هل تخمة العشاء الأخير سبب وفاة الملك فاروق أم أنها مؤامرة؟ تعرف
آية ممدوح سعيديصادف اليوم ذكرى ميلاد الملك فاروق ملك مصر الأخير من أسرة محمد علي والذي أطاحت به ثورة يوليو 1952 حيث خلعه الضباط الأحرار عن الحكم وإجبروه عن التنازل عن العرش لابنه الذي كان عمره 6 أشهر فقط وتم نفيه إلى الخارج مع أطفاله .
وفي عام 1953 تم خلع الأمير أحمد فؤاد، لتكون نهاية عهد الملكية الدستورية في مصر وبداية عهدها الجمهوري الديموقراطي الجديد الذي مازال حتى يومنا هذا.
توفى الملك فاروق 8 مارس 1965 عن عمر يناهز 45 عاما في روما بإيطاليا، ولكن كان هناك جدل حول سبب وفاته، فهناك من يقول أنه توفى بسبب التخمة وتناوله الكثير من الطعام في وجبة العشاء ،والبعض يقول أنها مؤامرة وأنه تم وضع سم الاكوانتين له في الطعام.
ففي يوم وفاته، كان الملك فاروق يتناول العشاء في مطعم إيل دى فرانس (Ille de France) فى العاصمة الإيطالية روما بصحبة فتاة إيطالية تسمى آنا ماريا جانى.
سبب التخمة:
قالت الصحف إنه أكل دستة من المحار وكمية من الجمبرى وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفاكهة .
وروى رواد المطعم أنه انكب مغشيا عليه على المنضدة فجأة بعد أن شعر بضيق في التنفس أدي إلى احمرار وجهه ،ودفع به إلى أن يضع يده على حلقه .
تم استدعاء الإسعاف التي نقلته سريعا إلى مستشفى سان كاميلو، أقرب مستشفى إلى المطعم، وحاول الطبيب الذى رافقه في سيارة الإسعاف إنقاذه قلبه بالحقن وبالأوكسجين ،إلا أن الملك فاروق توفى داخل السيارة وهى تعبر بوابة الدخول إلى المستشفى.
وأشار تقرير الأطباء الإيطاليين أن رجلًا بدينًا مثل الملك فاروق يعاني من ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام.
القتل بالسم:
بعد فترة من وفاة الملك فاروق قيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين المدسوس فى عصير الجوافة على يد الجرسون الذي كان يعمل في المطعم في ليلة وفاة الملك فاروق ، وبعد إكماله تناول العشاء الكبير بدأ ضيق التنفس يزداد شيئاً فشيئاً مع احمرار شديد في الوجه.
وتجددت بعد مرور سنوات من رحيله القصة مرة أخرى على لسان فريال ابنة فاروق،وقالت إنهم علموا بعد ذلك أن السم الذى وضع فى الطعام عبارة عن عقار خاص بالمخابرات الأمريكية، من شأنه أن يوقف القلب تماماً، ليبدو الأمر وكأنه أصيب بسكتة قلبية.
طلبت جهات التحقيق تشريح جثة الملك فاروق لمعرفة أسباب الوفاة إلا أن أسرة الملك رفضت تشريح الجثة ووافقت على الرأي الذى رجح وفاته بالتخمة.
طلبت أسرة الملك فاروق أن يتم تنفيذ وصيته بأن يدفن في مسجد الرفاعى بالقاهرة إلى جوار أبيه وجده، إلا أن السلطات المصرية لم توافق على هذا الطلب في البداية .
واستغرق الأمر نحو أسبوع حتى نجحت مساعى الوساطة الشخصية التي قام بها الملك فيصل لدى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى وافق على دفن الملك فاروق في القاهرة ، ولكنه اشترط ألا يدفن فى مسجد الرفاعي.
وفى ٣١ مارس ١٩٦٥ وصل الجثمان ليلا ، وتم دفنه فى مقبرة إبراهيم باشا بالإمام الشافعى فى تكتم شديد.