويظل عباد الله في حيرة من أمرهم بشأن خروج لحوم الأضحية كاملة، وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "هل يجوز التصدق بالأضحية كاملة دون أكلٍ منها؟"، وردت الإفتاء على هذا السؤال.
اقرأ أيضاً
- الإفتاء توضح حكم المنتحر ومصيره وهل يصلى عليه؟
- حكم التحدث مع فتاة عبر الهاتف .. «الإفتاء» تجيب
- الجندي يكشف مفاجأة عن فتوى غشاء البكارة
- الافتاء توضح الحالات التي لا يقع في الطلاق
- هل الزواج اختيار أم قدر ؟.. «الإفتاء» تجيب
- (الإفتاء) توضح هل الكلب طاهر أم نجس
- «الإفتاء» توضح حكم نشر اليوتيوبرز لحياتهم الخاصة على الإنترنت
- الإفتاء توضح حكم سفر المرأة دون محرم
- الإفتاء توضح حكم صلاة المرأة بالبنطال
- «الإفتاء» توضح الأوقات التي يُكره فيها الصلاة
- الإفتاء توضح... متى يكون قرار عدم الإنجاب مطلقًا جائزًا ومتى يكون محرمًا
- الإفتاء تجيب.. جواز رتق غشاء البكارة في بعض الحالات
رد دار الإفتاء
أجابت دار الإفتاء على السؤال، موضحة بأن الأكل من الأضحية ليس واجبًا بل هو مباح عند جمهور العلماء، مستندة إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وغيره عند الشيخين - واللفظ لمسلم- عندما قالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَقَالَ: "إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ -وهم الواردون على المدينة من ضعفاء الأعراب حتى يكثر الناس من التصدق عليهم باللحم مواساة لهم-، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا"، وغير ذلك من الأحاديث، حيث حمل الجمهور هذه الأوامر على الندب أو الإباحة؛ لورودها بعد الحظر.
وذكرت أنه يمكن أن يحتج لهم أيضًا بما رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه واللفظ له عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلَاثٍ لِيَتَّسِعَ ذُو الطَّوْلِ عَلَى مَنْ لَا طَوْلَ لَهُ، فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا" فإن تعليق الأمر على الاختيار من القرائن الصارفة له عن الوجوب، مما يستدل على ما سبق: فإنه يجوز التصدق بالأضحية كاملة دون أكلٍ منها.
الأضحية فرض أم سنة ؟
اختلف الفقهاء في حكم الأُضحية على مذهبين: المذهب الأول: الأُضحية سنة مؤكدة في حق الموسر، وهذا قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، وإحدى روايتين عن أبي يوسف، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثور وابن المنذر، وهو المفتي به في الديار المصرية.
كما استدل الجمهور على أن الأضحية سنة مؤكدة بما يلي: عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا"، أخرجه مسلم في صحيحه.
ما هو وقت الأضحية؟
يدخل وقت ذبح الأضحية بعد طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة بعد دخول وقت صلاة الضحى ومُضي زمانٍ من الوقت يسع صلاة ركعتين وخطبتين خفيفتين، وينتهي وقت الأضحية بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي أن أيام النحر أربعة: يوم العيد وثلاثة أيام بعده.
وأفضل وقت لذبح الأضحية هو اليوم الأول وهو يوم الأضحى بعد فراغ الناس من الصلاة، لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، وقد قال الله تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" سورة آل عمران: الآية 133، والمقصود بها المسارعة إلى العمل الصالح الذي هو سببٌ للمغفرة والجنة.
ووجه الدلالة في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وأراد أحدكم" فجعله مُفَوَّضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: "فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي".
وورد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان السنة والسنتين، مخافة أن يُرَى ذلك واجبا، أخرجه البيهقي في سننه، وهذا الصنيع منهما يدل على أنهما عَلِما من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم الوجوب، ولم يرو عن أحد من الصحابة خلاف ذلك.
والمذهب الثاني: أنها واجبة، وذهب إلى ذلك أبو حنيفة، وهو المروي عن محمد وزفر وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وبه قال ربيعة والليث بن سعد والأوزاعي والثوري ومالك في أحد قوليه.