نداء سينمائي عاجل إلى شركات الاتصالات: ”نظرة لله”
أحمد النجار محطة مصرعلى غرار تجربة دعم شركات الاتصالات والهواتف المحمولة في مصر للموسيقي والغناء واعتبارها جزءا لا يتجزأ من نشاطها الترفيهي لمشتركيها وسعيها الي التوقيع مع كبار نجوم الغناء لتقديم أغنيات سينجل تذاع عبر منصاتها الإلكترونية بل وتخصيص ميزانيات كبيرة لهذا الدعم وجدنا خلال متابعتنا لأفلام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي تقام دورته الافتتاحية حاليا (6-14 ديسمبر 2021) بالمملكة العربية السعودية.
تجربة فريدة وغير مسبوقة يجب أن تلتفت إليها شركات الاتصالات في بلادنا وتدخل فيها بكل ما أوتيت من قوة وهي دعم تجارب سينمائية تحمل معها الأمل في ظهور سينما جديدة ومختلفة تقدمها أجيال جديدة من المبدعين مثلما حدث مع الفيلم الصومالي زوجة حفار القبور أول تجربة روائية طويلة لمخرجه خضر عيداروس الذي لم يدرس السينما وقرر احتراف الإخراج وتعلمه بنفسه وأخرج قبل تجربته الطويلة الأولي ثلاث تجارب قصيرة كانت بوابته الي تجربته التي حصد بها منذ أشهر قليلة واحدة من أهم جوائز المهرجانات الأفريقية وهي الجائزة الكبرى لمهرجان فيسباكو ببوركينا فاسو كما نال أيضا إشادة من كانت لهم فرصة مشاهدته بمهرجان البحر الأحمر.
الفيلم شاركت في إنتاجه أكثر من جهة فرنسية وأوروبية وعربية من بينها مؤسسة الدوحة للأفلام وتتصدر تلك الجهات شركة الاتصالات الفرنسية الشهيرة أورانج من خلال الإستوديو الخاص بها وهو القسم الخاص بدعم الأفلام السينمائية .
اقرأ أيضاً
- دراسة علمية توضح أسباب برودة القدم المستمرة في فصل الشتاء
- الإفتاء توضح حكم كثرة الحلف في البيع والشراء
- رياح وعواصف.. حالة الطقس من الأربعاء إلى الإثنين 13 ديسمبر 2021
- تعرف على حالة الطقس اليوم الأربعاء 8-12-2021
- الأرصاد توضح آخر تطورات العواصف الترابية
- مؤسس «تسويق» يكشف سر تخصيصه ركن للبكاء في الشركة
- أمريكا: بايدن لم يقدم أي تنازلات لبوتن
- «الأرصاد» تحذر من الطقس.. وتعلن موعد انتهاء الاضطرابات الجوية
- «الصحة العالمية» تكشف الفئة العمرية الأكثر إصابة بفيروس كورونا
- «الصحة»: 889 إصابة جديدة بفيروس كورونا .. و51 حالة وفاة
- منتخب مصر يضرب موعدا مع الأردن في ربع نهائي كأس العرب
- محمد الشناوي : لاعبو منتخب مصر رجالة
أحداث الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية حدثت في أسرة مخرج الفيلم تدور حول حفار قبور تزوج بالفتاة التي أحبها رغما عن أسرتها التي رفضت ارتباطهما وقررا الابتعاد عن عائلتيهما وتحملا قسوة الحياة ومعهما ابنهما الصغير الذي يهمل دراسته نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة جدا يكتشف الزوج إصابة زوجته وتنصحه الطبيبة بضرورة إجراء جراحة عاجلة لها لإنقاذ حياتها وأن تكاليف الجراحة 5 آلاف دولار فيبدأ في البحث عن مخرج لإيجاد هذا المبلغ فيضطر إلي العودة لقريته للحصول على نصيبه في الماعز لبيعه في جيبوتي لكن والدته وشقيقه يرفضان بحجة هروبه وتنازله عن حقه بخروجه من القرية فيلجأ الي سرقة الماعز ويبدأ شقيقه وبعض الأصدقاء رحلة البحث عنه في الصحراء ويجدانه ويضربونه علقة موت في الناحية الأخرى يبدأ الابن الصغير في تحمل مسئولية والدته المريضة ويدخلها المستشفى وتأخذ الطبيبة مهمة علاجها وإجراء الجراحة لها رغم رفض مديرة المستشفى لفكرة إجرائها دون تكاليف وتنجح الجراحة لكن الوالد يعود وهو محملا علي سطح سيارة نصف نقل بين الحياة والموت.
الأحداث أشبه بملحمة وقصة إنسانية تغلفها الرومانسية رغم قتامتها والمأساوية وأجواء الفقر المضجع التي تدور فيها إلا أن المشاهد يجد نفسه متعاطفا مع شخصيات العمل وما تعيشه من ظروف صعبة يحاولون التغلب عليها بشتي الطرق.
الفيلم يفتح الأبواب أمام تساؤلا مهما وهو لماذا لا نجد تجارب عربية مماثلة تحتاج الي دعم من شركات اتصالات او هواتف أتصور أن دخول هذه الشركات في مجال السينما من خلال تجارب مختارة لشباب جدد سيعود بالنفع علي صناعة تحتاج الي تجديد مستمر وتكون بمثابة فرصة لتقديم مواهب في شتي المجالات السينمائية من كتاب ومخرجين وممثلين ينطلقون بإبداعهم في أفاق أوسع ويسهمون به في وصول أفلامنا الي منصات الجوائز العالمية مثلما فعلها شباب أخرون كانت لديهم الفرصة وأمسكوا بها بأيديهم وأسنانهم .
نظرة تحتاجها صناعة السينما من شركات الاتصالات وبدلا من مشهد تظهر فيه العلامة التجارية لواحدة منها بالأفلام ستكون لديها فرصة أوسع واشمل عندما تتصدر هذه العلامة نترات الأفلام بدلا من الاختباء وراء إعلان ساذج في مشهد بفيلم لن يقدم أو يؤخر.