أياد ملوثة بالدماء تقتل براءة الأطفال.. ماذا نعرف عن يوم ”اليد الحمراء”؟
إيمان إبراهيم فهيمهل تخيلت يومًا رؤية طفل في السابعة يحمل كلاشنكوف بدلاً من مجلة أطفال مصورة، أو طفلة تطبخ الطعام للجنود بدلاً من أن تحصل على وجبة طعام وحليب دافئ في المنزل، هذا ما يدعو إليه يوم "اليد الحمراء" لمكافحته والوقوف ضده بكل قوة.
يوم اليد الحمراء
يشهد الـ12 من فبراير من كل عام احتفالا عالميا بيوم "اليد الحمراء"، ويتم تذكير العالم بما لا نريد أن نشهده تحديدًا في مستقبل أطفال الكوكب، ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات عدة و تطورات متلاحقة تحبس الأنفاس، يعتبر إشراك الأطفال في الحروب تحت مصطلح "الجنود الأطفال" شكلا من أشكال الكوارث الإنسانية.
اقرأ أيضاً
- نشرة ”محطة مصر”..السيسى يؤكد ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية... والأهلي يفوز على بالميراس البرازيلي ويحتل المركز الثالث...والمانيا وفرنسا وبريطانيا يعلنون التزامهم بدعم السعودية وأمن وسلامة أراضيها
- عضو لجنة ”رياضة النواب” لـ ”محطة مصر”: مراكز الشباب آلة من آليات محاربة التطرف والإرهاب
- هل تساءلت يومًا كيف يتم تسمية الشوارع في مصر؟
- تعرف على أسهل النباتات التي يمكن زراعتها بالمنزل
- مانديلا السجين رقم ”46664...كيف غير العالم من محبسه؟
- نشرة ”محطة مصر”.. السيسي يؤكد الخصوصية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية.. الحكومة تكشف حقيقة تعطل الخدمات الإلكترونية المقدمة لأصحاب البطاقات التموينية
- الهواتف المحمولة.. خطر يهدد أطفالك
- الجامعة العربية تدعو إلى استئناف الحوار بالصومال للتوافق حول الانتخابات
- مي زيادة ”المجنونة”.. عاشت بأسماء مستعارة وماتت وحيدة رغم حياتها الصاخبة
- تفاصيل إحالة سيدة قتلت نجلة زوجها بالجيزة للجنايات
- يسبب الموت خلال ساعات.. مرض غامض جديد يجتاح دولة أفريقية
- تعرف على مواعيد قطارات الوجه البحري اليوم الخميس 11/2/2021
إفريقيا بالتحديد هي واحدة من أهم وأكبر القارات الحاضنة لهذه الظاهرة الكارثية، إذ شهدت دولا مثل الكونغو ورواندا وأوغندا وساحل العاج نزاعات عسكرية بين أطراف اتخذوا من الأطفال جنودًا يشاركون في قواتهم العسكرية، إما أدوار قتالية يحملون السلاح والزج بهم إلى ساحات القتال أو مشاركتهم في الجبهات الداخلية كطهاة أو ساقين أو ينقلون الرسائل بين القادة.
لذلك، يأتي يوم اليد الحمراء – اليوم العالمي لمكافحة استغلال الأطفال كجنود- كإنذار للعالم و مناشدة إنسانية لقادته؛ للتصدي بصورة رادعة لهذا الخطر؛ حفاظًا على مصير هؤلاء الأطفال الموجودون في 17 دولة حول العالم.
خلفيته التاريخية
األن الـ12 من فبراير كيوم عالمي لمكافحة استغلال الاطفال كجنود بعد توقيع الأمم المتحدة اتفاقية مع 100 دولة حول العالم بعنوان "البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة"؛ لإجبار الدول الموقعة على الامتناع تماما عن تجنيد الأطفال تحت سن 18 في أي أنشطة عسكرية إضافة إلى تسريح المتطوعين في النزاعات العسكرية حال كانوا تحت سن 18 عامًا.
ودخل البروتوكول حيز التنفيذ للمرة الأولى عام 2002 بعدما حظي بدعم "اليونيسيف" والهلال الأحمر العالمي و منظمة العفو الدولية.
وأعقب عام 2002 تنظيم العديد من دول العالم والتحالفات الاقليمية فاعليات لإحياء يوم" اليد الحمراء"؛ تضامنا مع الأطفال الذين تم تجنيدهم قسرًا حول العالم.
عقبات عالمية
تعتبرعملية تسريح الأطفال الجنود من جهات تجنيدهم عملية مكلفة للغاية للدول التي تقرر القيام بها، ليس فقط بسبب عدد الجنود التي تسخرهم الدول في قوتها العسكرية، إنما أيضًا بسبب حاجة هؤلاء الأطفال إلى إعادة تأهيل نفسيًا ليتم دمجهم مرة أخرى في مجتمعاتهم بصورة سلمية تسمح لهم بعيش ما تبقى من طفولتهم بعيدًا عن أهوال الحروب، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الدول للتهرب من تسريح "الجنود الأطفال" من خلال عدم توقيع البروتوكول الخاص بذلك مع الأمم المتحدة؛ تجنبا للوقوع تحت طائلة التفتيش الأممي.
لذلك يعتبر يوم اليد الحمراء شكلاً هامًا من أشكال التضامن العالمي مع هؤلاء الأطفال، وسببًا للضغط على حكومات تلك الدول؛ للتخلي عن سياسة استغلال الأطفال كجنود في نزاعاتها الخاصة.
وتقدر نسبة الجنود الأطفال حول العالم بربع مليون طفل حاليًا، كما شهد عام 2008 إحصائية عالمية قدرت وجود نسبة 40% من الأطفال الجنود في إفريقيا وحدها، بينما يتوزع الباقون بنسب متفاوتة في دول مثل بورما وكولومبيا والفلبين وروسيا.
ورغم ما يواجه العالم من كوارث إنسانية و تكنولوجية، مازال يوم "اليد الحمراء" وغيره من أيام التضامن العالمية مثالاً مبهرًا عن الوعي العالمي والرغبة الحقيقية في الحفاظ على العدالة، واستجلاب الحق في الحياة السوية لكل الفئات.