”شوارعها كانت تغسل بالماء والصابون”.. هل تصدق أن القاهرة حصلت على أجمل وأنظف مدينة؟


هل يُمكن أن يصدق أهل المحروسة الآن أن مدينة القاهرة حصلت عام 1925 على وسام أجمل وأنظف مدينة فى حوض البحر المتوسط وأوروبا، وأن هذا الفوز المُستحق جاء على حساب عواصم أوروبية كبيرة وعريقة منها لندن وباريس وبرلين وفيينا وجنيف؟
حيث جاء اختيار القاهرة للفوز مستنداً إلى توافر عدد من المعايير والشروط كان من بينها : نظافة الشوارع : حيث كانت تغسل كل ليلة بالماء والصابون, وترش بالماء مرتين يومياً ، كما أن شوارع العاصمة كانت مرصوفة جيدا وتعمل البلاعات بها بصورة جيدة, أما الأرصفة فكانت خالية من الإشغالات وتتسع للسائرين .. أما الإضاءة فكانت مريحة كما جاء بالتقرير، وكانت الأشجار بأنواعها تملأ جنبات الشوارع والجزر الموجودة بها . كانت مبانى العاصمة بديعة وأنيقة وواجهات المحلات التجارية متميزة ومتجانسة ، أما الميادين فمتسعة وتضم عددا من التماثيل لمشاهير الفنانين ومن بينها تمثال نهضة مصر .
كما كانت تضم مدينة القاهرة آنذاك عددا من الحدائق الرائعة من بينها حديقة الأزبكية وحديقة الحيوان التى تضم مجموعة متميزة من الحيوانات والطيور النادرة وكانت في مقدمة حدائق الحيوان فى العالم ، وحديقة الأورمان التى تضم مجموعة من الأشجار والنباتات النادرة وحديقة الأندلس ذات التصميم المتميز.
وأيضا، التقسيم والتوزيع الجيد للأحياء السكنية بما يضمن الهدوء التام ، والتخطيط الجيد للأحياء التجارية والمناطق الترفيهية ، وكان الهدوء وعدم وجود ضوضاء سمة من سمات المدينة التى كان يقيم بها 2 مليون مواطن من جملة سكان مصر وعددهم 19 مليونا، مراعاة الزيادة السكانية المطردة فى الخطط التوسعية المستقبلية للمدينة، إنتظام وانتشار وسائل المواصلات بها, والأهم نظافتها ونظافة وأناقة وحسن سلوك العاملين بها ، وكفاءة نظم الصيانة والإحلال والتجديد وعمليات التطوير والتجميل المستمرة بالمدينة ، وتعدد وتنوع الأنشطة الثقافية والترفيهية وفى مقدمتها المتاحف ودور العرض.