الإفتاء: لا يجوز للأب إجبار ابنته على الزواج ضد رغبتها

شرع الله الزواج ليكون الزوجين سكن لبعضهما البعض، وجعل الله بينما مودة ورحمة، يقول الله تعالى: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)، وكما شرع الله الزواج شرع أيضًا الطلاق في حالة لم يكن الزوجين مناسبين لبعضهما فالشريعة الإسلامية لا تجبر أحد على العيش في وضع لا يناسبه.

والشريعة الإسلامية حرمت إجبار غير المسلمين على الدخول في الإسلام، يقول الله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)، فما بالك بالإجبار في الزواج..!!

وقد قيل قديمًا (كل شيء بالخناق إلا الزواج بالاتفاق)، ولذا لا يحق لأحد أن يجبر شخصًا على الزواج دون رغبته.

 

وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يتساءل عن أحقية الوالد في إجبار ابنته على الزواج من رجل معين..؟!

وأجاب فضيلة الشيخ مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية على هذا السؤال في مقطع مصور نشرته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على موقع يوتيوب، وقال في إجابته:

"أنه لا يجوز ولا يحق شرعًا للأب أن يجبر ابنته على الزواج من شخص معين ضد رغبتها".

واستدل على كلامه بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُنكحُ الثيِّبُ حتى تُستأمرَ ، و لا تُنكحُ البكرُ حتى تُستأذنَ ، و إذْنُها الصموتُ)، وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزوجوا البكر حتى تستأذن، ولا تزوجوا الأيم حتى تستأمر، قالوا: يا رسول الله! في البكر إنها تستحي، قال: إذنها سكوتها).

والمقصود بالثيب والأيم في الحديث الشريف الفتاة التي سبق لها الزواج.

وأوضح فضيلة الشيخ مجدي عاشور أنه لابد للأب أن يستأذن ابنته قبل تزويجها، وأن يتأكد من موافقتها ورغبتها في الشخص.

وأضاف فضيلة الشيخ مجدي عاشور أن أي زواج لم يسـتأذن فيه الأب من ابنته، وأجبرها على الزواج بشخص معين فهو زواج مشكوك فيه.

 

ولا يحق للآباء فعل هذا، فالزواج حق للبنت وحق للشاب المتقدم ولا يجوز أن يجبرهم أحد.

 

 

اقرأ المزيد:

الإفتاء توضح حكم من مات وعليه صوم واجب

ما حكم اشتراط الزوجة ألا يتزوج عليها زوجها؟ .. «الإفتاء» تجيب

هل الأكل على جنابة يورث الفقر؟ الإفتاء تجيب

«الإفتاء» تحسم الجدل: المحلل ملعون.. والزواج بشرط التحليل زنا

هل الخلع يعد طلاقا في الشريعة الإسلامية؟.. الإفتاء تجيب