لا بديل عن التفاوض.. خبير عسكري يشرح تطورات الملف الإثيوبي

شهدت الساحة الدولية خلال الأيام الماضية عدد من التحركات التي أعلنت إثيوبيا اعتزامها على القيام بها خلال الفترة القادمة، والتي فتحت مجال التساؤل حول الرسائل التي تحملها هذه التحركات الإثيوبية للجانبين المصري والسوداني في ظل استمرار أزمة سد النهضة الإثيوبي، التي تعتبر أحد أكثر القضايا احتقانًا خلال هذه الفترة، وسط مماطلة الجانب الإثيوبي في الوصول لاتفاق مع نظيريه المصري والسوداني.

 

وفي حين تضمنت تصريحات المسئولين الإثيوبيين الأخيرة تفاصيل بشأن اتجاه إثيوبيا لإنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر، إضافة إلى تعزيز الوحدات القتالية الموجودة حول سد النهضة، وضح عدد من خبراء الشأن الأثيوبي إضافة إلى عدد من الخبراء العسكريين المصرين أن هذه التصريحات لا تعدو كونها وسيلة لتهدئة الرأي العام الإثيوبي، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجهها أديس أبابا منذ مدة.

 

وكان القائد العام للقوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلمما مرداسا قد صرح أمس الأحد أن القوات الإثيوبية تعمل حاليا على تعزيز وحداتها وتواجدها أكثر من أي وقت سابق، مشيرًا إلى أنها تقوم بحراسة دقيقة ومستمرة لسد النهضة، وقد جاء هذا التصريح بعد أيام قليلة من تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا المفتي التي تضمنت إشارة إلى اعتزام إثيوبيا إنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر لتعزيز تواجدها.

 

وعلى الجانب الأخر فقد اعتبر اللواء نصر سالم المستشار السابق بأكاديمية ناصر العسكرية أن تصريحات الجانب الأثيوبي لن تؤثر بأي وسيلة على الطريق الذي تسير فيه القاهرة بهدف الوصول لاتفاق ثلاثي عادل بشأن عملية ملء وتشغيل سد النهضة، كما انتقد سالم التصريحات الإثيوبية بشأن بناء قواعد عسكرية في البحر الأحمر، موضحًا أن إثيوبيا دولة حبيسة لا تمتلك أي شواطئ أو سواحل ومن ثم فإنها لا تمتلك وسيلة مباشرة لإنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر.

 

ووضح سالم خلال حديثه أن الحل الوحيد لتهدئه الوضع بين الدول الثلاثة يكون من خلال التفاوض بين الدول الثلاث بما يدفع للوصل لاتفاق عادل وملزم لجميع الأطراف بشأن عملية ملء السد، بما لا يضر بمصلحة أي من الأطراف الثلاثة، كما أكد سالم أن السياسة المصرية تسير في اتجاه الدفاع عن حق الشعب المصري في الميتة، قائلا إن مصر لن تفرط في نقطة مياه واحدة من حقوقها التاريخية.