بمناسبة فتاة جامعة طنطا
محطة مصربقلم : أ.د/ جودة مبروك محمد
لا شكَّ أن تقدير أبنائنا وبناتنا في الحرم الجامعي يشكل واجبًا تربويًّا منا جميعًا، وعليه فلا يجب أن نغفل عن صون حقوقهم وحقوقهنَّ، وفي مقابل ذلك ينبغي أن يقدموا الواجب والاحترام للسادة أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بالجامعة.
وفي كل يوم نلقى قصة، وغالبًا ما نستمع إليها من طرف واحد في ظل غياب الطرف الآخر، وتتشكل المحاكمات الإعلامية والمجتمعية، وهذا يمثل تعاطفًا بدرجة كبيرة مع الضحية أو الضحية المزعومة، ولا يؤدي هذا الإجراء إلى التوفيق في إصدار التوصيات؛ حيث إن الوقائع والأحداث غير مكتملة لدينا أو أبانت عن تفاصيل الأمور من جميع الوجهات، وتأتي التحقيقات كاشفة عما خفي منها؛ فلذا تلزم التوصية بالتأني وسماع الأقوال والشهود على الواقعة، واستكشاف السياق الذي تمت فيه الحادثة، حتى يُجزى كل طرف بما ارتكب.
اقرأ أيضاً
- سحب 4545 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني
- تفاصيل تصادم ميكروباص بسيارة نقل ثقيل في كفر الدوار
- لاستخراج الكنز المسحور .. عودة قرابين إرضاء الجن في قرى ونجوع قنا
- قمة ثلاثية بين مصر والعراق والأردن اليوم في بغداد
- مفيد فوزي يسأل رئيس جامعة طنطا: رأيك إيه في واقعة ”فتاة الفستان”؟
- الأمم المتحدة تندد بمقتل 3 موظفين من أطباء بلا حدود بتيجراي بإثيوبيا
- الأهلي يسحق الترجي بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال إفريقيا
- بهاء حسني يروي لـ ”محطة مصر” قصة إكتشافه للمخرج الراحل أحمد المهدي: أحدث إنقلابا في الفيديو كليب وكان سابق عصره
- بلاغ جديد للنائب العام بشأن واقعة ”فتاة الفستان”
- الشوط الأول.. الأهلي يحسم نصف مواجهة الترجي
- علي معلول يضع الأهلي في المقدمة أمام الترجي
- أشرف صبحي يحضر مباراة الأهلي والترجي
ولعلني أذهب من خلال أقوال الطالبة بأنها- إن صدقت فيما ادَّعت من أقوال - قد وقعت فريسة لتنمر وتحرش من نوع خطير، وهني في سن دون العشرين، فإن ملبسها الذي ظهرت به لا إشكال فيه، وهو طبيعي جدًّا، ولا يعيب الفتاة أن ترتدي فستانًا أو ما إلى ذلك، فلها حريتها المطلقة، مع الحفاظ على تقاليد الجامعة، ونذكر أن بعض الجامعات المصرية قد وضعت في صورة اعتبارية معيارية وقنَّنَتْ ظهور الفتاة (أو الفتى) في زي مناسب، بحيث لا تلبس ما يكشف عن حرمة الجسد، لكن المسؤول عن المحاسبة وقت المشكلة هو إدارة الجامعة أو الكلية.
ودعونا ننظر في تاريخ الفستان في اللسان المصري.
فقد ذهب بعض اللغويين في آرائهم حول اشتقاق كلمة (فستان) إلى أنها تعود إلى اللهجة المصرية، وهي تحريف لكلمة (فسطاط) المدينة المصرية، والفستان يطلق على نوع من القماش المصنوع من القطن يأتي من مدينة الفسطاط المصرية، حيث إنها مشهورة بهذا النوع من الزرع؛ فعندما يقال (فسطاط) يعلم منه أنه القطن أو المنتج الذي يخرج منه، وانتقلت الكلمة من خلال التجارة إلى لغات أخرى بعد حدوث تحريف لبعض حروفها.
وهذا يعني أن الفستان أو الفسطاط هو مصري أصيل، وكان وما زال من ملابس نسائنا المحترمات.
فإذا اتفقت مع أن الفستان أصيل في مجتمعنا، قادمٌ إلينا من كلمات أفواهنا، فلا أتفق مع الاستماع إلى القضية من طرف واحد، وأن تأخذ هذه المساحة من الاهتمام، فذلك يمكن أن يشكل رأيًا عامًّا، يأتي ليؤثر في التحقيقات ونتائجها، فينبغي أن نكفَّ عن مناقشة مثل هذه القضايا، حتى لا تضييع الحقوق أو يبالغ فيها أو يحدث تحامل على أحد، فدعوا القانون يأخذ مجراه بحيادية تامة، فمن بلاغة السياق وقوة الكلمة قد تضيع الحقوق.