مستشار المفتي: الاغتصاب الزوجي مصطلح يثير الاشمئزاز.. والحق الشرعي لا ينتزع بالقوة
فاطمة هشام سالمبعد الجدل الكبير الذي أثير على منصات التواصل الاجتماعي حول ما دعاه رواد مواقع التواصل بـ "الاغتصاب الزوجي"، والذي تم تناوله من جميع الجوانب الاجتماعية والقانونية وغيرها.
تساءل الكثير عن رأي الدين بهذا الصدد، ولذا نقلنا لكم ما صرح به الدكتور "مجدي عاشور" والذي يشغل منصب المستشار العلمي لمفتي الجمهورية حول موضوع "الاغتصاب الزوجي"، والذي أدلى به خلال ظهوره على قناة TeN TV في برنامج (رأي عام) مع الإعلامي عمرو عبد الحميد.
وطرح الإعلامي سؤالًا على فضيلة الدكتور "مجدي عاشور" حول مدى جواز استخدام الزوج للعنف للحصول على ما يعرف بحقوقه الشرعية، ومدى جواز رفض الزوجة إعطاء الزوج لحقوقه الشرعية.
اقرأ أيضاً
- سمية الخشاب تتحدث عن الاغتصاب الزوجي
- من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال...! الأزهر يحسم هذا الجدل
- 5 طرق لكيفية التعامل مع الشخصية النرجسية .. أبرزها التجاهل والابتعاد عن المدح
- استخرت الله قبل الزواج واكتشفت سوء خلقه فما فائدة الاستخارة؟.. «الإفتاء» تجيب
- إذا طلب منك «باسوورد الفيسبوك».. 5 أنواع من الرجال لا يصلحون للزواج
- الإفتاء توضح حكم الزواج العرفي
- جمع 15 مليون جنيه.. عريس ينصب على 30 فتاة وعدهن بالزواج
- الإفتاء تجيب عن حكم زواج الرجل من بنت مطلقته
- حبس قاتل ابنته بسبب رفضها الزواج من ثري عربي 4 أيام
- هيئة التأمينات الاجتماعية تصرف منحة للفتيات المقبلة على الزواج
- حورية فرغلي: “اتعملي سحر بالمرض ومنع الرزق والإنجاب والزواج”
- الغجر فى الصعيد .. يحترفون السحر ويرتدون ملابس رثة لهذا السبب!
وقال فضيلة الدكتور مجدي عاشور إن مصطلح الاغتصاب الزوجي مثير للإشمئزاز العميق، فكلمة اغتصاب بحد ذاتها كلمة سيئة السمعة، أي ما كان نوع هذا الاغتصاب سواء كان اغتصاب الحق أو الأرض أو بمعنى مزاولة الجنس بطريقة عنيفة خارج إطار الشرع.
وأكد الدكتور مجدي عاشور أن أكثر ما يثير الإشمئزاز بما يتعلق بمصطلح الاغتصاب الزوجي هو كونها لا تتسق مع بعضها البعض، حيث يقصد بالاغتصاب هو أخذ ما ليس لك، في حين تعبر كلمة الزوجي عن الحقوق والواجبات، والحقوق الشرعية من حق الزوج.
لذا لا يمكن أن يطلق عليه اغتصابًا زوجيًا، لأن الزوج لم يأخذ ما ليس له بالأساس.
وأكد على أن العلاقة الزوجية هي حق للرجل وحق للأنثى، إذ يستمتع الرجل بالمرأة وتستمتع المرأة بالرجل أيضًا، فهذه هي الغريزة التي فطرها الله عليهم.
واستشهد فضيلة الشيخ بما قاله حبر هذه الأمة عبد الله ابن العباس رضي الله عنه: "إني أحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي المرأة، لأن الله تعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ـ وما أحب أن أستنطف حقي عليها، لأن الله تعالى يقول: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ.".
كما أوضح الدكتور "عاشور" أن سبب ارتباط ذكر الحقوق الشرعية بالرجل، لكون المرأة بفطرتها يغلب عليها طابع الحياء، فلا تطلب هذا الأمر غالبًا بلسانها أو بفمها، في حين يطلب الرجل.
ونفى فضيلة الدكتور "مجدي عاشور" أن هذا الحق الشرعي قد ينتزع بالقوة، حيث قال نصًا: (الحقوق تنتزع، إلا في العلاقة الزوجية، وإلا تنافي أساس قيام العلاقة الزوجية، فحين تحدث الله جل وعلا عن العلاقة الزوجية في محكم آياته قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
فأي رجل وامرأة بمجرد نيتهم أن يعقدوا عقد الزواج، ينزل الله في قلوبهم المودة والرحمة تجاه بعضهما البعض، ولكن الرجل أو المرأة هم من يتسببوا بانتزاع هذه المودة والرحمة التي غرزها الله وجعلها بين الزوجين.
ولذا لا يمكن أن ينتزع هذا الحق الشرعي، لأن النزاع معناه الشقاق، والخصام.
وأكد فضيلة الشيخ "مجدي عاشور" أن الشريعة الإسلامية لا تجيز هذا الأمر بهذا الشكل، وقد يرفع الأمر إلى القاضي، ولكن بعد فشل كل المحاولات للصلح السلمي.
ووجه المذيع عمرو عبد الحميد سؤالًا لفضيلة الدكتور مجدي عاشور عن رأي الشريعة في الزوج الذي يأخذ حقوقه بطريقة عنيفة بعد امتناع زوجته عنه..؟
وأجابه الدكتور عاشور بأن أول ما ينبغي معرفته هو سبب امتناع الزوجة عن زوجها في المقام الأول، فقد تتزوج أحد الفتيات رجلًا لا ترغب به من الأساس، وغُصب عليها أن تتزوجه، لذا لا تريد تسليم نفسها له ولا تطيق قربه، فهي لا تمتلك عاطفة نحوه من الأساس، ولذا يؤكد الدين الإسلامي على عدم تزويج الفتيات لمن لم يطقنه ويشعرن بالنفور منه.
واستدل فضيلة الدكتور عاشور بحديث عن المغيرةِ بنِ شعبةَ أنه خطب امرأةً فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ انظُرْ إليها فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما أي: يُجْمَعَ بينكما، وتحصُلُ الأُلْفةُ والمحبَّةُ، ونرى في هذا حَرَصَ الشَّرعُ الحَكيمُ على بناءِ الأُسرةِ المُسلمةِ على المودَّةِ والتَّراحُمِ؛ لدَوامِ العَلاقةِ الطَّيِّبةِ
وأكد الشيخ مجدي عاشور على أن الانجذاب بين الزوجين أمر مطلوب وهام ليستقيم الزواج، وتدوم العلاقة الزوجية وتستمر الأسرة.
ولذا حينما يتسائل الرجل: "هل انتزع حقي انتزاعًا..؟ فهذا حقي الذي أطلبه..!".
نقول له: لا، ففي العلاقة الزوجية لا يؤخذ الحق انتزاعًا وإن كان حقك، بل له إجراءات كثيرة للوصول إلى هذا الحق بتراضي من الطرفين.
لذا يجب في المقام الأول أن نعلم سبب الإعراض والمعارضة، والتي قد تكون عذرًا شرعيًـا، كالحيض والنفاس، أو مرضًا جسديـًا، وقد يكون إرهاقـًا شديدًا، أو قد يكون السبب مرضًا نفسيًا، كالاكتئاب وغيرها، وهنا يصبح من الخطأ أن ينتزع الزوج حقه الشرعي بشكل عنيف من زوجته، بل قد يأثم إن فعل هذا.
وتطرق الدكتور مجدي عاشور إلى أن عدم الرغبة تعود لأسباب كثيرة، وأن الأحرى بالزوجين هو معرفة هذه الأسباب ومعالجتها، لأن العلاقة الحميمية تتطلب المزاج الحسن، وإلا تحولت إلى عملية آلية سيئة، حيث تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية تهيئة الجو وإراحة الزوجة من الناحية النفسية والعاطفية وكذلك تفعل الزوجة لزوجها.
ولكن في حالة احتياج الزوج لحقه الشرعي ورفض زوجته لعدم رغبتها دون مبررات أو أسباب فهذا قد يؤدي إلى فتنة الرجل كذلك الحال مع المرأن التي يتمنع عنها زوجها دون سبب يذكر، وهنا تبدأ محاولات تدخل الأهل للإصلاح بطريقة سلمية وقد يصعد الأمر إلى القاضي، وذلك لأن الزواج هو الإطار الشرعي الذي يصون شهوات ورغبات كلا الطرفين عن فعل الحرام.
وأكد الشيخ مجدي عاشور أن الشريعة الإسلامية تحرص على المرأة أشد الحرص فآخر وصايا الحبيب المصطفى كانت: "واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا" كما أوصانا بالرفق في المعاملة واللين في الكلام مع النساء فيقول ﷺ رفقًا بالقوارير.
وأخيرًا علاقة الزواج هي العلاقة المقدسة القائمة على المودة والرحمة والمعاشرة الطيبة، فيقول تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ)
إقرأ أيضًا: