فتوى عدد مرات الجماع تثير الجدل.. وعلماء: ”أعظم مقاصد الزواج ويحق للمرأة مقاضاة زوجها”
محمود الصادقحالة من الجدل، أثارتها، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحمل عنوان "قطوف من الآسك تهتم بالمرأة"، بعد أن أصدر أحد القائمين عليها، فتوى دينية حول عدد مرات الجماع بين الزوج وزوجته.
ويرصد موقع "محطة مصر نيوز"، فتوى عدد مرات الجماع، ورد علماء الأزهر والإفتاء عليها، وضوابط المعاشرة بين الزوجين من الناحية الدينية.
فتوى عدد مرات الجماع
ورد أحد المشايخ القائمين على صفحة قطوف من الآسك، على سؤال إحدى المتابعات قائلة: "أنا جوزي قليل المعاشرة وأنا أستحيي أن أطلب منه هذا، وهو يقول إن ده مش واجب عليه وأنا اللي واجب علي الموضوع ده، الكلام ده صح؟".
وقال الشيخ في الفتوى التي أثارت الجدل أمس، أن بعض الفقهاء رأوا أنه لا يجب على الرجل جماع زوجته اكتفاء بالوازع الطبيعي، وأن البعض الآخر ذهب إلى وجوب الجماع مرة واحدة كل طهر، وفي رأي آخر نسب إلى الحنابلة، أن على الزوج مجامعة زوجته مرة كل 4 أشهر فقط.
واجب الزوجة على زوجها
وردًا على فتوى عدد مرات الجماع، يقول الدكتور هاشم الفار، عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، إن الجماع واجب الزوجة على زوجها، حيث يلزمه أن يعفها عن الوقوع في الآثام والخطايا، مستشهدًا بقول الله تعالى: "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ".
ويضيف عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، أن الفقهاء من الأمة أجمعوا على أن الجماع هو المقصود الأعظم من الزواج، وأن إشباع الزوجة لحاجاتها يشعرها بالسعادة والرضا بما تعيشه داخل بيتها، كما يُحسن من حالتيها النفسية والمزاجية، ويدفعها لإتمام مهام الزوجية بنجاح.
استقرار الأسرة
ويوضح الفار، أن عدم معاشرة الرجل لامرأته يقلب موازين الأسرة، ويؤدي بالزوجة إلى الفتنة، والوقوع في المعاصي والآثام، فضلًا عن زعزعة استقرار حياتهما.
ويشير الفار، إلى أنه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين امتنع بعض الرجال عن نسائهم، نزل فيهم قول الله تعالى: "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
ويشرح الفار، معنى الآية السابقة، بأنه يحق للزوجة مقاضاة زوجها أمام الحاكم إن امتنع عنها، فيمهلهما الحاكم 4 أشهر، لعل الزوج يرجع عن امتناعه ويأتي زوجته، فإن لم يرجع فلها التطليق منه إن أرادت ذلك، مع منحها كافة حقوقها.
يحق للمرأة طلب الجماع إذا قصر الزوج
ويؤكد العالم الأزهري، على حرمة ترك الزوجة كما "البيت الوقف"، لا تعلم إن كانت زوجة أم مطلقة، ذاكرًا قول الله تعالى: "فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا".
ويشير عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف ، إلى أن المعاشرة بين الزوجين لا بد أن تكون بالقدر الذي يعف المرأة كذلك، لا بالقدر الذي يزيد من حاجاتها ويوصلها إلى الفتنة، وكل هذه من الأمور الواجبة على الزوج كلمة واحدة.
ويتابع الفار: "قضية معاشرة الزوج لزوجته لا تخضع لهوى الزوج وحده، إن شاء جامع وإن شاء امتنع، فمجامعة الزوج أعظم مقاصد الزواج، وهو واجب للزوجة على زوجها، لها طلبه إن قصر الزوج".
فتوى شاذة للفت النظر
في سياق متصل يقول الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن فتوى عدد مرات الجماع تُعد فتوى شاذة هدفها لفت نظر الناس حتى لو كانت خاطئة الأصل ، مشيرًا إلى أن الهدف منها الإثارة وليس الإنارة.
ويضيف عاشور، أن الفكر المتطرف يتعامل مع المرأة على أنها كم مهمل، مشيراً الى أن العلاقة الزوجية متبادلة، فالرجل يستمتع كما تستمع المرأة ، مستشهداً بقوله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، معقبًا: "الفكر الظلامي بأن المرأة كالمتاع في المنزل أو قطعة أثاث يجب التوقف أمامه، وأصدرنا كتاب فتاوى المرأة ليزيح ما يفعله المتطرفون".
ونفى مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، صحة ما ورد في الفتوى الشاذة بأن الزوج عليه جماع زوجته مرة كل 4 أشهر فقط، قائلًا: "الرجل من نظرة زوجته ومعرفته بها عليه أن يلبي رغبتها مباشرة من حقوق الزوجية، بدون أن تطلب".
المرأة ليست كائن من الدرجة الثانية
ويوضح عاشور، أن "النبي محمد صلي الله علية وسلم ، ذهب إلى منزل الصحابي عثمان بن مظعون ووجد ثياب امرأته رثة فسألتها السيدة عائشة عن سبب ذلك فقالت المرأة إن عثمان يقوم الليل ويصوم النهار ولا يقرب النساء"، فقال له النبي صلي الله علية وسلم، إنه يصلي ويصوم ويقرب النساء ونصحه بالاستنان بسنته.
ويتابع مستشار مفتي الجمهورية: "طالما لا وجود لعذر شرعي أو صحي يجب أن يلبي الرجل رغبة زوجته والمرأة تلبي رغبة زوجها، نعمل على مواجهة الفكر المتطرف وإزاحة الغمة أن المرأة كائن من الدرجة الثانية، اتقوا الله في النساء".