في اليوم العالمي للحيوان.. جزاء وعقاب من يؤذي مخلوقات الله الحية
فاطمة هشام محطة مصريوافق اليوم 4/10/2021 اليوم العالمي للحيوان، واهتمت الشريعة الإسلامية بالحيوان بشكل كبير كما حثت النصوص الدينية على الرفق بالحيوان، والمتأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأنام سيجد فيها الكثير من المواقف التي تجسدت فيها اسمى معاني الرفق بالحيوانات.
ويعتقد الكثير أن المنادين بحقوق الحيوان، ومنظمات الرفق بالحيوان قد ظهرت وازدهرت في ظل الحضارة الغربية، وهذا جهل كبير بالحضارة الإسلامية والتراث الإسلامي الذي هو منشأ وأصل كل الحقوق سواء كانت للبشر أو الحيوان أو النبات.
اقرأ أيضاً
- «سلوك ابني غير منضبط ولا أكلمه فهل هذا حرام؟».. «الإفتاء» تجيب
- هل شراء حلوى المولد النبوي حرام.. الإفتاء تجيب
- بعد مبادرة إلهام شاهين.. ما حكم التبرع بأعضاء الميت؟
- الإفتاء تستنكر من يحرم الاحتفال بالمولد النبوي وتصفه بالأمر العجيب
- هل يجوز دفن النساء مع الرجال في قبر واحد؟ .. «الإفتاء» تجيب
- الإفتاء تصرح ”الكلب طاهر ويجوز تربيته لأي غرض مباح”
- الإفتاء توضح حكم قراءة القرآن عند القبر.. وهل يصل ثوابه للميت
- الإفتاء: التحرش الجنسي من الكبائر ولا يرتكبه إلا أصحاب النفوس المريضة
- الإفتاء توضح مواصفات الكفن الشرعي للرجال والنساء
- الإفتاء توضح حكم الرسم والتصوير في الرسوم المتحركة
- هل تجب العدة على المرأة المتوفى عنها زوجها قبل الدخول؟.. «الإفتاء» تجيب
- كفارة الحلف على المصحف كذبًا .. دار الإفتاء ترد
واهتمت الشريعة الإسلامية بقضية الرفق بالحيوان، وطبقتها بشكل عملي بداية من نشأتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والسلف الصالح، فقضية الرفق بالحيوان أصلها الرحمة والدين الإسلامي هو عنوان الرحمة ورسالته الرحمة وقد أرسل الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون تجسيد رحمته بعباده، يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، ليس للآدميين فحسب، بل للعالمين؛ من إنسانٍ، وحيوانٍ، وماءٍ، وهواءٍ، وجمادٍ وغيرها.
ووضح الله سبحانه وتعالى في كتابه المقدس القرآن الكريم أن الحيوانات والطيور مخلوقات حية مثل مثل البشر ولذا يجب ألا يتعرض لها أحد بالأذى أو الضرر وأن لها حقوقها التي يجب مراعاتها، فيقول تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾.
وبين الله سبحانه وتعالى أنه هو الرزاق الذي يرزق جميع المخلوقات الحية ولذا لا يجب على الإنسان أن يتجبر ويمنع الرزق عن أي من المخلوقات الحية أو يؤذيها لأنه مأمور بالإحسان إلى كل كائن حيّ، فجميعها مخلوقات الله؛ يقول تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.
وغلظت الشريعة الإسلامية من عقوبة من يؤذي مخلوقات الله الحية مستغلًا أنه لا حول لها ولا قوة، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى عدَّة مراتٍ في توجيهه وتعليمه لأمته؛ يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ».
ومثل ما غلظت الشريعة الإسلامية العقوبة في من يؤذي مخلوقات الله، حتى وصلت إلى دخول النار، فقد عظمت الشريعة الإسلامية من ثواب من يحسن إلى الحيوانات والمخلوقات الحية، يقول صلى الله عليه وآله وسلم «أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا» رواه مسلم.
ومن المواقف التي يرشدنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفق بالحيوان أن السيدة عائشة رضي الله عنها ركب بعيرًا، فكانت فيه صعوبةٌ، فجعلت تُرَدِّدُه (أي: تمنعه وتدفعه بشدةٍ وعنفٍ)، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ».
وتستمر قصص الرفق بالحيوان في السيرة النبوية العطرة، فيروي لنا عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فيقول: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا من النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِحَاجَتِهِ هَدَفًا، أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ، قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ من الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ: «مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ، لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟»، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: «أَفَلَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا؟، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ».
ومن المعروف أنه لا يجوز لمسلم أن يلعن أخاه لأن اللعن إخراج من رحمة الله، ومع هذا كان اللعن من نصيب من يعذب الحيوانات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن تعذيب الكائنات الحية أمر جلل، والدليل على ذلك أن ابنُ عمر رضي الله عنهما مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرًا، وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرَّقوا، فقال ابن عمر: "من فعل هذا، لَعَنَ اللهُ من فعل هذا؟ إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لَعَنَ من اتخذ شيئًا فيه الروحُ غرضًا" رواه مسلم.
وتنص الشريعة الإسلامية على العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة بالحيوانات، ومن هذه الأحكام التي نص عليها فقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية:
- وجوب النفقة للبهائم المملوكة، سواء كانت مما يؤكل لحمًا، أو مما لا يؤكل، فإذا امتنع مالكها أجبره الإمام أو القاضي على بيعها.
- الامتناع عن حلب البهائم التي لها ولد ولا يكفي لبنها سوى لإطعامه.
- يجب على على مالك البهيمة أن يبحث عن طعامها، كما يبحث عن طعام أولاده.
- يحرم خصاء البهائم؛ لما يلحقها من التعذيب.
- لا يجوز حمل الأثقال على ما لم تُخلق للحمل؛ كالبقرة، والجاموسة، والغزالة، ونحوها.
- يحرم متابعة السفر على البهائم دون أن ترتاح، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ».
اقرأ المزيد:
امرأة طلقها زوجها وهو على فراش الموت.. فما عدتها؟ الأزهر يجيب
تعرف على كيفية صلاة الاستخارة ودعائها
الأزهر يوضح حكم الاستماع للرقية الشرعية عبر فلاشة أو تسجيل صوتي