تآكل الأوزون وتدمير الكوكب.. ماذا لو اشتعلت حرب نووية؟
محمود الصادقسباقات عديدة شهدتها الساحة العالمية، حول امتلاك الأسلحة النووية، والتي نتج عنها تهديدات ومخاوف عديدة شغلت الرأي العام العالمي، حيث تسائل العديد عن النتعائج التي يمكن أن تخلفها الحرب النووية في حال قيامها.
محاولات عديدة يجريها العلماء داخل مختبراتهم، للوقوف على إجابات واضحة لنتائج الحرب النووية وأضرارها على البشر والبيئة.
ماذا لو اشتعلت حرب نووية؟
ونشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، دراسة حديثة توضح رسم علماء صورة قاتمة عن الأضرار المتوقع حدوثها في حالة نشوب حرب نووية؛ إذ قدّرت الدراسة أن أعمدة الدخان الهائلة الناتجة عن حرب نووية ستغير مناخ العالم لسنوات وتدمر طبقة الأوزون، مما يعرض صحة الإنسان والإمدادات الغذائية للخطر.
واستخدم فريق البحث القائم على الدراسة، تقنيات النمذجة المناخية الحاسوبية المطورة حديثًا؛ لمعرفة المزيد عن تأثيرات التبادل النووي الافتراضي، بما في ذلك التفاعلات الكيميائية المعقدة في طبقة الستراتوسفير "الغلاف الجوي الطبقي"، التي تؤثر على كميات الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الكوكب.
وفيات وتدمير لطبقة الأوزون
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، تشارلز باردين، العالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي،إن نتائج حرب نووية سيكون لها تأثيرات على المناخ، كما أن تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية ستكون واسعة الانتشار، إلى جانب جميع الوفيات التي ستحدث فور وقوع هذه الحرب.
ووجد باردين وزملاؤه، أن الدخان الناتج عن حرب نووية عالمية سيدمر جزءً كبيرًا من طبقة الأوزون على مدى 15 عامًا، مع نضوب الأوزون بمتوسط حوالي 75%.
حرائم مرعبة
وقال الباحثون، إنه حتى الحرب النووية الإقليمية من شأنها أن تؤدي إلى خسارة نسبة 25% من حجم الأوزون، مع التعافي الذي يستغرق حوالي 12 عامًا.
ونظرًا لدور طبقة الأوزون في حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فإن مثل هذه التأثيرات ستكون مدمرة للإنسان والبيئة.
وعلى مدار سنوات، ربط العلماء بين المستويات العالية من الأشعة فوق البنفسجية وأنواع معينة من سرطان الجلد، وكذلك إعتام عدسة العين والاضطرابات المناعية، كما تحمي طبقة الأوزون أيضًا النظم البيئية الأرضية والمائية، فضلا عن الزراعة.
تدمير الكوكب بأشعة الشمس
ويقول آلان روبوك، الباحث المشارك في الدراسة، إنه على الرغم من أننا كنا نشك في أن الأوزون سيدمَر في أعقاب الحرب النووية، الآن ولأول مرة توصلنا للطريقة التي سيحجب بها الدخان الكثيف الأشعة البنفسجية، وقمنا بحساب كيفية عمل ذلك وحددنا كيف سيعتمد على كمية الدخان.
وأجرى العلماء، على مدار التاريخ عددًا من الدراسات في محاولة لفهم كيفية تأثير الحرب النووية على الكوكب، وفي ثمانينيات القرن الماضي، وجد العلماء أن الدخان الناتج عن الحرب النووية من شأنه أن يبرد الكوكب عن طريق حجب أشعة الشمس، وخلق "شتاء نووي".
كما وجد باحثون، أن الحرب النووية ستدمر طبقة الأوزون بسبب المواد الكيميائية الناتجة عن الانفجار، واكتشفت المزيد من الأبحاث أن الدخان قد يتسبب في تدمير طبقة الأوزون عن طريق تسخين الغلاف الجوي.
ولأول مرة على الإطلاق، توصلت الدراسة الجديدة، إلى أنه في حالة نشوب حرب نووية عالمية، فإن ضخ كميات كبيرة من الدخان في الغلاف الجوي سيؤدي في البداية إلى تبريد درجات حرارة السطح عن طريق حجب ضوء الشمس.
ثم يؤدي الدخان إلى تآكل طبقة الأوزون التي تحمي الكوكب، وعلى مدى بضعة سنوات، ستزداد الأمور سوءً وسيبدأ الدخان في الاختفاء، مما يسمح للأشعة فوق البنفسجية بضرب سطح الأرض من خلال طبقة الأوزون المتضائلة، ليحدث ما لا تحمد عقباه.