حرب الطماطم والليلة البيضاء.. وأغرب تقاليد الترحيب بفصل الصيف في العصور القديمة
ميار مختارترجع الاحتفالات بفصل الصيف إلى الثقافات القديمة وعصور ما قبل التاريخ الحديث والتطور العلمي، إلا أن هذه الأيام لا تزال واحدة من أكثر أيام السنة شهرة في جميع أنحاء العالم، بدايةً من مهرجانات الليلة البيضاء بروسيا، إلى نيران البون فاير في أوروبا، حيث ربط الشعور بالدفء والاحتفال بسطوع الشمس وحلول فصل الصيف كل الثقافات والأعراق عبر التاريخ.
ولهذا امتلكت كُل الشعوب تقريبًا طقوسا خاصة بها يحتفلون عن طريقها بحلول فصل الصيف، منها ما قد يبدو عاديًا، ومنها ما قد تعتقد أنه مثير للاستغراب والدهشة
1) فيستاليا بروما
اقرأ أيضاً
- الإفتاء توضح.. ثواب صدقة الماء وسقى العطشان في الحر الشديد
- التمر الهندي والخيار.. أبرز الأكلات والمشروبات المرطبة في الطقس الحار
- ”كوتشينة وعجل وطاولة”.. 15 صورة من الأرشيف تجعلك تحن لمصيف زمان
- ضياء جودة ينافس على برونزية المصارعة..وإقصاء ثنائي الكاراتيه من الأولمبياد
- عاجل..كيشو يُتوج بالبرونزية فى المصارعة الرومانية
- بريطانيا ورومانيا وليبيريا يبلغون مجلس الأمن بمسئولية إيران عن هجوم الناقلة الإسرائيلية
- يقي من أمراض القلب.. 5 فوائد صحية مذهلة ينفرد بها فصل الصيف
- الليلة.. كرم جابر يتحدث عن مشاركة المصريين في الأولمبياد في برنامج إذاعي
- أمير الغناء العربي يتألق في أمسية صيفية رومانسية بالأوبرا
- مصر تودع منافسات فرق تنس الطاولة سيدات أمام رومانيا في أولمبياد طوكيو 2020
- ”لو اتولد في أغسطس”.. 7 نصائح للتعامل مع الطفل حديث الولادة
- من الذهب للعالمية.. اليونسكو تدرج منجم روماني على قائمة التراث العالمي
يعد فيستاليا مهرجانًا دينيًا احتفل به الرومان كل فصل صيف تمجيدًا لـ«فيستا»، إلهة الموقد والحياة بروما القديمة، والتي كانت نادرًا ما يتم تصويرها على هيئة أنثى بشرية، وفي الأغلب كان يُرمز لها بالنيران.
لم يكُن يسمح سوى للكهنة والكاهنات بالدخول إلى معبدها بمنتدى رومانوم، وكانوا يقومون فقط بوضع النار المقدسة داخل الموقد، والتزموا بهذه الطقوس تمجيدًا لفيستا التي اعتبرت وصية على الشعب الروماني.
كان فتح باب معبد فيستا أمام الجميع إشارة لبدء مراسم عيد فيستاليا، وقتئذ، كانت النساء يذهبن إلى المعبد عراة الأقدام، يقدمن القرابين مقابل الحصول على البركة، وكان يتم تزيين الحمير بأكاليل وقلائد من الزهور والخبز كاستعادة للذكرى التي أذهل فيها نهيق حمار بريابوس الجميع وهو يحاول الاعتداء على فيستا، وكان العيد يمتد لنحو 7 أيام تبدأ في السابع من يوليو وتنتهي في الخامس عشر من نفس الشهر، ذلك اليوم الذي دائمًا ما كان يتم حجب المعبد ومنع الزوار من دخوله لبقية العام، بعد تنظيفه من المخلفات التي أحدثتها الاحتفالات.
2) الشبح الجائع
في الثقافة الصينية، يُطلق على اليوم الخامس عشر من الشهر السابع في التقويم القمري "يوم الشبح" ويُعد الشهر السابع بشكل عام شهر الأشباح، حيث تظهر الأشباح والأرواح، بما في ذلك أشباح الأجداد المتوفين من العالم السفلي، حسب بعض المعتقدات البوذية.
وطبقًا لهذه المعتقدات، ففي هذا اليوم من السنة، تفتح أبواب الجحيم، ما يسمح للأشباح بالتجول بحرية في عالم البشر، حيث يزور الأسلاف الذين بقوا على قيد الحياة من أفراد أسرهم، بينما أولئك الذين ليس لديهم أقارب سوف يتجولون في العالم بلا هدف، ويحرق الأحياء عروض النقود الورقية لإرضاء أسلافهم، وتضاء شموع اللوتس لمساعدة الأشباح في العثور على طريقهم إلى منازلهم السابقة.
3) حرب الطماطم
يمكن أن يعود تاريخ مهرجان "La Tomatina" إلى عام 1945، ويقام احتفالا بقدوم فصل الصيف كل عام في مدينة بونيول بفالنسيا الإسبانية، وهو تقليد سنوي يُقام في يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس ويشاهد فيه المئات من المشاركين يتجمعون للمشاركة في حدث تم الترتيب له وهو حرب الطماطم.
بدأ هذا الاحتفال بشكل عفوي تماما، حين كان أحد المشاركين بموكب العمالقة الذي يقام كاحتفال بإسبانيا، وبدأت حالة من حالات الهرج والمرج، لتسقط رأسه ‑المصنوعة من الورق- والذي يرتديه كجزء من الاحتفال، ليستشيط غضبًا، ويبدأ في ضرب كل من تطاله يداه، في المقابل، رد باقي المشاركين في الاحتفال عليه برشقه بالفواكه والخضروات، التي استخدموها كذخيرة.
لم تنته المشاجرة إلا بعد تدخل السلطات المحلية، وفي العام التالي، قررت مجموعة من الأصدقاء الذين حضروا موكب العمالقة إعادة تمثيل أحداث السنة السابقة وأحضروا الطماطم ‑الذخيرة- الخاصة بهم، لتبدأ من هنا احتفالية "La Tomatina".
تم حظر المهرجان في الخمسينيات من القرن الماضي، ومع ذلك، كان هناك الكثير من الاحتجاج حتى أعيد مرة أخرى حيث، احتج السكان المحليون بسخرية من خلال إقامة جنازة لطماطم عملاقة، وحمل السكان الطماطم في نعش ورافقتهم فرقة موسيقية تعزف في مسيرات جنائزية.
لا يزال هذا العيد يحتفل به حتى الآن مع توفير التذاكر للحدث للحفاظ على بعض مظاهر النظام حيث عندما ينتهي القتال والاحتفال، والذي يستمر عادة حوالي ساعة واحدة، تغسل سيارات الإطفاء المحلية ساحة البلدة لتنظيف الأرض ما يجعل المدينة أنظف مما كانت عليه قبل أن تقذف آلاف حبات الطماطم على الأرض.