أثاث فرعوني بالبيت الأبيض.. القوة المصرية الناعمة تخترق أمريكا

على مدارالسنوات الاربعة الماضية كانت الإدارة المصرية موجودة بقوة في المشهد الأمريكي، من خلال سياسييها ورجال الدبلوماسية الذين ساهموا في تطوير العلاقات المصرية الامريكية اعتمادا على مسارات متنوعة، إلا أن القوة المصرية الناعمة لم تكن أبدا ذات أهمية أقل من العلاقات الدبلوماسية، فالحضارات المصرية وتراث قدماء المصريين ما زالت أكبر متحدثا عن مصر بوجهيها القديم والحديث.

كان هذا المبدأ هو بالتحديد ما ركزت عليه مصممة الأثاث المصرية شُشّة كمال التي نقلت من خلال دمج تفاصيل التراث المصري الفرعوني بالأثاث عدة قطع فرعونية لتستقر في البيت الابيض الأمريكي كهدية ثمينة تلقتها السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة الأمريكية ميلانيا ترامب أثناء زيارتها الى مصر عام 2018.

وعن الهدية فقد عبرت ششة صاحبة الاتجاه التصميمي الحديث الذي يركز على دمج الفن المستوحى من الحضارة المصرية القديمة بحداثة العصر عن فخرها بتصميماتها قائلة إنها كانت تحلم منذ بداية تصميم قطع الأثاث المستوحى من الحضارة الفرعونية ان ترى تصميماتها في أرقى البيوت الأوروبية، إلا أنها لم تتخيل أبدا أن تصميماتها قد تصل للبيت الأبيض.

وأضافت أنه تم التواصل معها بصورة خاصة من الرئاسة المصرية، للعمل على نسخة من كرسي ذو طابع فرعوني يحمل نقشا للجعران المصري القديم قد استمدت فكرته من إحدى القطع الموجودة بمقبرة الملك توت عنخ آمون، كانت قد صممته وشاركت به في عدة معارض بلندن وباريس، ليتم تقديمه لزوجة الرئيس ترامب كهدية أثناء زيرتها لمصر، مضيفة أنها بدأت وفريقها بالعمل على الكرسي، كما تم عمل غطاء له من القطيفة، وقدمته لميلانيا ترامب التي عبرت أن انبهارها الشديد بالهدية قائلة: "إنه غطاء مجوهرات وليس كرسي"

وقد وصفت ششة الاحتفاء الأمريكي بالقطعة قائلة إنها تلقت بريد إلكتروني بعد وصول الكرسي إلى البيت الأبيض بشهر من الشخص المسؤول عن تقييم الهدايا، وصف فيه القطعة قائلا إنه من بين آلاف الهدايا التي تلقاه الرئيس وزوجته لم يشهد "قطعة فريدة وعلى هذا القدر من الجمال" سابقا.

جذبت قطع الأثاث ذات الطابع الفرعوني أنظار العالم بعدما نشرت الحكومة الأمريكية بنهاية ولاية الرئيس ترامب قائمة تضم مختلف الهدايا التي تلقاها الرئيس خلال فترة رئاسته، إذ تنص قواعد الدبلوماسية الأمريكية عند نهاية الفترات الرئاسية على إعداد الحكومة لقائمة تضم حصر للهدايا التي تلقاها الرئيس الأمريكي باعتبار أنها ممتلكات البيت الأبيض الفيدرالية وليست مقتنيات الرئيس الشخصية، ويتم نشر القائمة التي دائما ما تجذب انظار العالم بما تحتوي عليه من هدايا متنوعة ومختلفة.

وقد لاقت القطعة المصرية بالتحديد احتفاء عالميا فور نشر محتويات قائمة الهدايا في وسائل الإعلام، فعلى الرغم من اهتمام الصحف في آسيا وأمريكا وأوروبا بعرض مختلف الهدايا التي تضمنتها القائمة، إلا أن الكرسي المصري الذي صمم على الطراز الفرعوني جذب الأنظار العالمية كواحد من أفضل 5 هدايا متميزة وفريدة من نوعها تضمنها القائمة.