نُسب إليها البلاط اليافاوي.. تعرف على مدينة يافا الفلسطينية
دينا عادلاشتهر البلاط اليافاوي منذ أكثر من 120 عام، وكان يتم تصنيعه في مصانع بحي المنشية والعجمي في مدينة يافا، فستجده في جميع البيوت العربية القديمة في أحياء مدينة يافا الفلسطينية، حيث تميز بألوانه المميزة وزخارفه الجميلة.
والآن بعد مرور مئات السنين، نجد هذا النوع من البلاط اليافاوي يعود إلى الأسواق بقوّة، فبالتالي يجب أن نتعرف على المدينة الفلسطينية صاحبة الفضل في تصنيع هذا البلاط المميز.
اقرأ أيضاً
- «التأمينات» تعلن موعد صرف معاشات مايو
- بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص إثر حريق في السويس
- «أصحى يا نايم».. «المسحراتي» على وشك الانقراض
- «خطفت أنظار الجمهور».. نانسي عجرم تظهر بالحجاب والعباءة | صورة
- إحالة 3 متهمين بالاتجار في المخدرات للجنايات بالسيدة زينب
- هل التدخين يبطل الصيام؟.. أحمد كريمة يجيب
- حبس تاجر «استروكس» بالنزهة والنيابة تطلب تحريات المباحث
- شادية «ست بيت».. كان لها أمنية واحدة كل رمضان ولم تتحقق
- «مياه الغربية» تتابع أسباب التسريب في منطقة منشية البكري بالمحلة
- ضبط هارب من غرامة 2 مليون جنيه في القاهرة
- الحلقة الأولى من «كوفيد 25» | تطور وباء كورونا يهدد العالم
- حبس متهم تباهى بإطلاق النيران في «بدر»
تعتبر مدينة يافا من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية، وتقع اليوم ضمن بلدية "تل أبيب - يافا" الإسرائيلية على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن القدس بحوالي 55 كم من ناحية الغرب، وذلك حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي.
وكانت تحتل مدينة يافا لفترة طويلة مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الإستراتيجي، حتى وقعت النكبة عام 1948 وتم تهجير معظم أهلها العرب، حتى أصبح يسكنها اليوم قرابة 60 ألف نسمة معظمهم من اليهود، وأقلية عربية من المسلمين والمسيحيين.
وقد أسس الكنعانيون هذه المدينة في عام 4 آلاف قبل الميلاد، وأصبحت منذ ذلك التاريخ مركزًا تجاريًا هامًا للمنطقة، فموقع يافا الجذاب جعل السكان يتوافدون إليها مما أدى إلى ازدهار المدينة عبر العصور القديمة.
كما كانت لها صلة وثيقة بالحضارة اليونانية، ثم دخلت في حكم الرومان والبيزنطيين وكان سكانها من أوائل من اعتنق المسيحية، وقد نزل النبي يونس شواطئها في القرن الثامن قبل الميلاد ليركب منها سفينة.
وعندما دخل الفتح الإسلامي إلى فلسطين، فتح عمرو بن العاص يافا في نفس عام دخول عمر بن الخطاب القدس، وظلت يافا من وقتها مرفأ لبيت المقدس ومرسى للحجاج.
واحتفظت مدينة يافا باسمها منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط دون المساس بمدلول التسمية فاسم "يافا" كنعاني ويعني الجميل أو المنظر الجميل، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى الجمال.
كما يعتقد بعض المؤرخين أن اسم المدينة ينسب إلى "يافث"، أحد الأبناء الثلاثة للنبي نوح الذي قام بإنشاء المدينة بعد نهاية الطوفان، وأقدم تسجيل لاسم يافا جاء باللغة الهيروغليفية في عهد تحتمس الثالث، حيث ورد اسمها "يوبا" أو "يبو"، وتكرر الاسم بعد ذلك في بردية مصرية أيضًا تعرف ببردية "أنستازي الأول"، وقد أشارت تلك البردية إلى جمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار.
وقد كان للعوامل العوامل الطبيعية دورًا كبيرًا في جعل هذا موقع مدينة يافا منيعًا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، فهي تعتبر إحدى البوابات الغربية الفلسطينية.
فهي تمكن فلسطين من الاتصال بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وأفريقيا، كما يعتبر ميناؤها أحد أقدم الموانئ في العالم والذي كان يخدم السفن منذ أكثر من 4 آلاف عام.
ولكن في 3 نوفمبر 1965 تم إغلاق ميناء يافا أمام السفن الكبيرة، ليتم استخدام ميناء أشدود بديلاً له، ولكن لا يزال الميناء يستقبل سفن الصيد الصغيرة والقوارب السياحية.
ويجري في أراضي يافا الشمالية نهر العوجا على بعد 7 كم، وتمتد على جانبي النهر بساتين الحمضيات، مما جعل هذه المنطقة متنزهًا محليًا لسكّان يافا يذهبون إليه في عطل نهايات الأسبوع، وفي المناسبات والأعياد.
وكانت تعتبر يافا كذلك عاصمة فلسطين الثقافية بدون منازع، حيث احتوت على أهم الصحف الفلسطينية اليومية وعشرات المجلات ودور الطبع والنشر، كما احتوت على أهم وأجمل دور السينما والمسارح والأندية الثقافية في فلسطين.
واليوم أصبحت مدينة يافا تتكون من 12 حيًا يسكن العرب في ثلاثة منها، ومن أهم هذه الأحياء حي العجمي والمنشية وأرشيد والنزهة والجبلية وهرميش، كما غيرت الحكومة الإسرائيلية كثيرًا من معالمها، وهدمت جزءً كبيرًا من أحيائها.