أم كلثوم.. الجندي المجهول في هزيمة 1967
عهد عادل سيدالفن سلاح القوى الناعمة وقت الأزمات
وقع خبر هزيمة العرب في 67 على كوكب الشرق أم كلثوم كالصاعقة، وقررت اعتزال الفن بعد انتشار شائعة أن أم كلثوم سبب هزيمة العرب، ولكن سرعان ما تراجعت عن ذلك القرار، واعتبرت نفسها "جندي" وستحارب مع الجيش ولكن بصوتها، وغنت أم كلثوم "إنا فدائيون" لرفع الروح المعنوية للمصريين والعرب، وبعد ذلك بدأت بالتبرع بأموال جميع حفلاتها للجيش المصري، وكانت أول من تبرع بمجوهراته الخاصة للمجهود الحربي ورفعت شعار " الفن من أجل المجهود الحربي"
وسارع الفنانون والأدباء في تنفيذ حملة أم كلثوم لمساعدة الجيش المصري بعد النكسة، وكانت أعلى إيرادات لحفلة أم كلثوم في ذلك الوقت لا تتعدى 18 ألف جنيه ولكن مع أول حفلة لصالح المجهود الحربي في مدينة دمنهور جمعت 80 ألف جنيه، وفى الإسكندرية بلغ إيراد حفلها إضافة إلى التبرعات 100 ألف جنيه و40 كيلوجراما من المجوهرات بقيمة 82 ألف دولار، وفي حفلة المنصورة حققت 125 ألف جنيه وفي طنطا 284 ألف جنيه.
ولم تكتف أم كلثوم بذلك بل إنها أقامت حفلات خارج مصر للتبرع بإيراداتها للمجهود الحربي فغنت في باريس وحققت إيرادات 212 ألف استرليني، بالإضافة إلى الكويت وأبوظبي ولبنان وباكستان وتونس والمغرب والخرطوم.
وبعد مرور 3 سنوات على هزيمة العرب استطاعت أم كلثوم تجميع أكثر من 3 ملايين دولار للمجهود الحربي، وهو مجهود 3 سنوات عمل ولم يدخل جيبها منه جنيه واحد.
ولا تقتصر الأعمال الخيرية للست أم كلثوم على دعمها للجيش بعد النكسة بل إنها تبرعت ببطاطين و120 قطعة قماش شتوي في حملة مشروع معونة الشتاء وقبل الأمطار إلى ثورة 23 يوليو، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات للفقراء من خلال جمع التبرعات من المواطنين في الصيف، وصرفها لمستحقيها في الشتاء، من خلال توزيع البطاطين والأغذية، والمساعدات المالية للفقراء.
وبسبب أم كلثوم انتشرت فكرة التبرع بأجر الحفلات للأعمال الخيرية وحتى الآن يسير بعض الفنانين على نهج السيدة ومنهم الفنان حكيم الذي تبرع بإيرادات حفلاته بأوروبا لصندوق تحيا مصر ومستشفى مجدي يعقوب.