مليونية 30 أكتوبر .. احتجاجات السودان تتصاعد والأمم المتحدة تسعى للوساطة
محمود الصادق محطة مصرفي مشهد مهيب، خرج الشعب السوداني، محتجًا على قرارات قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، أمس السبت في مليونية 30 أكتوبر، مطالبين بعودة حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك والت أعلن البرهان حلها في الأسبوع الماضي.
مليونية 30 أكتوبر
اقرأ أيضاً
- احتجاجات السودان.. انتشار أمني وترقب دولي لمليونية 30 أكتوبر
- قطع الاتصالات الهاتفية في السودان قبل ساعات من احتجاجات مقررة اليوم ”السبت”
- واشنطن تدعو الجيش السوداني إلى عدم قمع مظاهرات السبت
- بعد بيان مجلس الأمن حول السودان.. هل يسمح البرهان بعودة حمدوك للحكم؟
- قائد الجيش السوداني يعفي 6 سفراء للسودان في الخارج بعد رفضهم قراراته
- حسين لبيب: الزمالك بابه مفتوح للمريخ السوداني
- وزير الخارجية الامريكي يتحدث مع رئيس الوزراء السوداني حمدوك بعد اعادته الى منزله
- أحداث السودان وأزمة سد النهضة.. هل يستغل آبي أحمد انتشار الفوضى في الخرطوم؟
- أغلقت الشوارع وتعطلت الاتصالات.. أحداث السودان تتفاقم وردود أفعال متباينة
- عاجل | البرهان: لن نسمح للإخوان وأمثالها بالسيطرة مرة أخرى على السودان
- البرهان: وزير في الحكومة حاول إشعال الفتنة في السودان
- عاجل | قائد الجيش السوداني يكشف عن مكان حمدوك ويعلن مصيره
ورفع المحتجون العلم السوداني، خلال مليونية 30 أكتوبر مرددين هتافات عديدة منها "حكم العسكر ما بيتشكر"، و"البلد دي حقتنا، مدنية حكومتنا"، وساروا في أحياء العاصمة، وخرج المحتجون إلى الشوارع في مدن بوسط وشرق وشمال السودان.
وقالت لجنة أطباء السودان، إن ثلاثة أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن خلال احتجاجات مليونية 30 أكتوبر والتي انتشرت في أنحاء السودان، فضلا عن إصابة 38 آخرين بعضهم بالرصاص.
وأضافت اللجنة، أن قوات الأمن في الخرطوم، استخدمت الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في محاولة لتفريق حشد كبير بعد أن نصب المحتجون منصة وناقشوا إمكانية الاعتصام.
غلق الطرق وإنكار القتل
من جانبها نفت الشرطة السودانية، إطلاق النار على المحتجين خلال المظاهرات، وقالت عبر التلفزيون الرسمي إن أحد أفرادها أصيب بطلق ناري.
فيما أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع والمطار، كما أغلقت مجموعات من المحتجين الطرق أثناء الليل بالحجارة وقوالب الطوب وفروع الأشجار والأنابيب البلاستيكية في محاولة لإبقاء قوات الأمن بعيدا.
كما حمل الكثير من المحتجين صور حمدوك الذي ظل يحظى بشعبية على الرغم من أزمة اقتصادية تفاقمت خلال حكمه.
ومع فرض السلطات قيودًا على الإنترنت وخطوط الهاتف، سعى معارضو حالة الطوارئ إلى التعبئة للاحتجاج باستخدام المنشورات والرسائل النصية القصيرة والكتابات على الجدران والتجمعات في الأحياء.
خوفًا من حرب أهلية
في سياق آخر قال البرهان، إنه أقال الحكومة لتفادي نشوب حرب أهلية بعد أن أجج سياسيون مدنيون العداء للقوات المسلحة.
وأوضح البرهان، أنه لا يزال ملتزمًا بالانتقال الديمقراطي بما في ذلك إجراء انتخابات في يوليو 2023.
الأمم لمتحدة
وعقب الأحداث الدامية التي شهدها السودان أمس السبت، في مليونية 30 أكتوبر، بحث ممثل الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، فولكر بيريتس، مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اليوم الأحد، خيارات الوساطة وسبل المضي قدمًا في السودان، بعد الأحداث الأخيرة.
وقال بيريتس في تغريدة عبر حسابه بموقع التدوينات المصغرة "تويتر": "التقيت للتو عبد الله حمدوك في منزله، حالته جيدة لكنه لا يزال تحت الإقامة الجبرية".
وأضاف بيريتس: "ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان.. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين".
كما التقى بيرتس البرهان، لبحث التطورات الأخيرة في السودان، حيث طالبه بالعودة إلى العملية الانتقالية التي نصت عليه الوثيقة الدستورية والإفراج عن المعتقلين.
حل مجلسي السيادة
وكان الجيش السوداني أعلن، الأسبوع الماضي، حل مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ، قائلا إنه اضطر إلى هذه الخطوة بعدما رفضت القوى السياسية مقترحات تقدم بها لحل أزمات البلاد.
من جانبها، تقول الأمم المتحدة إنها على اتصال مستمر مع كافة الأطراف في السودان، بغية التوصل إلى حل سياسي بما يتماشى مع الوثيقة الدستورية.
مجلس الأمن يتدخل
وطالب مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، الجيش السوداني بعودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون، معربًا عن قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان: "رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان واضحة، ينبغي السماح للشعب السوداني بالتظاهر سلميا، وإعادة السلطة إلى الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون"، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ونضاله اللاعنفي للمضي قدما نحو أهداف الثورة السودانية.
ارتفاع حدة التوترات
وحاول الجيش السوداني، تهدئة الوضع على الصعيد الدولي، من خلال إعادة رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي تم التحفظ عليه الإثنين، إلى منزله، بعد تشديد دول غربية والأمم المتحدة على ضرورة الإفراج عنه.
إلا أن مكتب حمدوك، قال إنه لا يزال تحت حراسة مشددة، مشيرا إلى أن عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك متمسك بشرعية حكومته، ويحث المواطنين على التمسك بالسلمية، ومواصلة مقاومتهم بكل أشكال النضال المدني في مواكب بعد غد السبت.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيرها الأميركي، أنتوني بلينكن، ناقشا خلاله الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لدعم كفاح الشعب السوداني، وفق بيان لوزارة الإعلام.
من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تويتر، الأربعاء، أنه تحدث إلى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك حيث أبدى دعمه للعودة إلى تحول يقوده المدنيون باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدما.
تعطيل الحياة وحشود كبيرة
من جهة أخرى قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد علي فزاري، إن المظاهرات في الخرطوم، على مشارف يوم خامس يتم الحشد له بشكل كبير رفضا لقرارات البرهان.
وتابع فزاري: "لا تزال المحال وحركة المؤسسات والبنوك مغلقة، الحركة بطيئة في الشوارع، ورغم أن اليوم الجمعة ولكن منذ بداية التغيرات ظل العصيان المدني ملامحه واضحة".
وأضاف المحلل السياسي: " لا توجد مظاهر للحياة بصورة طبيعية كما هو الحال، فدائما ما تكون مزدحمة بالمارة المترددين على المحال التجارية".
وأشار إلى أن هذا الأمر ينطبق على جميع مدن ولاية الخرطوم وساعد على نجاح دعوات العصيان المدني مخاوف العديد من الناس من إغلاق الطرق والشوارع الرئيسية والمتاريس في الأحياء.
وتوقع فزاري، حشود ضخمة في مليونية السبت جراء دعوات واسعة لمقاومة ما وصفوه بالانقلاب على حكومة حمدوك التي جاءت بنص الوثيقة الدستورية، معتبرين أن ما قام به البرهان هو تحد زاد من وتيرته سقوط قتلى وجرحى فبات من الصعوبة العودة للوراء إن لم يكن مستحيلا.
وأوضح أن المليونية ستطالب بضرورة العودة للسلطة الانتقالية المدنية وأيضا رفض لكافة أشكال المكون العسكري في الحكومة المقبلة.
ونوه إلى أن هناك دعوات كبيرة رغم انقطاع الإنترنت لكن شباب الثورة يتواصلون عبر الرسائل النصية والوسائط الأخرى والإعلام الشعبي وشهدت الأحياء اليوم ببروفات واسعة لمواكب مليونية السبت.