في ذكرى رحيله.. القدر سر شهرة شفيق جلال
إيمان إبراهيم فهيمبالجلباب الطويل والطاقية، أطل شفيق جلال أحد أشهر مغني الأغنيات الشعبية الأصيلة في الفن المصري على مدار عشرات السنوات، وبينما تحل اليوم الاثنين 15 فبراير 2021، ذكرى رحيل شفيق جلال رائد الموال الشعبي، كما يطلق عليه في الأوساط الفنية المصرية، موقع محطة مصر يعرض لكم لمحة قدرية شكلت حياة الراحل شفيق الفنية.
ليست الوراثة ولكن القدر
يخفى على الكثيرين حقيقة أن الفنان الشعبي شفيق جلال هو ابن الفنان الراحل جلال عبده، أحد أهم مغنيي الكورال في فرقة "الكسار" و"الريحاني"، إلا أن التاريخ الفني الطويل لوالده لم يكن هو السبب الرئيسي في دخوله المجال الفني إذ أنه خرج من المدرسة في صغره وبدأ في العمل في عدة مهن حرة أولها كان العمل كصانع أحذية في ورشة للدباغة، وقد أطلق عليه أصدقائة "مطرب الورشة" بسبب صوته العذب، ثم بعدها بدأ العمل في الموالد وحفلات الزفاف والجولات الغنائية في الأقاليم حتى تقدم للإذاعة المصرية وتم اعتماده كمغني فيها عام 1943.
لكن الشهرة الكاسحة التي اكتسبها شفيق كمغني شعبي حقيقي، كانت ناتجة عن صدفة رتبها له القدر في إحدى حفلات عبد الحليم عام 1961، بعدما تأخر عبد الحليم في الاستعداد واتداء الملابس ليقرر منظم الحفل الاستعانة بمغني مغمور لتقديم فقرة غنائية قصيرة تملأ هذا الفراغ، وما كان بشفيق إلا أن صعد على المسرح وقدم للمرة الأولى مواله الشهير "الصبر"، الذي لقى إعجاب واحتفاء كبير من الجمهور وحتى من عبد الحليم نفسه، الذي عبر له عن إعجابه بموهبته الكبيرة لتكون الصدفة التي قابلت شفيق هي السبب الرئيسي في شهرته، وبداية التفات الأنظار نحو هذه الموهبة الشابة.
مسيرته الغنائية
قدم شفيق عدد ضخم من الأعمال الغنائية طوال مسيرته الفنية، حتى وصلت عدد أغنياته في الإذاعة إلى 260 أغنية من أعظم ما شهد الفن المصري من مواويل ما زال الكثيرون يتغنون بها حتى اليوم، فما بين موال "أمونة" أحد أشهر مواويل شفيق التي تسبب أسلوبه الساخر في غنائها في موجه حب شديدة له حتى استمر شفيق في غنائه حتى وفاته، إلى موال "الخسيس والأصيل" و"بنت الحارة" و"سنيورة"، وصولا إلى "يا تاجر الصبر" و"شيخ البلد خلف ولد" الذي عد أحد أشهر أغاني الأفلام التي غناها شفيق.
إضافة إلى الأوبريتات التي شارك فيها بصوته ومنها "أوبريت المعرض"، و"رمضان كريم" و"عين الغزال" إلا أن اشهر الأوبريتات التي شارك فيها شفيق كان الأوبريت الخالد الذي كتبه صلاح جاهين "الليلة الكبيرة" الذي ما زال يحظي بشعبية لم تشهد انخفاضا ابدا بين الجماهير حتى اليوم.
ممثل بدرجة مطرب
رغم تعدد أعمال شفيق في مجال التمثيل حتى وصلت عدد الأفلام التي مثلها إلى أكثر من 30 فيلما، إلا أن دور مغني المواويل الشعبية الذي يعلق بأغنياته على أحداث الفيلم وقصص أبطاله كان هو الدور الذي استحدثه المخرجين لشفيق كممثل، فشفيق هو مغني شعبي في فيلم"ممنوع في ليلة الدخلة" الذي مثل فيه إمام عادل، وسهير رمزى، وهو زوج تحيه كاريوكا المطرب في كبارية "خلي بالك من زوزو"، وتتوالى أدواره كمطرب استعراضي في فيلم "حافية على جسر من الذهب" و"البحث عن المتاعب" و"الأنسة حنفي"، إضافة إلى عدد آخر من الأدوار التي شارك فيها أعظم نجوم الفن المصري والعربي مثل وردة ورشدي أباظة وأحمد مظهر ونبيلة عبيد.