في ذكرى استشهاده.. الفاروق عمر بن الخطاب الذي مثلت خلافته أزهى فترات العدالة
محمد سالمتحل اليوم ذكرى وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، بعدما استشهد على يد أبو لؤلؤة المجوسى فى السابع من نوفمبر 644م، أثناء إمامته المسلمين فى صلاة الفجر، حيث طعنه أبو لؤلؤة بخنجر ذات نصلين ست طعنات ثم ولى هاربًا.
خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
اقرأ أيضاً
- في ذكرى وفاته.. حسن عابدين «قاتل الإسرائيليين» الذي مُنع من زيارة قبر الرسول
- في ذكرى ميلاد معالي زايد.. ”سيدة الصعيد” التي اشتهرت بالتواضع وموهبة الرسم
- تحريف لكتاب الله.. اكتشاف خطأ في آية قرآنية بكتاب في مدرسة ثانوية بالقليوبية
- التعليم في مصر.. من مرحلة رياض الأطفال إلى سوق العمل
- تقارير إيطالية: محمد صلاح بديلا لـ«مبابي» في باريس سان جيرمان
- عاجل| القبض على مخرج قناة المحور
- «أولياء أمور مصر» يطلق مبادرة «من ملابسك دفي غيرك»
- كيفية التعامل الصحيح مع الأبناء عند الرسوب في الامتحانات؟ .. «أولياء أمور مصر» يجيب
- يوم أسلم الفاروق.. وبه أعز الله الإسلام
- فى ذكرى وفاته.. الأمير سلطان بن عبدالعزيز أحد أقوى الشخصيات في العائلة المالكة السعودية
- بسب مصروفات المدارس.. غضب بين أولياء الأمور.. و «النواب» يتقدمون بطلب إحاطة لوزير التعليم
- تقارير تركية: النني يقترب من الانتقال إلى جالطة سراي
تولى عمر بن الخطاب الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ، كان ابن الخطاب قاضيًا خبيرًا واشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق لتفريقه بين الحق والباطل.
ومثلت فترة خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أزهى فترات التاريخ الإسلامي عدالة وسياسة راشدة، إذا استثنينا فترة النبي عليه الصلاة والسلام، فقد وصلت الفتوحات الإسلامية في عهده إلى خراسان وسجستان شرقاً، وغرباً حتى وصلت إلى ليبيا.
جهاد عمر بن الخطاب مع النبي
شارك الفاروق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جميع المشاهد والغزوات، حيث إنه لم يتخلف عن أي موقعة مع نبي الله، وقد كان له -رضي الله عنه- الكثير من المواقف في مشاركاته بالجهاد في سبيل الله، والتي تتلخص فيما يأتي
- قتل الفاروق -رضي الله عنه- خاله العاص بن هشام في غزوة بدر، مؤكداً بذلك على أن رابطة العقيدة أشدّ وأقوى من رابطة الدم.
- ظهرت همة الفاروق العالية، وعزمه وحزمه في المواقف الحرجة التي هُزم بها المسلمون أو كادوا، كغزوة أُحد والخندق وبني المُصطلق، حيث واجه المشركين والمنافقين بكل قوة، وفي لحظات ضعف المسلمين، كردّه ومواجهته أبي سفيان وهو يتفاخر بهزيمة المسلمين في غزوة أُحد.
- انطلق ابن الخطّاب -رضي الله عنه- على رأس سريةٍ بأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى هوازن، والتي هي من أقوى القبائل وأشدها، دلالةً على اعتماد نبي الله على الفاروق في المواقف الصعبة، ومن حنكته العسكرية أنّه كان يسير في الليل ويكمن في النهار؛ بهدف المُباغتة، فظفر بالنصر بهروب العدو، ولم يلاحق غيرهم التزاماً بأوامر قائده، مما دل على انضباطه.
- ثبت عمر بن الخطّاب مع مجموعةٍ من الصحابة -رضي الله عنهم- في غزة حنين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحمايته، عندما تراجع المسلمون بعد مباغتة الأعداء لهم، قبل أن يُنزل الله -عز وجل- السكينة عليهم، وينصرهم.
- تصدق الفاروق -رضي الله عنه- بنصف أمواله في غزوة تبوك، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد استمع إلى رأيه في الدُّعاء بالبركة للنّاس عندما أصابتهم المجاعة في تلك الغزوة.
قصة استشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
أصدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قراراً يقضي بمنع دخول المدينة المنورة لمن بلغ الحلم من أهل الأنصار التي فتحت قريباً، وقد استأذن المغيرة بن شعبة والي العراق أمير المؤمنين في أن يدخل أحدهم المدينة حتى ينتفع منه أهلها، حيث إنه كان نجارًا وحداداً ماهراً، وقد كان اسم هذا الرجل فيروز ويكنى بأبي لؤلؤة وهو مجوسي الأصل، فأظهر الإسلام وأضمر النفاق باطناً.
وفى يوم من الأيام مر عمر رضي الله عنه على أبي لؤلؤة وهو يشتغل بصناعة الرحى، فقال أبو لؤلؤة: لأصنعن لك يا أمير المؤمنين رحى يتحدث بها الناس، وقد فهم أمير المؤمنين مراد أبي لؤلؤة، فقال لأصحابه: إن العلج يتوعدني، وقد نهى عمر الصحابة عن قتله؛ لأنه لا يصح القتل بالشبهة، وحينما قرر أبو لؤلؤة تنفيذ مهمته القذرة قام بصنع خنجر ذي نصلين ووضع عليه سماً قاتلًا، فتوجه إلى المسجد حيث كان عمر يؤم الناس فقام بطعن عمر في ظهره عدة طعنات ثم ولى هارباً.
حاول الصحابة الإمساك به فكان يطعن في كل مرة أحدهم حتى رمى عليه عبد الرحمن بن عوف رداءه فأيقن أنه واقع بين أيديهم لا محالة فطعن نفسه بخنجره فمات.
بعد ذلك، بقي خليفة المؤمنين عمر بعد هذه الطعنات بضعة أيام ثم توفي، وكان ذلك في سنة 23 للهجرة، الموافق 7 نوفمبر من عام 644 م، بعد عشر سنوات قضاها خليفة المسلمين بالعدل والرشد والتقوى.