انشقاق وتهديد للحكم.. الخلافات بين قادة طالبان إلى أين؟
محمود الصادق محطة مصرخلافات شديدة، وصلت إلى الاشتباك بالأيدي بين قيادات حركة طالبان، بعد أيام قليلة من تشكيل الحكومة الجديدة، حتى تدخلت قيادات في طالبان لفض الشجار.
ودب الخلاف، بين نائب رئيس الحكومة وأبرز دبلوماسيي الحركة الملا عبد الغني برادر، ووزير شؤون اللاجئين في الحركة خليل الرحمن حقاني، العضو القيادي في شبكة حقاني المقاتلة.
ونشب الخلاف بين قادة طالبان، داخل القصر الرئاسي في العاصمة كابل، ووصل الأمر إلى الاشتباك بين أنصار الطرفين، حيث تدخلت شخصيات أخرى من الحركة وفضت النزاع.
اقرأ أيضاً
- المنافسة بين زاده وبرادر وحقاني وعمر.. من سيحكم أفغانستان؟
- السعودية: نأمل أن تقود حكومة طالبان الجهود نحو تعزيز الأمن بأفغانستان
- هبوط أول رحلة تجارية أجنبية في مطار كابول منذ سيطرة طالبان
- المجلس العالمي للتسامح والسلام يراقب بقلق تطورات الأوضاع في أفغانستان
- طالبان واضطهاد المرأة.. ذكريات القمع ترعب الأفغانيات
- احتجاجات نسائية جديدة ضد طالبان والحركة تقمع المتظاهرات
- طالبان تعلن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الملا محمد حسن
- طالبان تعلن انها لن تقبل بالمساعدات الإنسانية من أي دولة في حالة استنادها إلى شروط
- طالبان تُحطم ضريح أحمد شاه مسعود في بنجشير
- طالبان تعلن إنتهاء الحرب.. وأفغانستان تحت حكمنا
- أوروبا تفتح الباب أمام الاعتراف بحكم طالبان بـ5 شروط
- معارك بانشير.. طالبان وصلت إلى «أنابة» والمقاومة تتوعد
أسباب الخلافات
غادر الملا برادر، العاصمة كابل إلى مدينة قندهار، فيما لم تحل الخلافات مع حقاني، وهو ما أدى إلى وقف الكثير من الأعمال الحكومية.
وقع الخلاف، بعدما اختلف القياديين حول الجهة ذات الفضل في تحقيق انتصار حركة طالبان، فبينما كان الملا برادر يعتبر أن جهوده مع الفريق الدبلوماسي أفضت إلى ذلك، كان حقاني يرد ذلك إلى آلاف الهجمات التي شنها مقاتلو شبكته طوال السنوات الماضية ضد قوات الحكومة الأفغانية، ومراكز قوات التحالف الدولي المساندة لها.
وفي سياق آخر، أكدت مصادر داخل الحركة، أن الملا برادر مستاء أيضًا من تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة، حيث تخلو حسب رأيه من الكفاءات السياسية القادرة على حفظ ما حققته الحركة، وأن القادة العسكريين في الحركة، الموجودون بكثافة في هياكل الوزارة، لا يستطيعون تحقيق ما هو مرجو منهم.
اختفاء برادر
ولوحظ غياب الملا برادر، عن المؤتمرات والاجتماعات التي تعقدها حركة طالبان بعد ليلة الخلافات، حيث تصاعدت فيه الشائعات بشأن مصيره.
من جانبها نفت الحركة طالبان، الخلافات، لكنها لم تُقدم أية معطيات حول العمل المشترك بين الشخصيتين، ولم تحدد مكان إقامة الملا برادر، كما طالبت وسائل الإعلام.
انشقاق طالبان
ويرى بعض المراقبين، أن الخلاف بين القياديين ليس شخصيًا، بل يمتد لأن يكون شقاقاً بين مجمل القيادات القادمة من الخارج، وتلك التي بقيت داخل أفغانستان.
وأشار المراقبين، إلى أنه في حين ترى القيادات الداخلية أن الحصة الأكبر من الإدارة والحُكم والمناصب يجب أن تكون من حصتها، يرى القياديون الذين أقاموا في الخارج أن ذلك سيطيح بما حققته الحركة، لأن هؤلاء غير مهيئين نفسياً ومعرفياً لإدارة المؤسسات والعلاقات مع العالم الخارجي، خصوصاً في هذه المرحلة التي يعتبرونها خاصة.
الخلافات لا تهدد الحركة
وعلى صعيدآخر، يرى محللون مطلعون، أن الصراع داخل قيادة طالبان اشتد منذ أن شكلت حكومة متشددة الأسبوع الماضي تتماشى مع حكمها القاسي في التسعينيات وتتعارض مع وعودها الأخيرة بحكومة تضم الجميع.
وأوضح المحللون، أن الخلاف قد لا يرقى إلى حد التهديد الخطير لحكم الحركة في الوقت الحالي.
وقال مايكل كوجلمان ، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون بواشنطن: "لقد رأينا على مر السنين أنه على الرغم من الخلافات، تظل طالبان إلى حد كبير مؤسسة متماسكة، وإن القرارات الرئيسية لا تحصل على رد فعل جاد بعد وقوعها".
تهميش برادر
وبحسب وكالة "بلومبيرج"، أكد أشخاص من داخل الحركة، رفضوا الكشف عن هويتهم، أن الرجل الذي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يأملون في أن يكون صوتاً معتدلاً في حكومة طالبان قد همش، بعد أن حاول البعض إسكاته وسط تبادل دراماتيكي للرصاص في القصر الرئاسي.
وأوضحوا أن عبد الغني برادر، الذي قاد محادثات السلام مع الولايات المتحدة، تعرض لاعتداء جسدي من قبل قيادي في شبكة حقاني، التي صنفتها أميركا إرهابية في أوائل سبتمبر، خلال محادثات تشكيل الحكومة.
وأضافوا أن الرجل الثاني في الحركة كان قد دفع باتجاه تشكيل حكومة شاملة تضم قادة من غير حركة طالبان وأقليات عرقية، وبالتالي تكون أكثر قبولاً لبقية العالم.
إلا أنه خلال الاجتماع، قام خليل الرحمن حقاني من كرسيه وبدأ يلكم برادر، ومن ثم دخل حراسهم الشخصيون العراك وفتحوا النار على بعضهم البعض، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم.