إنتشال التميمي : المهرجان أصبح شعبيا بدليل الكلمة الشائعة بين الناس ”إنت فاكر نفسك في مهرجان الجونة ”
أكد إنتشال التميمي مديرمهرجان الجونة أن وجود الجمهور عامل مهم جدًا لأن أفضل الأفلام في العالم لا قيمة لها دون جمهور يحضرها.
وقال: مثلا في السنة الأولى كان لدينا 18 ألف مشاهد، ارتفع عددهم إلى 22 ألفًا في السنة الثانية ثم تواصل الارتفاع. لكن في هذا الجانب لا يزال عدد التذاكر غير منسجم مع حجم المهرجان. هناك معضلات في المنطقة العربية -باستثناء مهرجان قرطاج- تتمثل في قلة تفاعل الجمهور وحضوره للمهرجانات. هناك معضلات بعضها يتعلق بنا وبعضها لا يتعلق بالمهرجان نفسه. أزعم أننا بحاجة دائمًا لأن تكون لدينا خطة دعائية كافية وجيدة للوصول إلى الناس. فالمهرجان مصمم على أساس أن هناك جمهور يزور المدينة خصيصًا من أجل المشاركة في فعالياته، ومستقبله متوقف على قدرته في استقطاب أكبر عدد من الجمهور والوافدين إلى المدينة خلال أيام انعقاده. رأينا هذا الأمر بوضوح في عام 2020، ففي السنوات التي سبقته كان ضيوف المهرجان يشكلون نصف الجمهور، بينما في العام الماضي شكل الضيوف نسبة ربع أو ثلث الجمهور فقط. ما يعني أن جاذبية المهرجان للجمهور تزداد عامًا بعد آخر، وكذلك بالنسبة للجهات المهتمة بالتفاعل مع أنشطته ودعمه ماليًا. فرص استمرارية المهرجان مبنية على تحوله إلى نقطة وصل بين مصالح الآخرين ومصالحه وبين اهتمامات الآخرين واهتماماته، وأتصور أننا خلال هذه السنوات الخمس استطعنا الوصول إلى هذه المرحلة.
مهرجان الجونة أيضًا يتمتع بميزة - لم يسبقه إليها أي مهرجان آخر في المنطقة العربية - لقد أصبح مهرجانًا شعبيًا، يتندر الناس مع بعضهم البعض فيقولون «انت فاكر نفسك في مهرجان الجونة». يرجع جزء من ذلك إلى الطريقة والمفهوم الذي تأسس وعمل به المهرجان، لكن جزء كبير منه يعود أيضًا إلى حسن حظه، وهو عامل مهم إلى جانب الاجتهاد. فالمهرجان جاء في توقيت مناسب، إذ كان الناس في البلد وفي المنطقة يتطلعون إلى قصة نجاح، وصادف أن يمثلها مهرجان الجونة ومشاركة مصر في كأس العالم. من الأسباب الأخرى هو أننا أتينا في توقيت أصبح للتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي دور أكبر من قبل. قمنا بالأشياء نفسها التي كان يقوم بها كل من مهرجان دبي ومهرجان أبو ظبي، لكنهما لم يصلا إلى شعبية الجونة الذي صار موضع اهتمام السينمائيين والمختصين ورجل الشارع العادي أيضًا، بفضل التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. كل هذه العوامل خلقت جوًا جديدًا مهمتنا الحفاظ عليه، وهي مسؤولية كبيرة علينا المضي في تحملها.
اقرأ أيضاً
- إنتشال التميمي : مسابقة لأفلام البيئة جديدنا في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة
- إنتشال التميمي : مهرجان الجونة يحيى سينما الحركة بتكريم احمد السقا
- مجموعة من أفضل أفلام العالم في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي
- ”مهرجان الجونة ” يعلن المشاريع المختارة في الدورة الخامسة لمنصته السينمائية
- ”تحت الكرموس” يفوز بجائزة مهرجان الجونة السينمائي
- 16 فيلمًا عربيًا في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي
- مهرجان الجونة السينمائي يكشف عن بوستر دورته الخامسة
- ”كباتن الزعتري” حلم في مخيمات اللاجئين لعلي العربي يعرض لأول مرة عربيًا في مهرجان الجونة السينمائي
- 7 أفلام مصرية في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي
- الفيلم المصري ريش أول أفلام مسابقة مهرجان الجونة السينمائي
- جائزة الإنجاز الإبداعي ب” الجونة السينمائي الخامس ” ل ”أحمد السقا”
- رغم الانفصال.. نور ابنة عمرو دياب توجه رسالة إلى دينا الشربيني
واشار الى ان هناك عاملان أساسيان منحا الثقة لعدد كبير من الناس في المهرجان، قبل أن يبدأ، وأضاف :هما: قبول الموزعين الدوليين الدفع بأفلامهم إلى الجونة وبالتالي إلى مهرجان القاهرة ومهرجانات أخرى للمرة الأولى، بعد أن كانوا مقاطعين للسوق المصرية خشية من قرصنة أفلامهم. العامل الآخر هو قبول مجموعة من أهم الأسماء العربية والدولية على وزن فورست ويتكر وعتيق رحيمي ويسرا وهند صبري وهيام عباس ومحمد ملص وعبد الرحمن سيساكو ويسري نصر الله وغيرهم، الانضمام إلى المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان، وأن يبادر نجوم ونجمات من مصر قبل أن تبدأ الدورة الأولى للمهرجان لدعوة أقرانهم في العالم العربي للحضور. كل هذه الأمور ترجع إلى عاملين مهمين. الأول أن هناك ثقة بأن العائلة الساويرسية لا تخطو خطوة إلا عندما تكون مبنية على دراسة وافية ولديها مشاريع ناجحة كبيرة من بينها بناء مدينة عصرية مثل الجونة، التي صارت على مدى ثلاثين عامًا مدينة مهمة جدًا. هذا بالإضافة إلى توفر القناعة بانعدام وجود صعوبات مالية تعيق تنفيذ المشروع. العامل الثاني هو الثقة بفريق عمل المهرجان وبمعرفة الجميع بما فيهم بشرى وأمير رمسيس وأنا، بتوجهه نحو السينما الجادة، المتجددة الممثلة لطموح السينمائيين الشباب العرب والعالميين. أنا لم ابتدع هذه الخطة وإنما درست كل ما هو موجود في المهرجانات الدولية، وحالة المهرجانات العربية والإمكانات الموجودة بالمدينة، وعلى ضوئها وضعت برنامجًا طموحًا يتوافق مع إمكانياتنا.
المفهوم الذي تم تبنيه منذ السنة الأولى سواء ما يتعلق بعدد الأفلام أو عدد الضيوف، هو أن تبدأ منصة الجونة السينمائية عملها من الدورة الأولى وبتسمياتها الجميلة (منصة الجونة السينمائية، جسر الجونة، ومنطلق الجونة)، بوجودها استندنا إلى قاعدة قوية، ونجحنا في ذلك. هذا النجاح مهد لنا أرضية جديدة وحقق معادلة مهمة تتمثل في زيادة جودة العمل وانخفاض عدد ساعاته وتحقيق نتائج أفضل وهذه مؤشرات مهمة جدًا على نجاح إدارة العمل. فالمهرجان أصبح قوة استقطاب كبيرة. لم نعد نسعى وراء الأفلام فحسب بل صارت هي تأتي إلينا أيضًا، لأننا أصبحنا موضع ثقة دولية. كما توفرت قناعة في الوسط السينمائي الدولي أن مهرجان الجونة هو أحد المنافذ الرئيسية للإنتاجات السينمائية العالمية في المنطقة، لهذا صارت لدينا القدرة على اختيار العروض الأولى في المنطقة العربية، وسط تزاحم كبير جدًا من مهرجان القاهرة وقرطاج ومراكش والبحر الأحمر. أن تكون لديك القدرة على الحصول على أفضل الإنتاجات الدولية هذه عملية ليست سهلة. البعض يقول إن ما نفعله هو مجرد تجميع لأفلام معروضة في مهرجانات دولية، متناسين أن الأفلام لا تأتي إلا إذا اقتنع الموزع بأن المهرجان هو المكان المناسب لعرضها. لقد صار مهرجان الجونة بالبصمة الفنية المميزة لبرنامجه، منصة مهمة للأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة والقصيرة. بل صار موزعو الأفلام القصيرة في العالم يعتبرونه واحدًا من المهرجانات الرئيسية مثل كان وفينيسيا لتوزيع الفيلم القصير. لهذا نرى أن جزء كبير من برنامج الأفلام القصيرة لدينا هو عرض عالمي أول. ويرجع ذلك للطريقة التي نتعامل بها مع برنامج الأفلام القصيرة من خلال تقديم جوائز نقدية معتبرة والذي لا يتوفر على الدوام في الكثير من المهرجانات الأخرى. هذه السنة على سبيل المثال كل الأفلام القصيرة تقريبًا تم دعوة مخرجها أو منتجها أو كلاهما، وهذا بالنسبة لنا نجاح كبير.
وأوضح أن ظهور لاعبين جدد على الساحة، مثل مهرجان البحر الأحمر، سيؤثر بشكل واضح جدًا وإيجابي على نجاح المنطقة لأنه سيضيف وزنًا جديدًا إلى وزنها.
وتابع :زيارة صناع الأفلام العالميين لأي مهرجان يقام في المنطقة العربية يزيل حاجز الغربة والاغتراب ويصحح بالتدريج التصورات السلبية عن منطقتنا، كما يزيد الاهتمام بالمنطقة العربية ولغتها. العامل الإيجابي الأكبر هو أن المنافسة تجعلك أكثر يقظة وحماسًا وتدفعك لابتكار أفكار جديدة. ربما سيكون هناك نوع من المنافسة الحادة على العروض الأولى للأفلام العربية لأنها قليلة، لكن بالنسبة للأفلام العالمية فأن عددها أكبر حتى من قدرة المهرجانات العربية على استيعابها. ربما تحتدم المنافسة على الأفلام العالمية الأبرز بين المهرجانات العربية الكبرى، لكن حتى اللحظة لا زلنا قادرين على الاستحواذ على الحصة الأكبر من أفضل الأفلام العربية والعالمية. لدينا هذا العام برنامج مميز لأفضلها. تمكنا من الحصول على أهم الإنتاجات العربية، واستقطاب الجزء الأعظم من أفضل أفلام مهرجان كان وفينيسيا وسان سباستيان وغيرها من المهرجانات الكبرى، لكن كيف سيكون الوضع في السنوات القادمة، هذا يعتمد على الطريقة التي نعمل بها. إجمالًا أتصور أن كل مكان له تفاصيله ومشاكله وحدوده وأشكال متابعته وعلينا جميعًا أن نواصل العمل وأن نتعاون ونتكاتف لأن الصراع يضر بالجميع. مثلًا التعاون بين مهرجان القاهرة والبحر الأحمر هذا العام في موضوع تغيير المواعيد في رأيي من أقوى تجليات التعاون الذي يفيد الطرفين ويفيدنا كمتابعين لكلا المهرجانين.