حكم وصية الميت ألا يقف شخص ما على غسله.. الأزهر يجيب

أعلى الإسلام من قيمة وأهمية الأرحام وحث على صلة الأرحام وحرم القطيعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ، قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: "فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ").

 

والأحاديث التي تذكر أهمية صلة الأرحام والتحذير من عقوبة قطعها كثيرة، ويكفينا أن نقول أن من وصل الأرحام وصله الله ومن قطعها قطعه الله، فأي ثواب أو عقاب قد يكون أكبر من أن يصل الله عبده أو يقطعه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ).

 

ومع هذا التغليظ في الثواب والعقاب إلا أننا سنجد الكثير ممن قطع رحمه، فترى الأخ يقاطع أخاه والأخت تقاطع أختها ويصل الحال أن يقاطع الإنسان أبويه، والأصعب من هذا كله أن يوصي أحدهم بأن لا يقف أخوه أو الأقربون منه على غسله في مماته، وكأنه يؤكد على قطيعته في الدنيا والآخرة، رغم أن هناك حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (إِنَّ اللَّهَ يوصِيكم بِأُمَّهَاتِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِأُمَّهَاتِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِآبَائِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ).

 

وبهذا الصدد تواصل موقع محطة مصر نيوز مع مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية عبر موقع (فيسبوك) ليسأله عن الحكم الشرعي لمن يوصي ألا يقف أحد على غسله.

وأجابت لجنة الفتاوى الإلكترونية أنه إذا أوصى أحد بألا يقف فلان من الناس على غسله فيجب تنفيذ هذه الوصية بشر أن يكون وجود هذا الشخص يمكن الاستغناء عنه وشريطة ألا تتسبب هذه الوصية في إحداث قطيعة رحم.

وسألناهم بخصوص إذا كانت هذه الوصية بخصوص أخو الميت أو أخته أو من الأقربون..؟!

وأجاب مركز الأزهر بأن حكم هذه الوصية حرام شرعًا لأن فيها قطيعة رحم، وأن من يوصي بهذه الوصية فهو آثم وعقابه شديد في حالة كان يعلم بحرمة هذا الأمر ومع ذلك أوصى به قبل وفاته.

أما في حالة لم يكن الشخص يعلم بحرمة هذه الوصية فهو عندئذ يكون معذورًا بالجهل.

ولكن على أية حال لا يجوز تنفيذ وصيته أبدًا.

 

كما سألنا مركز الأزهر بمن له الأولوية في الوقوف على غسل الميت.

وقد أجابنا مركز الأزهر بأن الأولى بالوقوف على غسل الميت هم أقارب الميت من الرجال إذا كان الميت رجلًا، والأقارب من النساء إذا كان الميت إمرأة.

 

إقرأ المزيد:

الإفتاء توضح حكم مس المصحف دون طهارة

هل تصح الطّهارة من الجنابة دون أن يصل الماء لبشرة الرأس؟ الإفتاء تجيب

الإفتاء توضح كيفية صلاة قضاء الحاجة ودعائها

هل الزواج اختيار أم قدر ؟.. «الإفتاء» تجيب