نجمة إبراهيم أيقونة الشر تاهت من أهلها فسحرها الفن.. وكانت تخاف من خيالها ونالت جائز الفن التقديرية
نيرمين حسين محطة مصر"بوليني أوديون"
الإسم الحقيقي للفنانة اليهودية الشهيرة "نجمة إبراهيم" التي تنتمي لأسرة يهودية مصرية
ولدت في ٢٥ فبراير عام ١٩١٤.
- درست في مدرسة الليسيه بالقاهرة..
اقرأ أيضاً
- من أشهر أدوارها "ريا" في فيلم ريا وسكينة عام ١٩٥٣، ونال الفيلم شهرة عريضة للدرجة التي بات الناس ينادونها باسم "ريا".
- عملت نجمة إبراهيم أيضا في فترة من حياتها بالصحافة في مجلة "اللطائف المصورة".
حكايتها مع الفن
- عام ١٩٢٠ كانت والدتها تقوم بشراء بعض الأقمشة وقامت باصطحاب إبنتها الصغيرة "بوليني" التي اقتربت من الست سنوات، إلى أسواق الغورية وانشغلت عن إبنتها التي اصطحبتها، فتاهت بوليني من أمها .
- فقدت بوليني أمها فجلست على رصيف الشارع تبكي بشدة فلمحتها سيدة مصرية وهي المطربة حياة صبري التي لمع إسمها في الربع الأول من القرن العشرين بالإقتران مع أبيها الروحي الموسيقار سيد درويش .
- رقَّ قلب المطربة حياة لمنظر الفتاة فقامت بتهدئتها حتى توقفت عن البكاء، ثم ذهبت بها إلى قسم الشرطة للإبلاغ عنها، ولم ترضى المطربة أن تقضي الفتاة ليلتها في قسم البوليس فطلبت من مأمور القسم أن تحتفظ بها حتى يظهر أهلها وتقوم بتسليمها لهم، فوافق مأمور القسم على هذا الطلب .
- بعد خروجها من القسم ذهبت المطربة حياة صبري مع بوليني إلى أحد المسارح بالقاهرة لأداء بروفات إحدى الأوبريتات، وكان في انتظارها الموسيقار سيد درويش ونجيب الريحاني وبديع خيري، وعرفوا بقصة الفتاة فقام الريحاني بالمزاح معها وغنى لها سيد درويش للتخفيف عنها.
- بعد انتهاء البروفات عادت المطربة حياة صبري مع الفتاة بوليني إلى منزلها وقضت الفتاة بوليني ليلتها في منزل المطربة، وفي منتصف الليل قام شخص بطرق باب منزل المطربة فقامت المطربة بفتح الباب فوجدت رجلاً و إمرأة عرفت بعد ذلك أنهما والدا بوليني ، وأنهما عرفا عنوان المطربة من قسم البوليس فرحبت المطربة بهما ﻭضايفتهما، لكنها وبخت والدتها لإهمالها في المحافظة على إبنتها لكنها طلبت منهما الإنتظار حتى الصباح حتى تستيقظ الفتاة .
- جاء الصباح واستيقظت بوليني لتجد أببها وأمها ، ارتدت ملابسها واستعدت لمغادرة منزل المطربة حياة صبري وتوديعها .
- كانت تلك الليلة هي ليلة فارقة في حياة بوليني، لم تصدق الفتاة نفسها أنها صافحت العمالقة ؛ الريحاني و سيد درويش وبديع خيري و بدأ قلب الفتاة يتعلق بعالم الفن .
- كانت أسرة بوليني مهتمة جداً بتعليم الفتاة تعليماً راقياً كونها سليلة عائلة ثرية ﻭراقية في المجتمع اليهودي المصري ،لكن بوليني خذلتهم ، فقد سحرها عالم الفن .
- بدأت بوليني تعد نفسها للدخول إلى عالم الفن فالتحقت بفرقة فاطمة رشدي كمغنية وعملت مع بديعة مصابني وبشارة واكيم، خطوة خطوة تدرّجت في الفن، ورغم أنها تخصّصت بعد ذلك في أدوار الشر إلا أنها نجحت بمهارة في أن تكون أيقونة الشر في العصر الكلاسيكي للسينما المصرية وأصبح اسمها الفني نجمة إبراهيم .
وطنيتها، وانتمائها لمصر
كانت الفنانة نجمة إبراهيم تعتز بمصريتها وتتمتع بوطنية عالية، فهي لم تعترف بدولة إسرائيل طوال حياتها..وكانت مؤيدة لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
- عام ١٩٥٥ قررت التبرع بإيرادات مسرحيتها "سر السفاحة ريا" من تأليف وإخراج زوجها عباس يونس لصالح تسليح الجيش المصري، كما كان لها دورًا كبيرًا في المساهمة في المجهود الحربي أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦.
- ونتيجة لمواقفها الوطنية وسمعتها الطيبة في المجتمع المصري، أخبرتها خادمتها أنَّ هناك أم تبيت ليلتها في المقابر بعد أن انقطع سبل العيش بها بعد استشهاد إبنها الضابط بالقوات المسلحة أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ كانت الأم تُدعى أم جميل، فطلبت الخادمة منها أن تساعدها ولو بالقليل.
- رقَّ قلب نجمة إبراهيم لتلك السيدة وذهبت بنفسها إلى المقابر لتشاهد تلك السيدة، فاكتشفت الفنانة نجمة إبراهيم أن تلك السيدة هي المطربة حياة صبري، بكت الفنانة العظيمة وهي تشاهد الزمان وغدره، فقد صارت امرأة عجوز متسولة تنام في المقابر بعد أن كانت مطربة كبيرة تُفتح لها أبواب أضخم المسارح في مصر، فأخذت نجمة إبراهيم تتحدث إليها وتُذكِّـرها بليلةٍ مَـرَّ عليها أكثر من أربعين ﻋﺎﻣﺎً
- واصطحبتها نجمة إبراهيم إلى منزلها، وكأنَّ القدر يُعيد نفسه، و اتصلت نجمة إبراهيم بنقابة الموسيقين وبالزملاء في الوسط الفني وبالقوات المسلحة تطلب منهم العون لامرأة غدر بها الزمان و فقدت إبنها فداء للوطن .
ونجحت الفنانة نجمة إبراهيم فى مسعاها و نالت المطربة حياة صبري بعد ذلك بعض التقدير حتى توافاها الله بعد شهور قليلة.
شخصيتها
- كانت الفنانة نجمة إبراهيم على خلاف أدوراها في السينما المصرية فقد كانت سيدة حنون طيبة ورقيقة القلب تمد يد العون للمحتاج والفقير ﻭالمسكين.
- ويروى عنها أنها بالرغم من إتقانها لأدوار الشر، إلاّ أنها كانت طيبة القلب، وكانت تخاف من خيالها.
تكريمها
- منحها الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في عيد العلم العاشر..
- منحها الرئيس السادات وسام الإستحقاق، وخصص لها معاش إستثنائي..
مرضها ووفاتها
- أصيبت بمشاكل في الإبصار، وأمر الرئيس جمال عبد الناصر بعلاجها في إسبانيا، توفيت ودفنت بالقاهرة .