في ذكرى وفاته
انضم للمافيا وأقام في شقة دعارة.. أسرار من حياة عميد المسرح يوسف وهبي
محمود الصادقيوافق اليوم الأحد 17 أكتوبر، ذكرى وفاة عميد المسرح العربي يوسف وهبي، الذي نسب له الفضل في الارتقاء بالفن وتطويره، فتحول من مجرد مشخصاتي أحب التمثيل إلى صاحب مهنة ورسالة فنية.
ملأت حياة يوسف وهبي بالعديد من الأسرار والمواقف الجريئة التي كتبها عن نفسه في مذكراته التي حملت عنوان "عشت ألف عام"، فمن العلاقات الجنسية إلى انضمامه للمافيا والنوم في شقة دعارة.
اقرأ أيضاً
- شادية تمثل بأسعار مهاودة ويوسف وهبي مريض.. أهم أخبار نجوم الزمن الجميل
- وصفه يوسف شاهين بـ«العبقري»| أبو الفتوح عمارة.. دكتور بدرجة فنان
- والده اتهمه بالجنون.. محطات مؤلمة في حياة يوسف وهبي
- أبرزهم يوسف وهبي.. 5 مشاهير امتنعوا عن صيام شهر رمضان
- الليثي يكشف سر مقولة يوسف وهبي لسعاد حسني «ياللهول لقد شهدنا الليلة مولد نجمة»
- ليست ظاهرة العصر.. رواد السينما المصرية خضعوا لجراحات التجميل
نشأته
ولد يوسف وهبي في 17 يوليو عام 1898 بمحافظة الفيوم، وانتمى لأسرة غنية ومعروفة، كانت السبب وراء تعثر بداية حياته الفنية، فكانت أكبرعائق في حياته، حيث كان عشقًا للفن والتمثيل منذ صغره، وكانت له محاولات في إلقاء المونولوجات أثناء دراسته.
بدايته الفنية
أنشأ وهبي فرقة "رمسيس المسرحية" عام 1923 في محاولة منه لإصلاح حال المسرح المصري، بالتعاون مع عزيز عيد وحسين رياض وأمينة رزق وفاطمة رشدي.
كما أنشأ وهبي، شركة سينمائية باسم "رمسيس" في عام 1930 بالتعاون مع محمد كريم، وبدأ في إنتاج مجموعة من الأفلام السينمائية، ثم قام بعد ذلك بالتمثيل السينمائي وحقق نجاحًا ملحوظًا.
وبدأ عميد المسرح العربي، مسيرته السينمائية بالتعاون مع ليلى مراد ثم أمينة رزق، فتنوعت أدواره بين الكوميدي والجاد والعجوز الوقور والزوج صاحب الشخصية الضعيفة، حتى وصل إلى سن السبعين عامًا فبدأت الأضواء تخفت من عليه، ولكنه صمم على ممارسة التمثيل حيث ظهر مع جيل أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، مثل نجلاء فتحي وميرفت أمين وعزت العلايلي وعادل إمام.
جوائزه
حصل يوسف وهبي، على العديد من الجوائز طوال فترته الفنية، كان أهمها، جائزة الدولة التقديرية والدكتوراه الفخرية من الرئيس المصري أنور السادات، كما منحه بابا الفاتيكان وسام "الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية" فكان أول مسلم يحصل على هذه الجائزة، فضلًا عن وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى.
أسرار من حياته
تُعد مذكرات عميد المسرح العربي، الأجرأ في تاريخ الفن، وهي "عشت ألف عام" إلا أنها لم تلق ترحيبًا من النقاد لأنه أخفى الكثير منها ولم ينشر مذكراته كاملة، بل وعمل أيضًا على شطب أجزاء وفقرات عديدة من داخلها، كما تضمنت مبالغات كثيرة، بالإضافة إلى الجرأة والشجاعة التي تحلى بها أثناء كتابته لمذكراته، وجاء في رواية "إبراهيم العريس"، "أن النجم الكبير اعترف بأنه أقام علاقة جنسية كاملة مع صديقة والدته، وهو لم يزل تلميذًا يافعًا في المدرسة"، وكانت تلك من أجرأ الاعترافات التي أدلى بها في مذكراته.
كما اعترف وهبي، في مذكراته بأنه انضم لـ"المافيا" أثناء سفره إلى إيطاليا لدراسة المسرح، وأن ظروفه الصعبة اضطرته للإقامة مع فتاة إيطالية في شقة دعارة بميلانو، حتى اتهمه البوليس بقتلها، وأظهرت التحريات بعدها براءته.
واعترف أيضًا بأنه كان مدمنًا للقمار، وأضاع الثروة التي ورثها عن والده من خلاله، فبعد معيشته في قصور فاخرة اضطرته الظروف لأن ينام في غرفة صغيرة على السطوح، ويشاركه فيها الدجاج، فضلًا عن هروبه من الدَيانة.
وشطب وهبي، العديد من فقرات مذكراته "عشت ألف عام"، التي اتسمت بالجرأة، وكان من ضمنها مقولة: "لا أنام إلا بحفنة من الحبوب المخدرة وترددت على طبيب نفسي سويسري لعلي أن أهنأ بسبات عميق فذكريات الماضي يحلو لها أن تهاجمني في الليل فأهب من رقادي مهما كنت مرهقًا، وإذا تصادف وانتصر على النعاس فعقلي الباطن لا ينام بل يظل متيقظًا".
وكتب في مذكراته أيضًا: "كثيرًا ما يحدث لي عندما اعتزم كتابة مسرحية وتستعصي على مخيلتي تنظيم أحداثها حيث يتطفل عقلي الباطن المستيقظ ويشاركني في تنظيم وقائعه، واستعين بأي كتاب تقع عليه يداي حتى إذا ما طلع الفجر لا أجد بدًا من تناول حفنة حبوب مخدرة لتصرعني، وهكذا أنجو من الجنون، لكن ما إن أفيق من سباتي حتى تتراقص أمامي أشباح الماضي وتتدافع آلاف الذكريات فتاريخ حياتي فيه من الأسرار ما يحتم علي عدم نشره".
وأضاف: "أنا لا أدعي أنني كنت قديسًا أو راهبًا أعيش في محراب أو متصوفًا في صومعة أو معصومًا من الخطأ والشهوات، لكنني كغيري أيام الشباب والفتوة كنت استجيب أحيانًا للإغراء والجمال في شيء ولم ارتكب موبقات سوى حبي السابق للقمار الذي سلبني عشرات الآلاف من الجنيهات".
وفاته
توفي يوسف وهبي في 17 أكتوبر عام 1982 بعد دخوله المستشفى إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، وأثناء تلقيه العلاج أصيب بسكتة قلبية مفاجئة.