احتجاجات السودان.. انتشار أمني وترقب دولي لمليونية 30 أكتوبر
محمود الصادق محطة مصرتأهب أمني وانتشار عسكري مكثف يشهده السودان وسط ترقب دولي كبير للمستجدات التي تشهدها البلاد، بعد دعوات العديد من قوى السودان لاحتجاجات مليونية اليوم السبت.
ودعا ناشطون سودانيون إلى "مليونية"، متحدين ضعف وتعطل بعض خدمات الإنترنت عبر رسائل نصية ودعوات شفوية ومواكب ليلية وكتابة شعارات حماسية على جدران البنايات لتشجيع المواطنين على النزول إلى الشوارع.
احتجاجات السودان
اقرأ أيضاً
- قطع الاتصالات الهاتفية في السودان قبل ساعات من احتجاجات مقررة اليوم ”السبت”
- واشنطن تدعو الجيش السوداني إلى عدم قمع مظاهرات السبت
- بعد بيان مجلس الأمن حول السودان.. هل يسمح البرهان بعودة حمدوك للحكم؟
- قائد الجيش السوداني يعفي 6 سفراء للسودان في الخارج بعد رفضهم قراراته
- حسين لبيب: الزمالك بابه مفتوح للمريخ السوداني
- وزير الخارجية الامريكي يتحدث مع رئيس الوزراء السوداني حمدوك بعد اعادته الى منزله
- أحداث السودان وأزمة سد النهضة.. هل يستغل آبي أحمد انتشار الفوضى في الخرطوم؟
- أغلقت الشوارع وتعطلت الاتصالات.. أحداث السودان تتفاقم وردود أفعال متباينة
- عاجل | البرهان: لن نسمح للإخوان وأمثالها بالسيطرة مرة أخرى على السودان
- البرهان: وزير في الحكومة حاول إشعال الفتنة في السودان
- عاجل | قائد الجيش السوداني يكشف عن مكان حمدوك ويعلن مصيره
- وزارة الإعلام السودانية: حكومة حمدوك هي السلطة الشرعية
وازدادت حدة التوترات في السودان، بعدما أعلن القائد العام للجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، الإثنين الماضي، حل مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ.
كما قرر البرهان، حل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية، ووقف عمل لجنة إزالة التمكين، وتعليق بعض بنود الوثيقة الدستورية، وتلاها لاحقا فصل عدد من السفراء في الخارج.
شعارات ومسارات سلمية
وأعلن النشطاء السودانيون، عن الأماكن الرئيسية لمواكب مليونية السبت، حيث سيكون تجمع الخرطوم في شارع المطار، والخرطوم بحري عند السوق الرئيسي، وأم درمان أمام مبنى المجلس الوطني، مؤكدين على سلمية المواكب الثلاثة.
وأكد النشطاء، على ضرورة إلغاء الإجراءات التي أعلنها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، والعودة إلى السلطة المدنية، فضلاً عن فك قيود الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإزالة التعزيزات العسكرية من جميع الطرقات.
وأطلقت دعوات إلى عصيان مدني شامل منذ الإثنين الماضي، من قبل "تجمع المهنيين" السودانيين ونقابة الأطباء كورقة ضغط قد تسهم في تلبية مطالبهم.
وأغلقت معظم المحال والمؤسسات أبوابها في الشوارع الرئيسية، ولا يعمل سوى بعض المخابز والبقالين في الأحياء الشعبية؛ لتأمين احتياجات المواطنين.
انتشار أمني مكثف
وتشهد شوارع السودان، انتشارا أمنيًا مكثفًا للجيش وقوات الدعم السريع، حيث تعمل القوى الأمنية على إزالة المتاريس والعوائق التي أقامها المحتجون لإغلاق الطرق، إلا أن المتظاهرين يعيدونها عقب مغادرة قوات الأمن.
فيما كثفت قوات الأمن حملتها ضد الناشطين والمتظاهرين المحتجين على مدار الأيام الماضية، وانتشرت بكل أنحاء الخرطوم في محاولة لوضع حد للتحركات الشعبية الرافضة لقرارات البرهان.
ومن بين الموقوفين مساعد رئيس حزب الأمة المعارض صديق المهدي، نجل الزعيم الراحل الصادق المهدي، والمحامي إسماعيل التاج عضو تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود النقابات ولعب دورا أساسيا في الاحتجاجات ضد البشير.
الإجراءات الأمنية المشددة في السودان، جاءت بعد أشهر من التوتر بين المكونين العسكري والمدني اللذين كانا يتقاسمان الحكم الانتقالي في البلاد، منذ عام 2019 بعد عزل عمر البشير.
تحذيرات دولية
قرارات البرهان، التي أعلنها الإثنين الماضي، أثارت جدلًا دوليًا واتقادات واسعة، حذر على إثرها البعض من تقويض عملية الانتقال الديمقراطي في الخرطوم.
وطالب مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، الجيش السوداني بعودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون، معربًا عن قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان: "رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان واضحة، ينبغي السماح للشعب السوداني بالتظاهر سلميا، وإعادة السلطة إلى الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون"، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ونضاله اللاعنفي للمضي قدما نحو أهداف الثورة السودانية.
ارتفاع حدة التوترات
وحاول الجيش تهدئة الوضع على الصعيد الدولي، من خلال إعادة رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي تم التحفظ عليه الإثنين، إلى منزله، بعد تشديد دول غربية والأمم المتحدة على ضرورة الإفراج عنه.
إلا مكتب حمدوك قال إنه لا يزال تحت حراسة مشددة، مشيرا إلى أن عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك متمسك بشرعية حكومته، ويحث المواطنين على التمسك بالسلمية، ومواصلة مقاومتهم بكل أشكال النضال المدني في مواكب بعد غد السبت.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيرها الأميركي، أنتوني بلينكن، ناقشا خلاله الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لدعم كفاح الشعب السوداني، وفق بيان لوزارة الإعلام.
من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تويتر، الأربعاء، أنه تحدث إلى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك حيث أبدى دعمه للعودة إلى تحول يقوده المدنيون باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدما.
تعطيل الحياة وحشود كبيرة
من جهة أخرى قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد علي فزاري، إن المظاهرات في الخرطوم، على مشارف يوم خامس يتم الحشد له بشكل كبير رفضا لقرارات البرهان.
وتابع فزاري: "لا تزال المحال وحركة المؤسسات والبنوك مغلقة، الحركة بطيئة في الشوارع، ورغم أن اليوم الجمعة ولكن منذ بداية التغيرات ظل العصيان المدني ملامحه واضحة".
وأضاف المحلل السياسي: " لا توجد مظاهر للحياة بصورة طبيعية كما هو الحال، فدائما ما تكون مزدحمة بالمارة المترددين على المحال التجارية".
وأشار إلى أن هذا الأمر ينطبق على جميع مدن ولاية الخرطوم وساعد على نجاح دعوات العصيان المدني مخاوف العديد من الناس من إغلاق الطرق والشوارع الرئيسية والمتاريس في الأحياء.
وتوقع فزاري، حشود ضخمة في مليونية السبت جراء دعوات واسعة لمقاومة ما وصفوه بالانقلاب على حكومة حمدوك التي جاءت بنص الوثيقة الدستورية، معتبرين أن ما قام به البرهان هو تحد زاد من وتيرته سقوط قتلى وجرحى فبات من الصعوبة العودة للوراء إن لم يكن مستحيلا.
وأوضح أن المليونية ستطالب بضرورة العودة للسلطة الانتقالية المدنية وأيضا رفض لكافة أشكال المكون العسكري في الحكومة المقبلة.
ونوه إلى أن هناك دعوات كبيرة رغم انقطاع الإنترنت لكن شباب الثورة يتواصلون عبر الرسائل النصية والوسائط الأخرى والإعلام الشعبي وشهدت الأحياء اليوم ببروفات واسعة لمواكب مليونية السبت.