الموجي.. قصة صراع مع أم كلثوم و”حليم” سرق مكانه
إيمان فهيمالعود والموهبة الخالصة، هما المكونان الأساسيان في مسيرته الفنية التي امتدت لما يزيد عن 44 عامًا، قدم خلالهم ما يزيد عن 1500 لحن لمختلف مغني مصر والعالم العربي، فبين عبد الحليم وثومة وفايزة أحمد ونجاة وشادية حتى طلال مداح وميادة الحناوي وسميرة سعيد، تنقل الموجة بعوده خالقًا ألحان قلما يمكن للمستمع أن تسعفه الكلمات في وصف مدى روعتها.
ويحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد الموجى، ويستعرض "محطة مصر" لمحات من حياة أحد أعظم موسيقى الأمة.. محمد الموجي.
شهدت مسيرة الموجي الفنية تعاونًا استمر لسنوات مع كوكب الشرق أم كلثوم، إلا أن علاقة الثنائي تعرضت للعديد من التقلبات، فأم كلثوم التي أسندت للموجي مهمة تلحين أغنيتي "للصبر حدود" و"حيرت قلبي معاك" إلا أن الموجي الذي اعترض على بعض كلمات الأغنيتين تأخر في تلحينهما.
ومع تألقه في ذلك الوقت في التلحين لشادية وعبدالحليم، شعرت ثومة بالغضب الشديد الذي دفعها إلى رفع قضية على الموجي تطالبه فيها برد عربون 300 جنيه، كان قد تقاضاها نظير تلحين الاغنيتين، كما طالبت بتعويض قدره 500 جنية نظير تعطيله لها عن أداء الأغاني، إلا أن القاضي أقر بالصلح وخرج الموجي من المحكمة إلى بيت ثومة معاتبًا لها على موقفها لترد عليه: "إنما للصبر حدود يا محمد، كل مأدور عليك الاقيك مع شادية...حيرت قلبي معاك يا أخي".
اختلف الثنائي الفني مرة أخرى، عندما رفضت أم كلثوم أن تغني أحد كوبليهات أغنية "اسأل روحك"، التي كان قد لحنها الموجي، لتخبره أنها لا تعجبها الكلمات، ليقرر الموجي أن يغنيها بنفسه ويسجلها ويطرحها على شرائط كاسيت، وانتشر تسجيل الموجي بصورة كبيرة ولاقى نجاح وإعجاب شديد من قبل الجمهور.
جمعت بين الموجي وعبدالحليم علاقة فنية وشخصية وثيقة امتدت لسنوات، كونا خلالها صداقة عميقة حتى صرحت أرملة الموجي بعد وفاته ان الموجيكان يغار على حليم فنيا إذا تعاون مع ملحن آخر، بل امتد الأمر إلى أن الخلاف بين الصديقان كان من الممكن أن يسبب للموجي "محنة نفسية"، كما وصفتها أرملة الموجي، وهو الأمر الذي غالبًا ماكان ينتهي بمقابلة الصديقان لبعضهما لتصفية الخلافات سويا، في صداقة أمتدت لعشرات السنوات قدما خلالها أعظم الأغاني سويا، والتي كان منها قارئة الفنجان،جبار، لو كنت يوم أنساك، وصافيني مرة التي حققت نجاحا هائلا وقت نزولها.
على الرغم من صوت الموجي العذب، إلا أن مسيرته الكبيرة في التلحين لم تفتح له باباً للغناء وسط زملائه، فالوسط الذي شهد حضور عبد الوهاب وثومة وشادية وصباح وغيرهم، أغلق عليه الطريق تماما، حتى صرح الموجي في إحدى اللقاءات التلفزيونية، قائلًا: إنه لولا وجود عبد الحليم على الساحة لكان الموجي كمغني قد حظى بنفس المكانة الفنية على الساحة، إلا أن موهبة حليم أغلقت عليه الطريق غنائيا رغم أنها أثرته بشدة فنيا.
وجمعت المسيرة الطويلة المووجي بعدد هائل من أكبر نجوم الوطن العربي، وكان الأقرب إلى قلبه ظل دائما عبد الحليم، حتى صرح في أحد لقاءاته التلفزيونية بأنه على الرغم من علاقتة القوية بأم كلثوم وتعاونه المتكرر معها فنيا، إذا طلبته ثومة للتلحين وطلبة حليم سيفضل التلحين لحليم، كما أضاف أنه بعد وفاة عبد الحليم كثيرًا، ما كان يلحن ألحانا ويشعر أنها مناسبة للراحل حليم فيتذكره قائلًا: "مش لو كنت موجود دلوقتي كنت ريحتني".