معركة التل الكبير .. هزيمة عرابي وفرحة الخديوي توفيق بالاحتلال
محمود الصادقتحل اليوم الإثنين 13 سبتمبر، ذكرى معركة التل الكبير، والتي دارت بين زعماء الثورة العرابية بقيادة الزعيم الراحل أحمد عرابي، والإنجليز، وكانت معركة فاصلة في المواجهات بينهما.
خيانة الرفاق والهزيمة الثقيلة
اقرأ أيضاً
- صور.. نقل ممرض «السجود للكلب» إلى المستشفى بعد فقدان الوعي
- أشرف السعد يهاجم إبراهيم عيسى: «القرآن مجاش بدين جديد»
- منها اللحوم.. 5 أطعمة ممنوع أكلها بعد سن الستين
- أسطورة اليونايتد: صلاح مثل رونالدو..ولم أفكر ثانية بأنه سيصبح هكذا
- أهالي دشنا يضبطون متهم متلبسًا بمحاولة خطف طفل | صور
- الصحف الإنجليزية تحتفل بوصول صلاح للهدف رقم 100 فى البريميرليج
- النيابة تواجه ”ابنة الشاطر” بالتهم الموجهة إليها .. تفاصيل
- يدير 5 مصانع مخدرات .. سقوط أخطر ديلر في القاهرة
- السيسي يلتقي اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت
- كشف لغز مقتل سائق رميا بالرصاص في قنا
- دبابه بشرية لا تتوقف.. عدد اهداف لوكاكو في الدوري الانجليزي
- «الاتصالات» تكرم أبطال البعثة المصرية المشاركين في بارالمبياد طوكيو 2020
لم تستغرق معركة التل الكبير، أكثر من 30 دقيقة، خدع فيها العرابيين، وهزموا هزيمة ثقيلة، بسبب خيانة 4 خونة كانوا السبب الرئيسي في الهزيمة، وهم محمد باشا سلطان رئيس الحزب الوطني، الذى وزع الذهب على بدو الصحراء الشرقية، وعلى رأسهم الخائن الثاني، سعيد الطحاوي الذى كان مرشدًا لعرابي وجاسوسًا عليه، والثالث، على يوسف الشهير "بخنفس" وقبيل المعركة كان عرابي في خيمته يقرأ الأوراد والأدعية، فجاءه الطحاوي يقسم له أن الإنجليز لن يهجموا قبل أسبوع ثم ذهب لقائد الإنجليز "ولسي"، وطمأنه أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الأبرار، ليزحف الإنجليز في الظلام ويصل الإنجليز إلى الخط الأمامي للجيش العرابي.
وكان عبدالرحمن حسن قائد فرقة السواري، هو الخائن الرابع، والذي كان يتعين على فرقته أن تكون في المواجهة بل وكان يعلم بنبأ الهجوم، فتحرك بجنوده بعيدًا عن أرض المعركة، ليمر الإنجليز بسهولة وفي الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين انطلق ستون مدفعًا وأحد عشر ألف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الجند النائمين فتشتتوا.
وكان عرابي، يصلى الفجر على ربوة قريبة وسقطت قذيفة على خيمته فأسرع وامتطى حصانه ونزل لساحة المعركة فهاله ما رأى وحاول جمع صفوفه عبثًا، لكن كان لهذه المعركة أبطال من أبرزهم البطل محمد عبيد، واليوزباشي حسن رضوان قائد المدفعية الذي كبد الإنجليز خسائر فادحة، حتى سقط جريحًا وأسيرًا وكذلك أحمد فرج، وعبدالقادرعبدالصمد.
كما شارك دليسيبس رئيس شركة قناة السويس وقتها، في الخيانة، فبعد أن فشل الإنجليز في احتلال مصر من ناحية الإسكندرية كرروا المحاولة بدخولهم من قناة السويس، وقد سهل لهم دليسيبس الأمر، وكان عرابي قد فكر في ردم القناة حتى لا يدخل الإنجليز للبلاد عن طريقها فرد عليه دليسيبس بأن القناة على الحياد ويدخل الإنجليز بعدها القاهرة ويستقبلهم الخديوي، ويقع عرابي أسيرًا ويحكم عليه بالإعدام ويخفف الحكم بالنفي.
فرحة الخديوي توفيق بالاحتلال الانجليزي
وذكر الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ النظم السياسية المقارنة بجامعة القاهرة، في مقال له بعنوان "محاكمة عرابي وثورة المهدي"، أن احتلال مصر كان بمثابة انتصار للخديوى توفيق، فالاحتلال أنهى عمليًا الثورة العرابية، التي قادها الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوي، فرأى أن هزيمة العرابيين أزال التهديد الذي واجهه منذ أن تولى حكم مصر، فعاد إلى القاهرة في موكب مهيب وتلقى التهنئة من كبار رجال الدولة ومن بعض العامة والمشايخ الذين لم يكونوا على وفاق مع عرابى.
تكريم الإنجليز ومحاكمة عرابي
لم يكتفي الخديوي توفيق، بذلك فأصدر قراراته بمنح نياشين لـ 52 ضابطًا في الجيش الإنجليزي، ثم أتبعها بحملة اعتقالات واسعة طالت العامة ممن كانوا في صفوف عرابي، أما عرابى نفسه فقد تمت محاكمته بشكل هزلي.
وذكر الكاتب محمود صلاح، في كتابه "محاكمة زعيم.. أوراق القصة الأصلية لمحاكمة أحمد عرابي"، والصادر عن دار نشر مدبولي في 1996، فإن المحاكمة لم تستغرق سوى 5 دقائق اعترف فيها عرابي ومحاميه الفرنسي بعصيان أوامر الخديوي وحمل السلاح ضده وتم إبلاغ عرابي بالحكم بقتله مع تعطيل الحكم بناء على عفو الخديوي ونفي عرابي ورفاقه من البلاد على أن يتم تثبيت عقوبة القتل حال مخالفة قرار النفى والعودة إلى مصر.