اللهجة النوبية.. فكرة الصول أحمد إدريس التي قادت حرب أكتوبر 1973
محمود الصادقتعتبر فكرة استخدام الشفرة النوبية أو اللهجة النوبية في التقاط شفرات الأوامر السارية بين قيادات القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973، من أذكى الطرق التي ابتكرتها القوات المصرية في سلاح الإشارة.
وفي الذكرى الـ48 لنصر أكتوبر المجيد، يستعرض موقع "محطة مصر نيوز"، سر استخدام الشفرة النوبية في حرب أكتوبر 1973، وكيف ساهمت اللهجة النوبية في نجاح الخطة العسكرية المحكمة التي وضعها الجيش المصري للنصر على العدو الإسرائيلي في 6 ساعات.
سبب استخدام اللهجة النوبية
اقرأ أيضاً
- في حرب أكتوبر 1973.. كيف اجتمع العرب على قلب رجل واحد؟
- لعب دور العسكري والمشير.. 6 أفلام لـ محمود ياسين جسدت ملامح حرب أكتوبر
- وثائق بريطانية.. لماذا رفعت أمريكا حالة التأهب النووي في حرب أكتوبر 1973؟
- وزير التعليم العالي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بانتصارات أكتوبر
- 11 صورة ترصد وضع السيسي أكاليل الزهور على قبور شهداء القوات المسلحة والسادات وناصر
- السيسي يضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول والزعيمين أنور السادات وجمال عبد الناصر
- بعد مرور 48 سنة على حرب أكتوبر.. خبير اقتصادي يرصد النهضة الاقتصادية الشاملة بسيناء
- وصيتها وكيف عاشت أيامها الأخيرة.. جمال السادات يكشف أسرارا عن والدته
- جمال السادات يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال الرئيس الراحل انور السادات
- المتحدث العسكري ينشر فيديو عن الرئيس السادات بعنوان ”رجل الحرب والسلام”
- تاريخ من التغييرات.. شعار الجمهورية منذ صلاح الدين حتى السيسي
- في ذكرى رحيل جمال عبدالناصر.. كيف كانت الساعات الأخيرة بحياة حبيب الملايين؟
قبل الإعلان عن بدء حرب أكتوبر 1973، كان الجيش الإسرائيلي قد أثبت تفوقه في مجال الاتصالات والتقاط المعلومات والرسائل السارية بين أفراد وقيادات الجيش المصري.
وهو ما زاد من قلق القيادات المصرية، ليظهر الصول أحمد إدريس، الذي اقترح على قياداته فكرة استخدام اللهجة النوبية لنقل الشفرات بين القيادات المصرية، حيث التقى الرئيس الراحل أنور السادات.
اللهجة النوبية تدهش السادات
وقال الصول إدريس: "قلت لقادتي إن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهي "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا"، ويعود أصل "الكنزية" إلى اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية"، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان، فأبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي".
وتابع إدريس: "وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة، وعندما رأيته كنت أرتجف نظرًا لأنها كانت المرة الأولى التي أرى بها رئيسًا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس خلف مكتبه وتبسم لي وقال: فكرتك ممتازة…لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة، وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة، وهم موجودون بقوات حرس الحدود، فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنودًا بهذا السلاح".
وأوضح إدريس، أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية، علم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين، الذين بلغ عددهم حوالي 70 مجندًا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعًا وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973.
سر عسكري
ولفت البطل الراحل، إلى أن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحدًا، منوهًا إلى أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.
وأشار إدريس، إلى أن كلمة "أوشريا" كانت أشهر كلمة في قاموس الشفرات النوبية في حرب أكتوبر 1973، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي"، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه دون أن تدرك القوات الإسرائيلية ماذا يجري بالضبط.