في ذكرى العدوان الثلاثي.. حالة الطوارئ فرضتها حرب 1956 وألغاها السيسي
محمود الصادقيوافق اليوم الجمعة 29 أكتوبر، ذكرى وقوع العدوان الثلاثي على مصر، والذي عُرف باسم أزمة السويس عام ١٩٥٦، وكانت الدول التي اعتدت على قناة السويس هي فرنسا وإسرائيل وبريطانيا، بعد قيام جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس.
العدوان الثلاثي على مصر
ويُعرف العدوان الثلاثي على مصر أيضًا باسم حرب ١٩٥٦وكانت قد وقعت اتفاقية في ١٩ أكتوبر ١٩٥٤سميت اتفاقية الجلاء، وتم جلاء آخر جنود بريطانيا من ميناء بورسعيد في أوائل يونيو ١٩٥٦، وفى ١٨ يونيو ١٩٥٦أعلنت بريطانيا الجلاء عن مصر، وفى مساء الخميس ٢٦ يوليو ١٩٥٦ وأثناء الاحتفال بأعياد الثورة، أعلن عبدالناصر في خطاب الثورة من الإسكندرية قرار تأميم قناة السويس المصرية، والذى وقع العدوان على أثره، غير أن التأميم لم يكن السبب الوحيد لاعتداء هذه الدول على مصر، فلقد كان لكل دولة من الدول التي شاركت في العدوان أسبابها.
اقرأ أيضاً
- الفريق أسامة ربيع يلتقي المدير التنفيذي لشركة سيمنس لتعزيز سبل التعاون المشترك
- مستجدات تطوير العشوائيات وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين تنفيذا لتكليفات الرئيس
- 10 معلومات عن تطورات المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة
- في ذكرى حل الإخوان.. جرائم ارتكبتها الجماعة الإرهابية بحق المصريين
- تفاصيل تطوير مجرى العيون وعين الصيرة تنفيذا لتكليف الرئيس
- رسائل السيسي لقادة رومانيا وألبانيا ومفوض الاتحاد الأوروبي تتصدر النشاط الخارجي
- قرارات رئاسية تاريخية وتكليفات جديدة للحكومة.. تعرف عليها
- 6 صور ترصد تفاصيل لقاء السيسي بمجموعة من خريجي البرنامج الرئاسـي لتأهيل الشـباب
- السيسي يكلف بالتغلب على أية معوقات تواجه سير مشروع ”حياة كريمة”
- تكليف رئاسي بالاهتمام بتنمية قدرات العنصر البشري وتوفير فرص عمل للشـباب
- السيسي يكلف بدمج المبـادرات الرئاسية والجهود الحكوميـة للمشـروعـات الصـغيرة والمتوسطة
- السيسي يتابع مع خريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشـباب جهود مبادرة ”حياة كريمة”
أسباب العدوان الثلاثي
وكان من أسباب وقوع العدوان توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفييتى تقضى بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، والتى رأت أن تزويد مصر بالأسلحة المتطورة يهدد بقاءها.
كما كان دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى وإمدادها بالمساعدات العسكرية مبررًا فرنسيًا للمشاركة في العدوان، فضلاً عن تأميم قناة السويس الذي منع إنجلترا من التربح من القناة، التي كانت تديرها قبل التأميم، وكان هذا مبررا لمشاركة بريطانيا.
وفي ٧ نوفمبر، تقدمت القوات الأنجلوفرنسية 35 كيلومترا على امتداد قناة السويس بعد أن احتلت بورسعيد، إلا أن تحذير موسكو باستخدام القوة في حال استمرت العمليات القتالية لعب دوره في وقف العدوان.
حالة الطوارئ والعدوان الثلاثي
وتسبب العدوان الثلاثي على مصر، في فرض حالة الطوارئ للمرة الأولى، والتي استمرت لسنوات وعقود طويلة لاحقة حتى ألغاها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام قليلة.
على مدى 13 سنة بقيت مصر في حالة طوارئ منذ العدوان الإسرائيلي على مصر في يونيو 1967، وعلى الرغم من رفعها في نهاية عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات 18 شهرًا، لكنها عادت مجدداً بعد اغتياله في أكتوبر 1981، واستمر العمل بها طوال فترة حكم خلفه الرئيس الراحل حسني مبارك على مدى 30 سنة، وهو الأمر الذي كان مثار استنكار من جهات حقوقية محلية وعالمية آنذاك.
حالة الطوارئ في عهد مبارك
وكانت حالة الطوارئ، تجدد في عهد مبارك سنوياً، ولاحقاً حدد مجلس الشعب تجديدها ثلاث سنوات حتى 2010، حين قرر البرلمان في مايو 2010 تجديدها لمدة سنتين فقط.
ورغم أن إلغاء الطوارئ، كان من بين المطالب الرئيسية التي دعا إليها المحتجون في ميدان التحرير خلال أحداث يناير 2011، فإن فرضها عاد مجدداً بعد اقتحام محتجين مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في سبتمبر من العام ذاته، وجرى تجديد العمل بها حتى مايو 2012 أعلن حينها رسميًا إيقاف العمل بالطوارئ، في نهاية عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تولى قيادة البلاد منذ تنحي مبارك عن السلطة في فبراير 2011.
وعاد فرض قانون الطوارئ مع أحداث العنف التي شهدتها البلاد عقب ثورة 2013، وجاء أول فرض لها مجدداً في أغسطس 2013 في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة في عهد الرئيس السابق عدلي منصور، وبقيت شهراً أيضًا.
دستور 2014
بعد إقرار دستور 2014 بتوافق شعبي كبير نظمت مادته (154) إعلان حال الطوارئ في البلاد، استناداً إلى قانون الطوارئ رقم (162) الذي صدر عام 1958، إذ تخول لرئيس الجمهورية إعلانها بعد أخذ رأي مجلس الوزراء، مع إلزامه بعرضها لاحقاً، خلال مدة لا تجاوز سبعة أيام، على مجلس النواب وموافقة غالبية أعضاء المجلس لتمريرها.
كما نصت المادة على أن تعلن حال الطوارئ لمدة محددة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وألا تجدد إلا لمدة مماثلة بعد موافقة ثلثي عدد النواب، موضحة أن رئيس الجمهورية هو من يعلن حال الطوارئ، وهو من يعلن انتهاءها، كما ينتهي العمل بها إذا رفض البرلمان إقرارها.
وعلى إثر ارتفاع منسوب العنف والإرهاب في البلاد، فرض الرئيس عبدالفتاح السيسي حال الطوارئ في سيناء منذ نهاية 2014، واتسعت لتشمل كل أراضي الجمهورية منذ أبريل 2017، وتحديداً بعد حادثة استهداف كنيستين بالإسكندرية وطنطا، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ومنذ ذلك الحين يجري تجديدها كل ثلاثة أشهر بموافقة مجلس النواب.
القرار الذي يحمل رقم (174) لسنة 2021، ويخول للقوات المسلحة والشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين، تم تمديده وتجديده 18 مرة على مدى السنوات الخمس الأخيرة.
إلغاء حالة الطوارئ
قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلغاء حالة الطوارئ في مصر، قائلًا: "يسعدني أن نتشارك معاً تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر.. بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة؛ ومن هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد".
وتابع الرئيس السيسي: "هذا القرار الذي كان الشعب المصري هو صانعه الحقيقي على مدار السنوات الماضية بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية والبناء، وإنني إذ أعلن هذا القرار، أتذكر بكل إجلال وتقدير شهداءنا الأبطال الذين لولاهم ما كنا نصل إلى الأمن والإستقرار، ومعًا نمضي بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة مستعينين بعون الله ودعمه، تحيا مصر. تحيا مصر. تحيا مصر".