أحداث السودان وأزمة سد النهضة.. هل يستغل آبي أحمد انتشار الفوضى في الخرطوم؟
محمود الصادقفي خطوة مثيرة للجدل، اعتبرها البعض مراوغة جديدة من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تجاه السودان فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث تحدث آبي أحمد عن الأحداث التي تشهدها السودان بعد إعلان القوات المسلحة السودانية حل مجلسي السيادة والوزراء.
أحداث السودان
وأعلن قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان حل المجلس السيادي، الذي يضم في عضويته أعضاء من المدنيين والعسكريين، كما أعلن حل مجلس الوزراء وفرض حالة الطوارئ في البلاد، بغية إعادة الأوضاع إلى مسارها، بعد أن رفضت القوى السياسية كل مقترحات حل الأزمة في البلاد.
اقرأ أيضاً
- أغلقت الشوارع وتعطلت الاتصالات.. أحداث السودان تتفاقم وردود أفعال متباينة
- عاجل | البرهان: لن نسمح للإخوان وأمثالها بالسيطرة مرة أخرى على السودان
- البرهان: وزير في الحكومة حاول إشعال الفتنة في السودان
- عاجل | قائد الجيش السوداني يكشف عن مكان حمدوك ويعلن مصيره
- وزارة الإعلام السودانية: حكومة حمدوك هي السلطة الشرعية
- اليوم..مجلس الامن يعقد اجتماعا طارئا بشأن السودان
- أمريكا توقف مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للسودان بعد سيطرة الجيش على الحكم
- العرابي: السودان سيتعرض لضغوط خارجية ستعقد المشهد السياسي
- البرهان يصف الأوضاع في السودان بـ”الخطر الحقيقي”
- البرهان: سيتم تشكيل حكومة مستقلة من كفاءات وطنية ستحكم السودان حتى إجراء الانتخابات
- البرهان يعلن حالة الطوارئ فى السودان ويقرر حل مجلسي الوزراء والسيادة
- مصدر بالجيش السوداني: البرهان سيتشاور مع السياسيين لتنفيذ التحول الديمقراطي
وقال البرهان، إن القوات المسلحة تحتاج لحماية الأمن، ووعد بإجراء انتخابات في يوليو 2023 وتسليم السلطة لحكومة مدنية حينذاك.
مراوغة إثيوبية
نشر رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، االيوم، بيانا باللغة العربية على حسابه بموقع التدوينات المصغرة "تويتر"، تحدث فيه عن الأحداث التي يشهدها السودان حاليًا.
وقال آبي أحمد: "نحن في إثيوبيا، حكومة وشعبًا، نتابع التطورات الحالية في جمهورية السودان الشقيقة، ويأتي ذلك نتيجة للروابط الوثيقة والتاريخية بين شعبينتا، والتي تمتد عبر عهود مديدة".
وتابع آبي أحمد: "الجدير بالذكر بأن إثيوبيا وبالتعاون مع منظمتنا الإقليمية، الاتحاد الإفريقي، قامت بواجبها التاريخي في إحدى المعارض الصعبة، التي بها السودان الشقيق، وقامت آنذاك في تقريب وجهات النظر بين المكونين المدني ومؤسسة الجيش، حيث انبثقت عن ذلك الوثيقة الدستورية للمرحلة الانتقالية".
وكانت إثيوبيا، لعبت دورًا في المفاوضات بين الأطراف السودانية، عقب سقوط نظام عمر البشير عام 2019، تمخضت عما عرف بالوثيقة الدستورية التي تحكم المرحلة الانتقالية في البلاد.
تحذير أثيوبي
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، عن تفاؤل بلاده وثقتها الراسخة في وجود مخرج للأزمة الحالية في السودان، ومع ذلك، أكد خطورة الانزلاق إلى هاوية الخلافات ودوامة الاستقطاب السياسي في البلاد الجارة.
وشدد آبي أحمد، على وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوداني قلبا وقالبا في هذه المرحلة الحساسة.
الخارجية الأثيوبية
قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، إنها تتابع عن كثب التطورات في السودان، داعية إلى احترام التطلعات السيادية لشعب السودان وعدم تدخل الجهات الخارجية في الشؤون الداخلية للسودان.
وأكدت الخارجية الإثيوبية، في بيان لها، أن حكومة إثيوبيا تتابع عن كثب التطورات في السودان، وذلك ينبع بشكل خاص من الروابط الأخوية القوية التي كانت قائمة بين شعبيهما منذ قرون.
وأشارت إثيوبيا، إلى أن الحكومة الإثيوبية لعبت دورا هاما في التوسط بنجاح في تشكيل حكومة ائتلافية تتألف من عنصريها المدني والعسكري، واعتماد الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية، ولذلك فإن حكومة إثيوبيا تدعو جميع الأطراف إلى الهدوء ووقف التصعيد في السودان، وبذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء هذه الأزمة سلميًا.
وأضاف البيان، وفي هذا الصدد، تؤيد حكومة إثيوبيا بالكامل استكمال انتقال السودان إلى الديمقراطية، واحترام الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية، وتؤكد إثيوبيا من جديد ضرورة احترام التطلعات السيادية لشعب السودان وعدم تدخل الجهات الخارجية في الشؤون الداخلية للسودان.
وقال البيان، إن حكومة إثيوبيا على ثقة من أن شعب السودان سيجد في نهاية المطاف الحكمة لمواجهة هذه التحديات بطريقة تسهم في إيجاد حل سلمي للأزمة.
أحداث السودان وأزمة سد النهضة
وتشهد السودان وإثيوبيا خلافات طويلة امتدت لسنوات عديدة، حول أزمة سد النهضة، وحذر البعض من تأثير أحداث السودان على قضية سد النهضة.
من جانبه قال جوناس هورنر، كبير المحللين والخبير في شؤون السودان في مجموعة الأزمات الدولية: "أود أن أقول إن المسائل الرئيسية في اعتبارات اليوم هي في الحقيقة أسئلة الصراع المستمر بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن السد الإثيوبي المثير للجدل".
وقال هورنر، إن الخلاف الذي طال أمده حول السد ينبع من إصرار إثيوبيا على بناء وملء السد للمساعدة في تخفيف حدة الفقر في البلاد، ومعارضة مصر والسودان لذلك بسبب مخاوف مشروعة حول كون السد آمنًا وكذلك حصة دولتي المصب من مياه النيل.
وتابع هورنر: "يمكن أن تؤثر أحداث في السودان أيضًا على أزمة إثيوبيا المستمرة في منطقة تيجراي، والتي تنتشر وشهدت تصعيدًا مؤخرًا، والحكومة الإثيوبية قد يكون لديها ما يدعو للقلق إذا ظل الجيش السوداني في السلطة".
وأضاف هورنر: "القلق هو أن الجيش، إذا كان بالفعل في صعود ولم يكن هناك وساطة من المدنيين، فإنهم ربما يدعمون بقوة أكبر التيجراي وهم يقاتلون ضد الحكومة المركزية في أديس أبابا".